علّق متحف تاريخ غولاغ في موسكو، الذي يسلّط الضوء على صفحات مأساوية من تاريخ الاتحاد السوفييتي إبان فترة حكم الدكتاتور جوزيف ستالين، عمله، اعتباراً من اليوم الخميس، مرجعاً ذلك إلى رصد الجهات المعنية "مخالفات لضوابط الوقاية من الحرائق" في مبناه، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل أو أي موعد محتمل لإعادة فتح المتحف أبوابه.
وأعلن المتحف، في بيان مقتضب نشر على موقعه الرسمي: "اعتباراً من 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، يعلّق متحف تاريخ غولاغ عمله بشكل مؤقت. أسفر تفتيش للمتحف أجراه خبراء مركز الخبرة والبحوث والاختبارات وقوع مخالفات لضوابط الوقاية من الحرائق عند البناء، وهي تشكل، وفق التقرير، خطراً على أمان وراحة زوار المتحف، ويجب تداركها".
متحف تاريخ غولاغ هو مؤسسة حكومية تأسست عام 2001، وانتقل إلى مبناه الحالي الكائن بالقرب من وسط موسكو عام 2015، ويحدد مهمته بالكشف عن نطاق القمع الستاليني وتحفيز زواره على التفكير في قيمة الحياة البشرية.
واسم "غولاغ" باللغة الروسية هو اختصار لـ"الإدارة العامة للمعسكرات"، وذاع صيته عالمياً بفضل رواية "أرخبيل غولاغ" للكاتب الراحل المنشق الحائز على جائزة نوبل ألكسندر سولجينيتسين، التي استند فيها إلى شهادات 257 معتقلاً وإلى تجاربه الشخصية.
ويتكون المتحف من قاعات شبه مظلمة ذات جدران من الطوب الأحمر تنقل زواره إلى أجواء المعتقلات الستالينية، مع عرض مختلف الوثائق التاريخية والمراسلات بين المعتقلين ومذكراتهم، بالإضافة إلى المواد الصوتية والبصرية المتعلقة بقضايا القمع وشهادات المعتقلين، ومتعلقاتهم الشخصية وأدوات استخدموها في معسكرات العمل الإجباري أثناء بناء معظم المشاريع الضخمة وحتى مدن كاملة في الحقبة الستالينية.
ويكشف المتحف عبر الكتابات والرسوم والخرائط التوضيحية نطاق القمع في عهد ستالين، والذي شمل في عامي 1937 و1938 وحديهما ما لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص أعدم أكثر من 680 ألفاً منهم رمياً بالرصاص، والأغلبية الساحقة منهم من المواطنين السوفييت العاديين ممن لم يشغلوا وظائف سياسية أو حكومية. كما أن هذا الرقم لا يشمل أكثر من مليون شخص قضوا خلال الـ26 عاماً من وجود غولاغ بسبب الجوع والأمراض.
وطوال الحقبة الستالينية، ظل "إرهاب الدولة" واحداً من الأساليب الرئيسية للإدارة السياسية، فيما أجريت أكبر عملية ضد "العناصر المعادية للسوفييت" بموجب الأمر رقم 00447 المؤرخ بـ30 يوليو/تموز 1937، والذي حدد لكل مقاطعة وجمهورية "التكليفات" المتعلقة بعدد المراد إعدامهم أو اعتقالهم.
ولم يتم الإفراج عن العديد من المعتقلين وردّ الاعتبار لهم إلا بعد رحيل ستالين عام 1953 وتولي الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف مقاليد السلطة في البلاد خلفاً له، ولكن تعبير "عام 1937" لا يزال في أذهان الروس حتى يومنا هذا مجازاً لعمليات القمع والظلم بحق الأبرياء.