في ذكراها السنوية العشرين بعد المائة، تُمنح جوائز نوبل هذا العام بين الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول والحادي عشر منه في استوكهولم وأوسلو. وفي ما يلي خمسة تفاصيل لا بدّ من الإشارة إليها عن هذه المكافآت التي تُسلّم إلى رجال ونساء ومؤسسات عملوا من أجل تقدم البشرية، بحسب وصية مؤسس هذه الجوائز المخترع السويدي ألفريد نوبل.
انطلاق جوائز نوبل
في 12 إبريل/ نيسان 1888، توفي لودفيغ الشقيق الأكبر لألفريد نوبل في مدينة كانّ الفرنسية. لكنّ صحيفة "لو فيغارو" ارتكبت خطأ حينها من خلال إعلانها في خبرها الرئيسي وفاة ألفريد، بعنوان جاء فيه: "توفي أمس في كانّ رجل يصعب جدا وضعه في مصاف العاملين لخير البشرية. إنه نوبل مخترع الديناميت". ولا يُعرف مدى الاضطراب الذي أثاره هذا النعي المبكر لدى ألفريد نوبل، لكنّ كثيرين يعزون فكرة إطلاق جوائز نوبل إلى هذه الواقعة، خصوصا من خلال الصدى الذي أحدثته هذه الجملة لديه لإطلاق جوائز تكرّم العاملين من أجل "خير البشرية". وقالت إنغريد كارلبرغ، كاتبة سيرة ألفريد نوبل: "كل هذا يبقى في إطار التخمين"، إذ لم يرد ذكر هذه الحادثة في مراسلات ألفريد نوبل. أما الزوار الذين توافدوا إلى فندق المخترع الخاص في باريس لتقديم التعازي به، فقد فوجئوا باستقبال "الفقيد" بذاته لهم، كما أفادت في اليوم التالي "لو فيغارو" أيضاً.
تعليمات جوائز نوبل
تنص الوصية التي أسست لإطلاق الجوائز على ضرورة أن تُقدم المكافآت للأشخاص الذين خدموا البشرية "في العام الماضي". لكن منذ عام 1901، لم تكن هذه التعليمات إلزامية على الإطلاق. فبسبب الحاجة إلى أخذ مسافة زمنية لتقويم العمل العلمي للمرشحين لنيل جوائز نوبل، تُقدم هذه المكافآت أحياناً لأشخاص على إسهامات عمرها عقود عدة. ومن الأمثلة البارزة على هذا الاتجاه منح جائزة نوبل للكيمياء سنة 2019 إلى جون ب. غوديناف الذي أصبح بذلك أكبر شخص ينال هذه المكافأة العريقة، عن عمر يناهز 97 عاماً. ولا يزال هذا العالم الأميركي البالغ حاليا 99 عاماً، أكبر فائز بجائزة نوبل على قيد الحياة. أما أصغر فائزة بـ"نوبل" فهي الباكستانية ملالا يوسفزاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2017 بعمر 17 سنة.
فائزان متوفيان بنوبل
ينص النظام الأساسي لمؤسسة نوبل على أنه لا يمكن منح الجائزة لشخص متوفٍّ، إلا في حال حدوث الوفاة بعد الإعلان عن اسم الفائز. وحتى اعتماد هذه القاعدة رسمياً، مُنحت جائزة نوبل مرتين فقط لشخصين متوفيين، هما الشاعر السويدي إريك أكسل كارلفيلدت (نوبل للآداب عام 1931)، ومواطنه الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد، الذي اغتيل على الأرجح (جائزة نوبل للسلام عام 1961). وقد حُجبت الجائزة أيضاً سنة 1948 إثر وفاة غاندي كبادرة تقدير له. كذلك حُرم الكندي رالف شتاينمان من الحصول على جائزة نوبل للطب سنة 2011، إذ علمت لجنة نوبل لدى الاتصال به لإبلاغه بالفوز بأنه توفي قبل ثلاثة أيام. لكنّ اسمه ما زال مدرجاً بين قائمة الفائزين.
ترشيحات جائزة نوبل للسلام
من أدولف هتلر إلى مايكل جاكسون مروراً بستالين وموسوليني، شهد تاريخ جائزة نوبل للسلام التداول بترشيحات كثيرة لشخصيات غير متوقعة أو معروفة بانتهاكاتها الكثيرة. وقد رُشح هتلر لجائزة السلام من قبل عضو في البرلمان السويدي في يناير/ كانون الثاني 1939، عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، أكثر الصراعات دموية في التاريخ. ويهدف الاقتراح الساخر إلى الاستخفاف بطرح اسم البريطاني نيفيل تشامبرلين لنيل الجائزة بعد اتفاقيات ميونخ، وقد سُحب في النهاية، لكنّه بقي في سجلات الجائزة. كما تم ترشيح الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش الذي حوكم في ما بعد بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، إلى جانب الفرنسي جول ريميه "أبو كأس العالم" لكرة القدم. ويمكن لعشرات الآلاف من الأشخاص التقدم للجوائز، لكن لا يتم النظر في كل المقترحات.
فائزات نساء
مع 58 فائزة في تاريخ الجوائز، تقتصر نسبة النساء في قائمة الحائزين جوائز نوبل على 6 % فقط منذ عام 1901. وتؤكد إنغريد كارلبرغ أن ألفريد نوبل "كان لينزعج من هذه الإحصائية"، إذ "كان من أوائل المدافعين عن حقوق المرأة وكان معجبا بالمفكرات". وفي أدنى قائمة المكرمات، هن الحاصلات على نوبل للاقتصاد (2.3%)، تليها الجوائز العلمية مجتمعة (3.7%). أما على صعيد الأدب فتبلغ نسبة النساء الفائزات 13.7%، فيما الوضع أفضل قليلاً على صعيد التمثيل النسائي بين الفائزين بجائزة نوبل للسلام (15.9%).على الرغم من البطء، إلا أن الأمور تتحسن. ففي عام 2009، حصل رقم قياسي من خمس نساء على جائزة نوبل، بينهن أول فائزة بجائزة الاقتصاد الأميركية إلينور أوستروم. كما أن أول شخص يفوز بجائزة نوبل مرتين كانت امرأة، وهي الفرنسية من أصل بولندي ماري كوري.
(فرانس برس)