- أكدت الجزار على أهمية استرداد الحدائق ووقف البناء المخالف، داعية لإشراك المجتمع المدني والبرلمان في القرارات المتعلقة بالملكية العامة، مشددة على أن الحفاظ على الحدائق حق دستوري.
- وقع مئات من مرتادي حديقة الزهرية على عريضة إلكترونية لوقف غلقها وتسليمها لوزارة الدفاع، مؤكدين على قيمتها التاريخية والبيئية وقلقهم من تحويلها لأماكن تجارية.
تقدمت النائبة في مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، سميرة الجزار، الخميس، ببيان عاجل إلى الحكومة تطالب فيه القوات المسلحة بوقف البناء على حدائق الزمالك التراثية في قلب العاصمة، وتسليمها إلى مشروع إدارة الحدائق المتخصصة التابع لمحافظة القاهرة.
وقالت الجزار في بيانها إنها التقطت مجموعة من الصور التي تظهر انتشار سيارات النقل والبلدوزر في منتصف الليل، داخل حديقتي الزهرية والمسلة في حي الزمالك، ما يكشف بوضوح عن تعديات على المساحات الخضراء، والبدء بأعمال بناء في الحديقتين، بغرض تحويلهما إلى سلسلة من المشاريع التجارية.
وأضافت أن المخطط يشمل بناء مطاعم وكافيهات على أنقاض الحدائق، وجذب القائمين على هدمها للمستثمرين من أجل التوسع في إنشاء الأنشطة التجارية، مضيفةً أن حدائق الزمالك التراثية كانت تحت إدارة مشروع الحدائق المتخصصة، إلا أنها سُلّمت إلى وزارة الدفاع بحجة تنفيذ مشروع "العجلة الدوارة" في عام 2021 الذي لم ينفذ حتى الآن.
وأوضحت الجزار أن الوزارة نقلت مسلة من حديقة الزهرية إلى مدينة العلمين الجديدة، وبعض التماثيل إلى المتحف المصري، ثم أغلقت الحديقة من دون الإعلان بوضوح عن مصيرها، مشددة على أهمية استرداد حدائق الزمالك التراثية من المؤسسة العسكرية، ووقف أي بناء عليها مخالف للقانون.
وأكملت أنه لا يصح أن تستضيف مصر المنتدى الحضري العالمي في الوقت الحالي، ومن قبله مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في عام 2022، بينما تتواصل أعمال البناء على الحدائق والمساحات الخضراء من أجل تجريفها، وتحويلها إلى مشاريع تجارية.
وقالت الجزار إن سكان حي الزمالك يريدون بقاء الحدائق التراثية كما هي من دون تطوير، إذ إن مصر ليست في حاجة إلى المزيد من المطاعم والمقاهي، بل تحتاج إلى بناء المصانع والمزارع، داعيةً إلى وقف البناء على المساحات الخضراء في جميع أحياء القاهرة، وعودتها إلى أصلها كحدائق عامة للتنزه، باعتبار ذلك حقاً دستورياً لجميع المواطنين.
كما طالبت الحكومة بدعوة منظمات المجتمع المدني ونواب البرلمان إلى المشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس الملكية العامة، ووقف التعديات عليها من جانب القوات المسلحة أو غيرها من مؤسسات الدولة.
وكان مئات من مرتادي حديقة الزهرية الواقعة في شارع البرج في جزيرة الزمالك النيلية، قد وقعوا على عريضة إلكترونية تطالب الأجهزة المختصة في الدولة بوقف قرار غلق الحديقة، وتسليمها إلى وزارة الدفاع تحت ذريعة التطوير، وتنفيذ المشروعات العامة.
وذكّر الموقعون على العريضة، وهم فنانون ومهتمون بالتراث وطلاب جامعيون، أن حديقة الزهرية هي إحدى الحدائق المفتوحة القليلة المتبقية للمواطنين على مستوى الجمهورية، وتعتبر موطناً لأشهر شجرة تين بنغالي في مصر، حيث تأسست في القرن التاسع عشر حتى تكون بمثابة مختبر طبيعي ضخم، بعد جلب آلاف النباتات إليها من مختلف أنحاء العالم.
وتحتوي الحديقة على أشجار يزيد عمرها على مئة عام، كما تحتوي على أشجار نادرة، وبها صوبات زراعية أثرية تعود إلى حقبة القاهرة الخديوية، ومعمل زراعي، بالإضافة إلى صوبات زجاجية وخشبية لإكثار النباتات، حسب العريضة.
وحدّد الدليل الإرشادي لترميم الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز جهات بعينها لتولي عملية الترميم في مصر، ليس من بينها وزارة الدفاع، وهي المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والمحافظة المختصة، ووزارات الزراعة والآثار والبيئة والموارد المائية والري والتنمية المحلية.
وفي يوليو/ تموز 2023، أغلقت مصر حديقتي الحيوان والأورمان التاريخيتين في محافظة الجيزة أمام الجمهور، لمدة 18 شهراً بشكل مبدئي، عقب تسليمها من وزارة الزراعة إلى شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية، وهي شركة تابعة للجيش، إيذاناً بتنفيذ مخطط لـ"تطوير الحديقتين" بالتعاون مع تحالف إماراتي.
ومصطلح "تطوير الحدائق" سيئ السمعة في مصر، منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، لأنه يعني بالضرورة تحويلها إلى أماكن للمطاعم والمقاهي الحديثة، بعد إزالة وتجريف أكبر قدر ممكن من المساحات الخضراء. إذ حدث ذلك في كثير من المتنزهات والحدائق التاريخية، ومنها حدائق المنتزه في الإسكندرية، وحدائق "عروس النيل" و"صباح الخير" و"هابي لاند" الأقدم في محافظة الدقهلية، والحديقة الدولية في حي مدينة نصر بالقاهرة، وحديقة الميريلاند في منطقة مصر الجديدة.