يكرم مهرجانا سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا، وكارلوفي فاري في جمهورية التشيك، السينمائي الأميركي جوني ديب، في أغسطس/آب الحالي وسبتمبر/أيلول المقبل. كما يحضر ديب مهرجان السينما الأميركية في مدينة دوفيل الفرنسية. ويأتي هذا الحضور لديب وسط الفوضى التي عاشها خلال الأشهر الأخيرة، إذ خسر دعواه القضائية أمام صحيفة "ذا صن" البريطانية التي قالت إنه يضرب زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد، وأجبر على إثر ذلك على التنحي عن دوره في فيلم "فانتاستيك بيستس".
يحضر ديب مهرجان السينما الأميركية السابع والأربعين في مدينة دوفيل، في منطقة نورماندي الفرنسية، الذي يقام هذا العام تحت شعار "النهضة الثقافية"، بين الثالث والثاني عشر من سبتمبر المقبل. وسيلتقي جوني ديب، المشارك في فيلم "سيتي أوف لايز" لبراد فورمان الذي يُقدم للمناسبة في عرض فرنسي أول خارج المسابقة الرسمية، معجبيه في المهرجان. وسيحضر أيضاً أوليفر ستون. ويشهد المهرجان عروضاً أولى لثمانية أفلام، بينها اثنان ينافسان على الجائزة الكبرى للجنة الحكم الدولية في دوفيل: "ذا لاست صن" لتيم ساتن، و"وي آر ليفينغ ثينغز" لأنتونيو تيبالدي.
خلال الشهر نفسه، يمنح مهرجان سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا جوني ديب جائزة تقديرية عن مجمل مسيرته. وقال منظمو المهرجان إن الممثل البالغ 58 عاماً، نجم فيلم "قراصنة الكاريبي"، سيحصل على "جائزة دونوستيا" خلال حفل يقام في 22 سبتمبر المقبل، "تقديراً لمسيرته".
وسبق لنجوم كثر أن فازوا بـ "جائزة دونوستيا"، وهو أعلى تكريم في المهرجان، من بينهم ميريل ستريب وريتشارد غير وروبرت دي نيرو.
في المقابل، نددت جمعية بارزة لمخرجات السينما في إسبانيا بقرار مهرجان سان سيباستيان، وقالت إنه يمنح الفاعلية الدولية سمعة سيئة. وقالت رئيسة "جمعية المخرجات ووسائل الإعلام السمعية البصرية" كريستينا أندرو، إنها "فوجئت للغاية" بالقرار. وأضافت أندرو، في حديث لوكالة "أسوشييتد برس" أنّ "هذا يتحدث بشكل سيئ عن المهرجان وقيادته، وينقل رسالة رهيبة للجمهور: لا يهم إن كنت مسيئاً طالما كنت ممثلاً جيداً". وأوضحت أن الرابطة المرتبطة بشكل وثيق بمهرجان سان سيباستيان "تدرس الخطوات المقبلة".
ورد مدير المهرجان خوسيه لويس ريبوردينوس، على الانتقادات، مدافعاً عن قرار تكريم ديب بالقول: "في الأيام هذه، حين ينتشر الإعدام خارج نطاق القانون على وسائل التواصل، سندافع دائماً عن مبدأين أساسيين يشكلان جزءاً من ثقافتنا ومجموعة قوانيننا: مبدأ افتراض البراءة، والحق في إعادة الاندماج والعيش في المجتمع. ووفقاً للوقائع، لم يُقبض على جوني ديب أو يُتهم أو يُدن بأي شكل من أشكال الاعتداء أو العنف ضد أي امرأة. نكرر: لم يُتهم من قبل أي سلطة في أي ولاية قضائية، ولم يُدن بأي شكل من أشكال العنف ضد المرأة".
دافع المخرج الألماني فيم فيندرز الذي كُرّم في مهرجان سان سيباستيان، الأسبوع الماضي، عن ديب أيضاً. وقال في تصريحات صحافية: "إذا دين شخص ما ببعض الاتهامات، فمن الصعب أحياناً إثبات العكس. أحياناً تثبت الاتهامات من دون أي شك، كما حصل في قضية وينستين (المنتج الهوليوودي المدان هارفي وينستين). أما في حالات أخرى، حين يحضر الشك، فأعتقد أن الناس أحرار في منح ديب جائزة تقديراً لأعماله كفنان سينمائي. جوني (ديب) نفذ بعض أعظم الأفلام، ودعم مشاريع أخرى عظيمة". وأضاف: "من أنا لأحكم بشأن كيفية عيشه لحياته؟ ما لم يخبرني أحدهم بطريقة تقنعني أنه فعل شيئاً لا ينبغي أن يفعله فنان بمكانته".
يُقام مهرجان سان سيباستيان السينمائي بدورته التاسعة والستين، وهو الحدث السينمائي الأبرز في البلدان الناطقة بالإسبانية، في الفترة بين 17 و25 سبتمبر المقبل. وكان الهدف من المهرجان أساساً تكريم الأفلام السينمائية الناطقة بالإسبانية، لكنه رسخ مكانته كأحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم.
وسيحضر ديب مهرجان كارلوفي فاري السينمائي في التشيك، حيث سيحظى بتكريم عن "مسيرته وإرثه في صناعة السينما على مستوى العالم". ووصفه منظمو المهرجان بـ"أيقونة السينما المعاصرة".
وستقام الدورة الخامسة والخمسون من مهرجان كارلوفي فاري السينمائي بين 20 و28 أغسطس الحالي، بعدما أرجئت في يوليو/تموز الماضي، بسبب جائحة "كوفيد-19". وسيحصل فيها الممثل الإنكليزي مايكل كين (88 عاماً)، الحائز جائزتي "أوسكار"، والمعروف بأدواره في "ألفي" (1966) و"سلوث" (1972) و"ذا سايدر هاوس رولز" (1998)، على جائزة "كريستال غلوب" (كرة الكريستال)، "لمساهمته الاستثنائية في السينما العالمية".
العام الماضي، خسر ديب قضية أمام صحيفة بريطانية اتهمته بالعنف الأسري، وحكم قاضٍ بأن الاتهامات ضده صحيحة. وفي مارس/آذار الماضي، رفضت محكمة بريطانية السماح لديب بالطعن على الحكم بأنه اعتدى على زوجته السابقة آمبر هيرد، وقالت إن محاولته إلغاء القرار "ليس لديها احتمال حقيقي بالنجاح". وكان الممثل الأميركي رفع دعوى تشهير ضد صحيفة "ذا صن" البريطانية، بسبب مقال نُشر عام 2018 اتهمه بتعنيف هيرد، خلال علاقتهما الزوجية المضطربة. لكنّ قاضياً حكم ضده العام الماضي، قائلاً إنّ المقال ثبت أنّه "صحيح إلى حد كبير" وأمر بتحميل ديب التكاليف القانونية لمصلحة دار "نيوز غروب نيوزبيبرز" الناشرة للصحيفة، والبالغة 628 ألف جنيه إسترليني (871 ألف دولار أميركي).