لا يزال مكان وجود جثمان خالد الأسعد، أشهر عالم آثار سوري قتله تنظيم "داعش" الإرهابي بقطع رأسه في تدمر في وسط سورية، مجهولاً، وفق ما قال نجله لوكالة "فرانس برس"، أمس الأربعاء.
وأعدم "داعش" خالد الأسعد، مهندس إدراج تدمر على لائحة التراث العالمي، عن عمر يناهز 82 عامًا في آب/اغسطس العام 2015 بعد ثلاثة أشهر من سيطرته على المدينة.
في شباط/فبراير، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) العثور على رفات ثلاثة أشخاص في منطقة كحلول شرقي تدمر بـ 10 كلم. وأشارت الوكالة إلى أنه "يعتقد أن من بينها" رفات عالم الآثار، بينما لم تجر اختبارات الحمض النووي على الجثث.
وقال طارق الأسعد لوكالة "فرانس برس"، الأربعاء، إن "السلطات أخبرتنا أن نتائج الحمض النووي قد كشفت أنها غير مطابقة لجثة والدي" مضيفاً: "كنا نأمل أن نغلق الجرح.. لكنه بقي مفتوحا".
ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن نتائج اختبار الحمض النووي.
وشغل خالد الاسعد منصب مدير آثار تدمر لمدة اربعين عاماً بين 1963 و2003، ويعد من الرياديين في علم الآثار في سورية. وقد اكتشف بنفسه مقابر أثرية عدة وأشرف على أعمال حفريات عدة وترميم آثار في المدينة.
وحين اقترب مقاتلو "داعش" من تدمر في أيار/مايو 2015، نجح أبناء الأسعد وبعض الحراس في إنقاذ 400 تمثال وقطعة أثرية.
وبعد سقوط تدمر، انتقل خالد الأسعد إلى مكان يبعد مئات الكيلومترات من المدينة، ولجأ إلى قصر الحير الشرقي. إلا أن رجالا ملثمين لحقوا به إلى ذاك المكان في 20 تموز/يوليو. وقرر التنظيم إعدام الأسعد. فقد اقتاده عناصر "داعش" حافي القدمين إلى وسط المدينة وقطعوا رأسه ثم علقوا جثته على عمود كهرباء لثلاثة أيام.
والمواقع الأثرية في مدينة تدمر المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، هي بين ستة مواقع سورية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانية. وقد شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة قبل الحرب، ففيها أكثر من ألف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة.
(فرانس برس)