بعد مسار قضائي استمر أشهراً طويلة وشهد تطورات مثيرة، قررت محكمة في لوس أنجليس، فجر السبت، أن تعيد للمغنية بريتني سبيرز صلاحية اتخاذ القرارات في شأن حياتها، عبر رفع الوصاية التي كانت معطاة لوالدها عليها طوال 13 عاماً.
وقالت القاضية بريندا بيني، التي تولت النظر في القضية، إنّ "الوصاية على شخص بريتني سبيرز وممتلكاتها تتوقف اعتباراً من اليوم (السبت). هذا هو قرار المحكمة".
وكتبت النجمة على حسابها في "إنستغرام" معلّقة على القرار: "أعتقد أنني سأمضي بقية النهار وأنا أبكي!!! إنه أفضل يوم في حياتي... الحمد لله" شاكرةً محبّيها على دعمهم. ولم تحضر سبيرز الجلسة عبر الإنترنت كما فعلت مرتين خلال الصيف.
وقال وكيلها المحامي ماثيو روزنغارت لدى خروجه من قصر العدل: "ما ينتظر بريتني، وهي المرة الأولى التي يمكننا فيها أن نقول ذلك منذ عقد من الزمن، لا يتوقف إلا على شخص واحد هو بريتني نفسها" وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس".
وكان روزنغارت أكد خلال الجلسة أن "شبكة أمان" ستتولى ضمان شؤون بريتني سبيرز المالية ورفاهيتها. وسيستمر المحاسب الذي اختارته وصياً مالياً بدلاً من والدها في الإشراف على إدارة ممتلكاتها، التي تقدر وسائل الإعلام الأميركية قيمتها بنحو 60 مليون دولار أميركي.
ومع أنّ المغنية سبق أن حصلت من المحكمة على قرار بسحب الوصاية عليها من والدها جيمي سبيرز، فإنّ ما كانت تسعى إليه قبل كلّ شيء هو استعادة التحكم بحياتها الشخصية، وهو ما وافقت عليه القاضية بيني بإلغاء تدبير الوصاية التي فرضت عليها منذ عام 2008 بعد الاضطرابات النفسية التي عانتها.
تحظى بريتني سبيرز منذ سنوات بدعم جيش من المعجبين الذين يطالبون بـ"تحرير" المغنية. وتجمعوا مجدداً أمام المحكمة في لوس أنجليس الجمعة (بالتوقيت المحلي) دعماً لها. وقال أحدهم، ويدعى إدوارد، لـ"فرانس برس": "لا يمكننا تصديق ذلك، هذا ما أرادته دائماً. بات يمكنها الآن أن تحلّق أعلى من طائر الفينيق، يمكنها أن تفعل أي شيء".
وأحدثت بريتني سبيرز جدلاً في نهاية يونيو/حزيران الماضي، عندما أكدت للمحكمة أنّها "مصدومة" و"محبطة"، ومن أبرز ما روته أنها لم تتمكن من سحب لولب رحمي رغم أنّها كانت ترغب في إنجاب مزيد من الأطفال، كما قالت إنّها أرغمت على تناول أدوية كانت تشعرها بحالة "سكر".
واشتكت المغنية أيضاً من اضطرارها إلى الاستمرار في العمل رغم تدبير الوصاية هذا و"دفع المال لجميع من حولها"، من دون القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بحياتها. وكان يتعين عليها خصوصاً دفع مبالغ طائلة مقابل أتعاب محامي والدها الذين كانوا يعارضونها في هذا المسار. وقالت يومها: "كلّ ما أريده هو استعادة زمام حياتي، إذ مرّت 13 سنة، وطفح الكيل".
وفي يوليو/تموز، أصدرت القاضية بيني قراراً يجيز لسبيرز اختيار محاميها، ما لم يكن مسموحاً لها به منذ العام 2008. وتمكن هذا المحامي، وهو ماثيو روزنغارت، من أن ينتزع من المحكمة قراراً بكفّ يد جيمي سبيرز عن الوصاية على ابنته، واصفاً إياه بأنّه "رجل قاسٍ وسامّ ومتعسف"، وهو الذي عمل على إلغاء الوصاية عليها كلياً.
ومع أنّ جيمي سبيرز نفى أن يكون أقدم على أيّ إساءة أو اختلاس، طلب المحامي روزنغارت من المحكمة فتح تحقيق بشأن إدارته شؤون ابنته. ومن المقرر عقد جلسة ثانية في 13 ديسمبر/كانون الأول المقبل لبحث هذا الجانب ومسائل مالية عالقة، خصوصاً تلك المتعلقة بأتعاب المحامين التي تفوق مليون دولار أميركي، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".
ومن الأسباب التي تجعل المغنية تأمل في التخلص من الوصاية أنّ هذا الأمر يتيح لها الزواج من خطيبها سام أصغري الذي التقته للمرة الأولى عام 2016، عندما غنيا معاً في النسخة المصورة من أغنيتها "سلامبر بارتي".
لسبيرز (39 عاماً) ولدان من زواج سابق من مغني الراب كيفن فيدرلاين، ولم يستمر زواجها من صديق الطفولة جيسون ألكسندر سوى فترة بسيطة، إذ ألغيَ بعد 55 ساعة فحسب. وبيع من أسطوانات "أميرة البوب" أكثر من مائة مليون نسخة في أنحاء العالم كافة، وهي تحتل المركز الثامن على قائمة "بيلبورد" للفنانين الأكثر نجاحاً في هذا العقد.
كان فيلم وثائقي لصحيفة "نيويورك تايمز"، صدر في سبتمبر/أيلول، تحت عنوان "السيطرة على بريتني سبيرز" Controlling Britney Spears، كشف أن والد مغنية البوب الأميركية بريتني سبيرز والشركة الأمنية التي استأجرها لحمايتها قاما بتشغيل جهاز مراقبة رصد اتصالاتها، والتقط سراً تسجيلات صوتية من غرفة نومها، وبينها تفاعلاتها ومحادثاتها مع صديقها وطفليها، استناداً إلى شهادة الموظف السابق في الشركة أليكس فلاسوف.
دعم فلاسوف مزاعمه هذه برسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والتسجيلات الصوتية التي كان مطلعاً عليها خلال السنوات التسع التي قضاها مساعداً تنفيذياً ومديراً للعمليات والأمن السيبراني في شركة "بلاك بوكس" الأمنية.
يذكر أن شبكة "إف إكس" التابعة لشركة "والت ديزني" وصحيفة "نيويورك تايمز" طرحتا وثائقياً عنوانه "فريمينغ بريتني سبيرز" Framing Britney Spears في فبراير/شباط الماضي. سلط الفيلم الوثائقي الضوء على صعود سبيرز في عالم الغناء، وتعاطي وسائل الإعلام معها، وانهيارها الذي شكل مادة دسمة للجمهور.
وعرضت شبكة "نتفليكس" فيلمها الوثائقي أيضاً عن معركة بريتني سبيرز في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، تحت عنوان "بريتني فيرسس سبيرز" Britney vs Spears، وهو من إخراج إيرين لي كار.