أعلنت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في تونس (الهايكا)، اليوم السبت، أنّ السلطات الأمنية بمحافظة زغوان (60 كيلومتراً جنوب العاصمة التونسية) وجهت دعوة لرئيس "الهايكا" النوري اللجمي ومراقبين بوحدة الرصد بها، للتحقيق معهم.
وبحسب بيان لـ"الهايكا"، فإنّ الدعوة جاءت على خلفية شكوى تقدم بها سعيد الجزيري النائب في البرلمان التونسي ورئيس حزب "الرحمة" ومالك "إذاعة القرآن الكريم" يتهم فيها رئيس الهيئة والمراقبين فيها بـ"السرقة" و"محاولة الاغتيال"، وهما اتهامان جاءا على خلفية تنفيذ الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري لقرار مجلسها التنفيذي في شهر مارس/ آذار الماضي، بحجز تجهيزات البث التي تستعملها الإذاعة في بثها رغم عدم حصولها على الإجازة القانونية للبث التي تمنحها "الهايكا".
"الهايكا" أكدت أنها ترفض منح الإذاعة الإجازة القانونية لجمع مالكها بين ملكية وإدارة وسيلة إعلام سمعية ورئاسة حزب، وهو ما يمنعه "المرسوم 115" المنظم لعمل القطاع الإعلامي في تونس، مشيرة كذلك إلى أنّ "برامج الإذاعة تثير الكثير من التساؤلات حول المضامين التي تبثها والتي تحرض على العنف والتكفير وعدم احترام الاختلاف".
وأثار توجيه الدعوة للتحقيق مع اللجمي والعاملين، ردود فعل من قبل جمعيات المجتمع المدني التي رأت في الأمر "تعدياً" على هيئة دستورية تسهر على تنظيم القطاع السمعي البصري في تونس وتعديله.
يُذكر أنّ مالك القناة سعيد الجزيري يحوم حوله الكثير من الشبهات في علاقته بجماعات متطرفة، حيث سبق له القتال في البوسنة والهرسك واتهمته السلطات الفرنسية بصلاته بجمعيات "إرهابية"، كما رحّلته السلطات الأميركية إلى تونس بعدما قبضت عليه وهو يحاول اجتياز الحدود المكسيكية الأميركية قبل 2011.