- مطالبات بالوحدة والتوافق الوطني تعلو من مختلف الأطياف، مع دعوات لاعتماد وثائق الوفاق وتمثيل كافة أطياف الشعب، والتأكيد على ضرورة إنهاء الملفات العالقة بوضوح.
- يُحذر من خطورة مقاطعة الانتخابات ويُشدد على أهمية المشاركة الفاعلة كوسيلة للتغيير، مع التأكيد على دور الصحافيين والناشطين في تشجيع التسجيل والتصويت، وأهمية إعطاء فرصة للمستقلين لتعزيز النسيج الوطني.
ما بين متفائل بحذر من نجاح حوارات الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة ومتخوف من انتكاسة قد تكون القاضية، تباينت وجهات نظر الفلسطينيين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كذلك استغل البعض المناسبة لحض المواطنين على تسجيل أسمائهم في السجل الانتخابي والمشاركة في الانتخابات المرتقبة التي يرون فيها مخرجاً من حالة الانقسام المريرة التي دخلت عامها الخامس عشر.
الأسيرة المحررة ميسر عطياني طالبت المجتمعين في القاهرة بـ"اعتماد وثيقة الوفاق الوطني ومخرجات مؤتمر الأمناء العامين ومخرجات المجلس المركزي، والأهم المجلس الوطني الذي سيمثل الوطن المحتل والشتات".
وأكدت الناشطة رائدة صوالحة ترقّب الفلسطينيين لحظات الوفاق الوطني، معتبرة أن "على المتحاورين في القاهرة أن يدركوا أن الشعب ينتظر لحظة وفاق وطني يشمل الجميع، غزة تحتاج لتنهض من بعد انكسار، والضفة تحتاج لتلملم جراح الثكلى والجرحى، وكذلك الأغوار التي تواجه عربدة الاحتلال، كما أن المرأة والشباب هم شركاء النضال لا يحتاجون لكوتا أو توصية، اعملوا للوطن للشعب، بعيداً عن مصالحكم الخاصة الضيقة".
وخاطب القيادي في حركة "حماس"، نزيه أبو عون، المتحاورين في القاهرة بأن الشعب ينتظر ما وصفه بـ"الدخان الأبيض" لإنهاء الملفات العالقة، قائلاً لهم: "لا تتركوا شيئاً لحسن النوايا".
إلا أن الأسير المحرر فؤاد الخفش لا يتوقع من بيان القاهرة واجتماع الفصائل إلا حديثاً بالعموميات والتأكيد على سلامة الانتخابات مع وعود بحريات "مؤقتة"، مع تأجيل الملفات المهمة لما بعد الانتخابات.
والمقصود بالملفات العالقة، وفق أبو عون والخفش، تلك المتعلقة بمصير آلاف الموظفين الذين أقصوا عن وظائفهم بعد الانقسام والسيطرة الأمنية على المؤسسات في غزة والضفة، وكذلك الاعتقال السياسي والحريات بشكل عام.
أما الناشط ثابت قدومي فرأى أن "الدعوة لمقاطعة الانتخابات جريمة نرتكبها غالباً من دون أن ندري؛ فالانتخابات حلم وأمل بتغيير واقع مرير ومزرٍ"، لكن الجريمة الكبرى بنظره هي "إعادة انتخاب كل من كان سبباً في خمسة عشر عاماً من نكبة ونكسة جديدتين تمثلتا في الانقسام وسرقة إرادة الشعب وتعطيل المجلس التشريعي المنتخب والتفرد في اللعب بالقضاء والمصير والحاضر والمستقبل الفلسطيني".
الصحافيون كانوا جزءاً من تلك النقاشات، فالإعلامي نواف العامر من الداعين للمشاركة الفاعلة في عملية التسجيل والاقتراع وعدم الانجرار وراء الدعوات للمقاطعة.
وقال العامر: "يستجيب البعض لصوت العشيرة ولا يستجيب لنداء الوطن، عندما يردد الناشطون والكوادر أن الصوت أمانة، فهو أمانة لأنه يحمل البعد الشرعي والوطني والأخلاقي والإنساني، لأن المتردد أو المقاطع أو من لا يسعى لتسجيل اسمه، ومن هو مسؤول عنهم أمام الله والوطن والتاريخ، إنما يقطع الطرق كلها أمام دعاة حماية الوطن وثوابته، ويضع نفسه في مواجهة المصلحين من دون قصد، هذه المواجهة ستضعف قطعاً كل الأصوات الغيورة والرجال الأحرار ودعاة حماية النسيج الوطني والمجتمعي".
وبعيداً من المحاصصة، رفض الصحافي أنس حواري فكرة نزع صفة الانتماء الوطني عن المستقلين وحصرها بالمتحزبين، قائلاً "المستقل لا يعني أنه جبان أو بعيد عن قضايا الوطن، على العكس قد يكون أكثر حرصاً على الوطن بنية صادقة من كثير من المتحزبين".
ولليوم الثاني على التوالي تدور اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة 14 فصيلاً فلسطينياً، لبحث قضايا عدة أبرزها انتخابات المجلس التشريعي المرتقبة في 22 مايو/ أيار المقبل.