قبل أيام، أعلنت شركة روتانا في بيان صحافي، عن عودة الفنان اللبناني فضل شاكر إلى التعاقد معها، وإطلاق ست أغان جديدة. لم يكن الخبر مفاجئاً؛ إذ جرى التحضير للأمر منذ سنتين، شهدتا مفاوضات، على الرغم من إدراك روتانا للمخاطر المترتبة على مثل هذه الخطوة؛ إذ لا يزال فضل شاكر مطلوبا للقضاء اللبناني باتهامات وأحكام، يبدو أنها لن تنتهي إلا بتسليم شاكر نفسه.
لماذا جاء إصرار روتانا على تولي الإنتاج الجديد لفضل شاكر؟ خصوصاً أن الفنان ما زال يعاني من تداعيات معركة عبرا (2013)، وهو كان قبلها قد أعلن اعتزاله الغناء.
تسعى روتانا، من وراء شراكتها مع الفنانين، إلى اكتساب مزيد من الأرباح اليوم، لجهة ما يتعلق بالعائدات المالية التي توفرها المنصّات البديلة. وتعمل شركة الإنتاج السعودية، وفق جدول زمني محدد، لتحقيق نسب متابعة للفنانين والفنانات المتعاقدين معها. هذا بدا واضحاً من خلال تعاونها مع جزء من المغنين العرب، بعيداً عن الخليجيين، وفق خطة تبادل المكاسب، تضمن حضور الشركة، بدايةً، على المنصات البديلة، وشراكتها مع منصّات عالمية (ديزر) وغيرها.
وفي الجهة المقابلة، تُخضع الشركة الفنانين من خلال عملية توقيع إدارة الحفلات والمناسبات أو المهرجانات التي تأتي بها روتانا، أو يطلب المغني مساعدة "لوجستية" تتعلق بالتنظيم من الشركة في المهرجان والحفل، من دون وساطة الشركة.
بعد انتشار جائحة كورونا، في عام 2020، انخفض معدل مدخول الفنانين بشكل كبير، بسبب قلة الحفلات والمناسبات، خصوصاً في العالم العربي، واتجه كثيرون إلى عالم الميديا الموازية، بل أصدروا إنتاجاتهم الغنائية أثناء فترة الحظر، من على المنصّات ومواقع التواصل، كما فعلت إليسا، وكذلك أحيا كثيرون حفلاتهم من على المنصّات نفسها، بشكل مباشر، طمعاً في جذب رواد ومواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الواقع تزامن مع انفتاح السوق السعودي على الفنون، ومنها الغناء، ولم يجد المتعهد السعودي أفضل من شركة روتانا لتكليفها في تنظيم واختيار المرشحين لمعظم الفعاليات الفنية التي أقيمت داخل المملكة منذ عام 2018 وحتى اليوم، وكان لا بد للمغنين من مسايرة الشركة التي تحولت إلى زر للتحكم بحفلات المملكة وبعض دول الخليج الأخرى.
بعد عودة فضل شاكر إلى شركة روتانا، ولو من بعيد، عُلم أن التفاوض حالياً يجري مع الفنان كاظم الساهر وبين الشركة السعودية، للعودة في توقيع عقد إنتاجي، بعد سنوات من تفضيل الساهر لشركة "بلاتينوم ريكوردز"، إحدى أذرع مجموعة MBC، وإصدار ألبومين معها قبل سنوات.
وعادت الفنانة أصالة نصري، أيضاً، إلى روتانا، خصوصاً أنها لم تجد شركة إنتاج تتبنى أعمالها الغنائية في القاهرة. كل هذا بعد سنوات طويلة قضتها أصالة في حرب باردة مع الشركة السعودية، منذ خلافهما الشديد عام 2009.
من جهتها، تتبنى منصة "أنغامي"، المشاركة في بعض الإنتاجات الخاصة بالفنانين، كتصوير لحفلاتهم المنقولة على المواقع البديلة، وبعضها حصراً على المنصة ذاتها.