أصدرت مجموعة من الصحافيين والنشطاء الإعلاميين العاملين ضمن مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية، شمال شرق سورية، بالإضافة إلى مؤسسة إعلامية، الإثنين، بياناً حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، حول التضييق على العمل الصحافي في مناطق "الإدارة الذاتية"، واحتكار العمل الإعلامي لصالح مؤسسات مقربة من قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية المعروفة بـ "الأسايش".
وذكر البيان أن "الأسايش" منعت غالبية المؤسسات الإعلامية المرخصة في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" شمال شرق سورية، من تغطية الاشتباكات الدائرة بينها وبين ميليشيات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري في حي الطي، جنوبي مدينة القامشلي شمال شرقي محافظة الحسكة، واعتبر البيان أن تلك التصرفات "منافية لحرية الصحافة والإعلام".
وأكد البيان أن "الأسايش" احتكرت التغطية الإعلامية لصالح بعض القنوات والوكالات التابعة للإدارة الذاتية، منذ بداية الاشتباكات، الثلاثاء الفائت، بالإضافة إلى بعض النشطاء المقربين من قيادات محلية.
وأشار البيان إلى أنه بعد مرور ستة أيام على الحدث، تم السماح لبعض وسائل الإعلام بدخول الحي في محاولة للتهرب من المسؤولية، وإصلاح ما حدث من انتهاك بحق الإعلاميين، واعتبر البيان أن هذه الممارسات تتناقض مع حق الحصول على المعلومات، وفق المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948.
وأضاف البيان "يعد احتكار التغطية لصالح جهات إعلامية مقربة من الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى تهديد الإعلاميين/ات من جانب عناصر أمنية، عملاً لا يليق بمؤسسة اعتبارية مثل قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سورية".
ورفض 22 صحافيا وناشطا إعلاميا، بالإضافة إلى مؤسسة إعلامية، وقعوا جميعهم على البيان، تلك التصرفات والأعمال التي تنافي حرية العمل الإعلامي، وأكدوا أنها مدانة وغير مقبولة، وتتناقض مع قوانين الإدارة الذاتية التي تضمن حرية الصحافة وحق الحصول على المعلومة.
ونوهوا إلى أن التضييق على العمل الصحافي الذي جرى مؤخراً أثناء الحملة الأمنية، التي تمت في مخيم الهول أواخر الشهر الفائت، بالإضافة إلى الروتين والإجراءات المفروضة على الصحافيين قبل وأثناء التغطية الإعلامية داخل المخيمات، عدا تهميش الإعلاميين ووسائل الإعلام المحلية، يعتبر تراجعاً في واقع العمل الإعلامي في عموم المناطق التي تُسيطر عليها الإدارة الذاتية.
ويرى الموقعون على البيان أنه يجب على الإدارة الذاتية ومؤسساتها المعنية، أن تتدارك الخلل عبر توفير بيئة عمل آمنة للصحافيين، مع ضمان تكافؤ الفرص دون أية اعتبارات أخرى، والابتعاد عن المحاباة بما يضمن الحرية والتعددية لوسائل الإعلام، حتى تساهم في تنمية المجتمع، وتمارس دورها الرقابي بمسؤولية.
وإثر مرور أكثر من شهرين على انتهاء المناقشات حول قانون الإعلام الجديد في مناطق شمال وشرق سورية، من جانب مختلف الأطراف المعنية من وسائل الإعلام وصحافيي الداخل والخارج، وبقائه دون تصديق من جانب المجلس العام في الإدارة الذاتية حتى الآن، وطالب الموقعون بالإسراع في تصديق القانون ومعالجة حالة الفراغ التشريعي التي توفر أرضية لحدوث تجاوزات بحق الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي في شمال شرق سورية.
وكانت اشتباكات عنيفة بدأت مساء الثلاثاء الفائت بين "الأسايش" و "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة، وميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري من جهة أخرى، إثر هجوم نفذته الأخيرة على حاجز عسكري للأسايش في حي طي جنوب مدينة القامشلي، شمال شرق محافظة الحسكة، أعقبته تطورات عسكرية ومعارك متقطعة دارت بين الطرفين على مدار الأيام الستة الماضية، انتهت بسيطرة "الأسايش" على حي طي الذي بدأت منه الاشتباكات، والذي كانت ميليشيا "الدفاع الوطني" تُسيطر على أجزاء واسعة منه، بالإضافة لتواجد مربع أمني للنظام داخل الحي.