عقدت، يوم أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، أولى جلسات محاكمة الصحافيتين الإيرانيتين إلهه محمدي ونيلوفر حامدي المعتقلتين منذ ثمانية أشهر على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها إيران، إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
قال محمد حسين آجر لو، زوج الصحافية نيلوفر حامدي التي حضرت اليوم الثلاثاء من السجن إلى المحكمة الـ15 الثورية إلى أولى جلسات محاكمتها، إنّ هذه الجلسة عقدت بشكل غير معلن، مضيفاً أنّ زوجته "رفضت جميع التهم الموجهة إليها".
وأكدت حامدي، وفق ما ورد في تغريدة لزوجها آجر لو، أنّها مارست مهامها في إطار القانون كصحافية ولم ترتكب أي إجراء ضد الأمن القومي الإيراني.
وأضاف آجر لو أنّ جلسة المحاكمة عُقدت من دون حضور أعضاء أسرتها والمحامون أيضاً لم تتح لهم الفرصة للدفاع.
وأوضح أنّ جلسة محاكمة نيلوفر حامدي الأولى استغرقت أقل من ساعتين، مشيراً إلى أنّه تقرر استكمال المحاكمة لاحقاً من دون تحديد موعد الجلسة الثانية.
وكانت الصحافية نيلوفر حامدي، التي تعمل في صحيفة شرق الإصلاحية، أوّل من نشرت صورة لمهسا أميني في المستشفى قبل وفاتها، بعد انتقالها من مقر شرطة الأخلاق في طهران. أمّا الصحافية إلهه محمدي التي تعمل في صحيفة هم ميهن الإصلاحية، فسافرت إلى مدينة سقز لتغطية تشييع جثمان مهسا أميني.
وساهمت تقارير حامدي والصور التي نشرتها، فضلاً عن تقارير محمدي ومقابلتها مع عائلة مهسا أميني، في تسليط الضوء على الحادث.
واعتقل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني الصحافيتين، واتهمهما في بيان صدر في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي بأنّهما "مرتبطتان بعلاقة مع جهاز الاستخبارات الأميركية المركزية"، وأنهما "نشرتا صوراً وتقارير موجهة عن حادث مهسا أميني".
ومع اقتراب موعد محاكمة الصحافيتين، طالبت أصوات من الوسط الإعلامي بأن تكون المحاكمات علنية، لكن المحكمة لم توافق على طلب المحامين بهذا الشأن.
إلى ذلك، قال محامي الصحافية إلهه محمدي التي عُقدت جلسة محاكمتها الأولى أمس الإثنين، شهاب ميرلوحي، إنّه بعد قراءة لائحة الاتهام تم توجيه أسئلة إلى الصحافية وأنّها ردت عليها.
وأضاف ميرلوحي الذي حضر جلسة المحاكمة، في مقابلة مع صحيفة هم ميهن، أنّه بعد دفاع محمدي عن نفسها رفعت الجلسة وتقرر الإعلان لاحقاً عن موعد الجلسة الثانية، مشيراً إلى أنه سعى إلى تقديم إيضاحاته إلى المحكمة من دون أن يعطى الفرصة.
وانتقد ميرلوحي عملية التحقيقات والمحاكمة، وقال إنّها واجهت "إشكاليات جادة"، وإنّ الملف تضمن "مزاعم غير صحيحة"، مضيفاً أنّ المحكمة سمحت للمحامين بالاطلاع على الملف لكن بسبب حجمه لم يمنح لهم وقت كاف لقراءته بشكل كامل وشامل.
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، مسعود ستايشي، قد قال الأسبوع الماضي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنّ جلسة محاكمة الصحافيتين ستعقد الإثنين والثلاثاء (أمس واليوم)، مضيفاً أن المحكمة "وفرت إمكانية إطلاع المحامين على ملفهما القضائي وخصص المحامون وقتاً طويلاً لقراءة الملف للتحضير للدفاع".