نفت إذاعة "فرانس إنتر"، الأربعاء، أن تكون قد حاولت تلطيف صورة مرشحة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف مارين لوبان، خلال مقابلة قصيرة بثتها خلال الشهر الحالي على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي فيديو من دقيقتين ونصف، نشر في 19 يناير/كانون الثاني، ظهرت لوبان أمام خلفية وردية وموسيقى ديناميكية ومرحة، لتجيب عن أسئلة طُرحت عليها، بعضها جاوبت عنه بضحك وابتسامات، مثل قولها: "آمل ألا يكون والدي حاضراً إذا فزت بالانتخابات، فهذا سيضايقني طوال المساء".
وتعرضت الإذاعة لانتقادات كثيرة لبثها المقابلة التي اعتبرت محاولة لتلميع صورة لوبان، رغم مواقف الأخيرة المعادية للمهاجرين والمتشددة حيال قضايا كثيرة، ولا سيما مسألة الإسلام في فرنسا. وقال معلقون إنّ المقابلة تظهر وجهاً آخر للوبان، وهو غير حقيقي ومنافٍ للواقع وخطابها المتشدد.
Première pensée si elle est élue ? "Mon père. J'espère qu'il ne sera pas présent pour ne pas qu'il me tanne pendant toute la soirée."
— France Inter (@franceinter) January 19, 2022
Voici l'#InterviewPremièreFois de @MLP_officiel #Elysée2022 pic.twitter.com/YYHGD1WC1E
لوبان ــ على غير العادة ــ تحدثت في المقابلة عن نفسها كامرأة عادية، وليس كمرشحة للانتخابات الرئاسية وسياسية مثيرة للجدل في فرنسا، وعلى أي حال هذه أهداف المقابلات التي تعرضها الإذاعة على منصاتها الموجهة إلى جمهورها على منصات التواصل الاجتماعي.
قالت لوبان في المقابلة: "أنا مربية قطط محترفة". ووصفت نفسها بالبساطة، قائلة: "أنا فلاحة نوعاً ما".
وتداول كثيرون المقابلة على موقع "تويتر"، منتقدين إياها. وغرّد أحد الصحافيين: "أفهم أن التنسيقات الموجودة على الشبكة تختلف عما نفعله على الهواء، ولكن هذا الشكل يبدو وكأنه إعلان تجاري"، فيما قال الممثل الكوميدي جيوم موريس، مشاركاً الفيديو على حسابه في "تويتر"، ساخراً: "انظروا، يمكننا أن نجعل أقصى اليمين رائعاً وغير تقليدي!".
هذا النوع من المقابلات لم تُجرِه الإذاعة مع لوبان فقط، إذ استضافت قبلها المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إبريل/نيسان المقبل، عمدة مدينة باريس آن هيدالغو، بالصيغة نفسها تقريباً. لكن مقابلة هيدالغو مرّت بنوع من اللامبالاة، على عكس ما حصل مع منافستها من اليمين المتطرف.
كذلك انتقدت "جمعية الصحافيين" المقابلة، وقالت في رسالة وجهتها إلى إدارة الإذاعة وطاقم التحرير: "نتفهم ضرورة أن تمنح الخدمة العامة صوتاً لجميع المرشحين، ولكن نشدد على أن دورنا هو أن نبقى في العمل الصحافي".
ووفقاً لقناة "فرانس إنفو"، فإنّ اجتماعاً دورياً لهيئة التحرير أثيرت خلاله هذه المسألة صباح الثلاثاء، فكان رد الإدارة بأنه "لا يجب أن نخجل من هذا العمل. لا يمكننا أن نشك في أن كتابة 'فرانس إنتر' ليست جادة". ونقلت "فرانس إنفو" عن صحافي آخر حضر الاجتماع قوله: "أخبرتنا مديرة الأخبار (كاترين نيل) بأنها لا تحتاج إلى تلقي دروس من أحد"، لكنها أبدت ندمها، قائلة: "ربما لم يكن علينا ترك السؤال عن القطط".
وكانت نيل قد أوضحت لصحيفة "لوموند"، الأربعاء، أنه عند استضافة هذا النوع من الضيوف "يجب أن نطرح فقط الأسئلة التي تتعلق بالسياسة، أو بالحملة الانتخابية، ولا نتطرق إلى الأمور الخاصة"، معترفةً بـ"خطأ" قد حدث.