"سي أن أن" تقرّ بأنها "ضُللت": المعتقل المزعوم ضابط في نظام الأسد

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
17 ديسمبر 2024
ضابط في نظام الأسد أصبح معتقلاً على "سي أن أن".. هذه قصته
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تقرير "سي أن أن" عن معتقل سوري يثير الجدل بعد اكتشاف أنه عنصر في المخابرات السورية، مما يثير تساؤلات حول مصداقية التقرير.
- الشكوك زادت بعد انتشار التقرير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبين أن المعتقل هو الملازم سلامة محمد سلامة، وأكدت "سي أن أن" ذلك بعد التحقق من صورته.
- رغم اعتراف "سي أن أن" بالخطأ، لا يزال التقرير متاحاً، مما يثير الشكوك حول تقارير المراسلة كلاريسا وارد، التي سبق وانتقدت لتلفيقها أحداثاً.

لم تمر سوى أيام على إصدار شبكة سي أن أن الأميركية تقريراً مصوراً من سورية زعمت أنّه يوثق العثور على معتقل في السجن كان يجهل خبر الإطاحة ببشار الأسد، حتى تبيّن أنه في الحقيقة عنصر في أحد فروع المخابرات التابعة للنظام المخلوع.

وظهرت كبيرة مراسلي "سي أن أن" كلاريسا وارد في التقرير الصادر في 11 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وهي تتجول في أحد سجون العاصمة السورية دمشق، بحثاً عن أثر للصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، قبل أن تصل إلى زنزانة مقفلة، عندها أطلق الحارس المرافق لها النار وفتحها، حيث عثرا على المعتقل المزعوم مختبئاً تحت بطانية.

وفي مقابلة غلب عليها الأداء الاستعراضي لمراسلة "سي أن أن" في دور المنقذ، ادعى الرجل أنّ اسمه عادل غربال من مدينة حمص، وأنّه كان في السجن طوال الشهور الثلاثة الماضية، بعدما أخذ من بيته لتفتيش هاتفه. وفي وقت لاحق، نشر الهلال الأحمر السوري عبر صفحته على "إكس" صورةً له، مؤكدةً أنه تم تسليمه إلى عائلته.

وانتشر التشكيك بمصداقية التقرير على منصات التواصل الاجتماعي فور صدوره، خاصةً أن المعتقل الذي زعم أنّه كان يتنقل بين الزنازين الانفرادية طوال ثلاثة أشهر، بدا في حالة جيدة، ولم تظهر عليه ملامح التعذيب أو سوء التغذية.

إضافةً إلى ذلك، تساءل الكثيرون عن كيفية بقاء الرجل ثلاثة أيام في الزنزانة دون أن ينتبه إليه أحد، رغم أنّ المواطنين توافدوا بأعدادٍ كبيرة إلى السجون بحثاً عن أقاربهم المعتقلين.

لاحقاً، قال العديد من المستخدمين أن الرجل الظاهر في الفيديو هو في الحقيقة من أتباع النظام، وهو ما أكدته عدة منصات تحقق من المعلومات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأقرّت "سي أن أن"، في وقتٍ متأخر من أمس الاثنين، بأن المعتقل المزعوم الذي ظهر في تقرير مراسلتها كلاريسا وارد ليس سوى الملازم في مديرية المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد سلامة محمد سلامة.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنها حصلت على صورة من أحد سكان حي البياضة في حمص ادعى إنها للرجل نفسه مرتديا زيه العسكري داخل مكتب حكومي، وهو ما أثبته برنامج التعرف إلى الوجه الذي سجل نسبة تطابق تزيد عن 99% مع وجه الرجل الذي ظهر في تقرير "سي أن أن".

وقال العديد من سكان مدينة حمص للقناة الأميركية إن سلامة، المعروف أيضاً باسم "أبو حمزة"، كان يدير نقاط تفتيش تابعة لإدارة المخابرات الجوية في المدينة، واتهموه بممارسة الابتزاز وفرض الإتاوات عليهم، فيما ذكرت مواقع أخرى أن سلامة سلامة سُجن قبل قرابة الشهر بسبب صراع حول تقاسم عائدات الإتاوات مع ضابط أعلى منه رتبة.

وعلى الرغم من اعترافها بحقيقة الموضوع، ما زال التقرير موجوداً على موقع "سي أن أن"، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، واكتفت القناة بإضافة تعليق أسفل فيديو التقرير على "يوتيوب" تشير فيه إلى أنها صارت على علم بأن الرجل قدم هوية كاذبة.

وليست هذه المرة الأولى التي تتورط فيها مراسلة "سي أن أن" كلاريسا وارد في قضايا من هذا النوع. خلال الأيام الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، انتشر مقطع يظهر وارد وهي تدعي أنها تختبئ خوفاً من تعرضها لإطلاق نار من قبل الفلسطينيين.

آنذاك، ندّد الكثيرون بمراسلة الشبكة الأميركية، منتقدين استعداد وارد للتلفيق والكذب من دون أي اعتبار للمعايير الصحافية، وهو الأمر الذي دفع الكثيرين للتشكيك منذ البداية بتقريرها حول إنقاذ المعتقل المزعوم من سجون الأسد.

ذات صلة

الصورة
قد يستغرق كشف مصير المفقودين في سورية سنوات، 23 ديسمبر 2024 (كريس ماكغرات/ Getty)

مجتمع

تتداخل المعاناة الإنسانية مع الفراغ القانوني في قضية المفقودين في سورية، ما يجعلها تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة، وإقرار قوانين لكشف الحقائق.
الصورة
مقبرة جماعية تم العثور عليها قرب دمشق، 16 ديسمبر 2024 (أمين سنسار/الأناضول)

مجتمع

سقط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، لتبدأ ولادة سورية الجديدة، كما بدأت تتضح الكثير من الأسرار والخفايا، فظهرت السجون السرية، والمقابر الجماعية.
الصورة
السورية المقيمة في تركيا نجاح دبيش، 17 ديسمبر 2024 (الأناضول)

مجتمع

طالبت السورية نجاح ديبش بمعاقبة المسؤولين عن سجن صيدنايا في العاصمة السورية دمشق، عقب موت ولدَيها وأخوَيها تحت وطأة التعذيب
الصورة
عظام بشرية في مقبرة جسر بغداد. 16 ديسمبر 2024 (أمين سانسار/الأناضول)

مجتمع

بدأ سوريون باكتشاف جثث مجهولة الهوية ملقاة بالقرب من نقاط عسكرية ومناطق كان يُحظر على المدنيين دخولها، فضلاً عن اكتشاف مقابر جماعية.
المساهمون