احتشدت الجالية الفلسطينية في بريطانيا ومتضامنون مع القضية، يوم أمس السبت، في "مهرجان فلسطين 2021"، للاستمتاع بالفعاليات التي تعود كل عام منذ ستة عشر عاماً لتذكّر بالوجود الفلسطيني عبر أنشطة تراثية وفنية، وفقرات تتناول معاناته وكفاحه.
ونظراً لظروف وباء كورونا والمستجدات المرتبطة بمتحور أوميكرون، حضر المهرجان ما يقارب الـ 1500 شخص في قاعة "بايرون هول" غرب لندن، بينما تابعه ما يزيد عن عشرة آلاف شخص عبر منصّات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية.
وبما أنّ الجانب السياسي هو الأكثر تأثيراً على حياة الناس والفلسطينيين بشكل خاص، بدأ المهرجان في بكلمة افتتاحية لجيرمي كوربين، النائب في البرلمان البريطاني والرئيس السابق لحزب العمّال، الذي سلّط الضوء على ما يشهده العالم من عنصرية وازدهار لليمين المتطرّف، ودعا إلى نبذ العنصرية بجميع أشكالها وتحرير الشعوب.
وقال إن هذا يعني "الحرية للشعب الفلسطيني ليعيش حياته على أرضه من دون سرقتها ومن دون الاحتلال ومن دون تلويثها".
وشدد كوربين على حق الشعب الفلسطيني بالدعم كونه عانى لعقود من الزمن تحت الاحتلال. وقال "إنّنا لا نزال نرى حتى يومنا هذا اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في مخيمات اللجوء منذ تهجيرهم من بلادهم عام 1948"، مؤكداً في خطابه "أهمية الاعتراف بوجود كيان باسم فلسطين، بل دولة فلسطين".
وتخلّلت المهرجان الذي أطلق دورته الأولى عام 2004 وصلات من الدبكة الفلسطينية قدمتها فرقة "يافا" القادمة من الداخل وفرقة "الفرسان" للشباب الفلسطيني من أبناء الجيل الجديد.
ولم يغفل المهرجان الأطفال، بل خصّص لهم جناحاً، كما كان هناك مطعم زاخر بالمأكولات الفلسطينية والشرقية وسوق كبير للتراث الفلسطيني ومعرض يجسد المعاناة الحقوقية للأسرى في سجون الاحتلال.
وشارك في المهرجان الفنان طوني قطان ابن بيت لحم القادم من الأردن، في أول حفل له في لندن. ولامست أغانيه عن الحنين والاغتراب والشوق للوطن مشاعر المستمعين، كما تفاعل الجمهور مع أغنيته الشهيرة "فلسطيني".
وقال زاهر بيراوي رئيس المنتدى الفلسطيني لـ "العربي الجديد" والجهة الرئيسية المنظمة للمهرجان إن الفعالية وجهت عدداً من الرسائل السياسية، أولاها للحكومة البريطانية، تقول إن فلسطينيي بريطانيا هم جزء من المجتمع البريطاني بأعراقه المختلفة، لكنهم يحلمون بحق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، ويحملون قضيتهم وقدسهم في عقولهم وقلوبهم ويعيشون معاناة أهلهم تحت الاحتلال.
وأضاف، الرسالة الثانية موجّهة إلى الحكومة الإسرائيلية واللوبي المؤيد لها في بريطانيا وتقول "إن الاحتلال والظلم إلى زوال وإنّه لا يمكن لدولة الاحتلال أن تنعم بالاستقرار والسلام ما لم ينته الاحتلال، وتعود الحقوق إلى أصحابها وفي مقدمتها حق العودة إلى الوطن وإلى البلدات التي تم تهجيرنا منها قسراً منذ النكبة عام 48".
ولفت بيراوي إلى أنّ مهرجان هذا العام يأتي "في وقت لا يزال العالم يصمّ أذنيه عن سماع صرخات المظلومين من أهلنا تحت الاحتلال العنصري الإمبريالي".
أمّا عدنان حميدان مدير المهرجان التراثي فأكد أن الدبكة والفلافل ليستا مجرّد رقص شعبي أو طعام تقليدي، بل تحملان رسالة أبعد بكثير من ذلك.
وقال لـ "العربي الجديد" إنّ "إسرائيل تبذل جهداً غير عادي لنسبهما إليها تثبيتاً لفكرة قيامها أو إنشائها على أرض بلا شعب أو بلا هوية كما تزعم".
وأوضح أنّ الفلسطينيين لا يقولون ولا يعتقدون أنّهم سيحرّرون فلسطين بهما، لكنّها معركة الحفاظ على التاريخ والهويّة.
وأضاف حميدان أنّ المنتدى الفلسطيني في بريطانيا يعتني حالياً بفرقتي دبكة واحدة للشباب وأخرى للأطفال من أبناء فلسطين الذين ولدوا في بريطانيا لربطهم بهذا التراث.
وختم بالقول: "بالنسبة لنا هذا نضال مستمر للحفاظ على الهوية. واليوم التالي بعد المهرجان هو اليوم الأول للتخطيط لمهرجان العام القادم".