استمع إلى الملخص
- يسلط الضوء على الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، مشيرًا إلى المساعدات العسكرية وحق النقض في الأمم المتحدة، وينتقد تجاهل الإعلام الغربي للعدوان الإسرائيلي على دول أخرى.
- يختتم بالتأكيد على ضرورة إنهاء الإبادة الجماعية في فلسطين، محذرًا من عواقب تغير المناخ، ويدعو القادة العالميين إلى إدراك خطورة الوضع وأهمية الأصوات الساعية للعدالة.
حصل "العربي الجديد" على رسالة الصحافي صامويل مينا جونيور الذي يعمل بقناة سي بي إس الأميركية، الذي حاول إحراق نفسه أمام البيت الأبيض، اعتراضاً على التغطية الإعلامية المنحازة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، وعلى دعم الولايات المتحدة الإبادة الجماعية قبل أن يجري إنقاذه واحتجازه بالمستشفى.
تضمّنت الرسالة ملخص رؤيته وانتقاده للإعلام الأميركي الذي ساهم في تجاهل قتل الأبرياء والمدنيين في غزة ولبنان، وانتقاده الجمهوريين والديمقراطيين، وموقف كامالا هاريس من الإبادة الجماعية في غزة، باعتبارها المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية.
وقال صامويل مينا جونيور الذي يناديه الناس بـ"سام" في رسالته: على مدار السنوات السبع الماضية، خدمت ولاية أريزونا صحافياً ومصور فيديو وراوي قصص بصرية، ودخلت الصناعة باحتراف بصفتي عاملاً مستقلاً في عام 2017، وأصبحت مصور فيديو إخبارياً بدوام كامل في عام 2022، وأحببت بشكل خاص التعرف إلى مدى اعتماد الصحافة على أسس ممارستها القائمة على الفلسفة والأخلاق، ومع ذلك، من بين جميع مدارس الفلسفة التي تشكل أساساً للصحافة، لا يوجد منها ما هو أكثر أهمية من الموضوعية.
وتابع: "لكنني صحافي، فأنا وسيط للمعلومات، ومن واجبي البحث عن المعلومات والخبرة ووجهة النظر من الخبراء والشهود والروايات المباشرة لأي موضوع وتوصيل ذلك إلى جمهور كبير دون السماح لمنظوري وتأثيري بتلويث هذه المعلومات. لكنني هنا اليوم لأخبرك أن الموضوعية في ما يتعلق بالصحافة هي قشرة مما كانت عليه ذات يوم، إن الصحافة بطبيعتها تتطلب الحساسية والوعي بإنسانيتنا. فنحن لسنا متفرجين غير مبالين، أو عديمي المشاعر، أو غير متفاعلين في العالم الذي نعيش فيه. كانت الصحافة ولا تزال خدمة يجب استهلاكها والاستفادة منها لصالح الجمهور لتحسين حياتهم".
وأضاف أن الأساس الحقيقي للديمقراطية يعتمد على العملية الانتخابية ومدى اطلاع الجمهور، لأن عدم تزويد الجمهور بالمعرفة التي يحتاج إليها لفهم كيفية التصويت بشكل كامل، يعني أن الديمقراطية ستعاني.
وأكمل صامويل مينا جونيور: "على مدى أجيال متعددة، رأينا معايير اتخاذ القرار التحريري في الصحافة الأميركية تتدهور بينما أشادوا بالتوازن الكاذب باعتباره صحافة جيدة، ووصل كل هذا إلى ذروته في عام 2016 عندما ألهم دونالد ترامب ثورة في عالم الخطاب العام، وقد تسبب هذا في حدوث تأثير متواصل عبر عالم السياسة الأميركية. بينما في البداية، كان كل مرشح جمهوري آخر يندد بترامب باعتباره كاذباً قهرياً، بحلول دورة الانتخابات التالية، تبنّى العديد منهم استراتيجياته الخاصة".
الحزب الديمقراطي ليس ديمقراطياً
ويتحدث صامويل مينا جونيور: "لقد صوتنا في 2020 لإنقاذ الديمقراطية التي كانت على المحك، وعندما وثقنا بالحزب الديمقراطي لإنقاذ الديمقراطية، والحفاظ على الحريات المدنية، وحماية الحقيقة، ذهبوا وراء ظهورنا وتبنوا الاستراتيجيات التي استخدمها الجمهوريون في عام 2018، وعندما قالوا إنهم سيفعلون كل ما يلزم لحماية الإجهاض، فشلوا في الوفاء بهذا الوعد. سواء من خلال فشل أوباما في تقنين قضية رو ضد وايد بأغلبية ساحقة في الكونغرس، أو تنازل روث باتر جينسبيرج عن منصبها في المحكمة العليا، أو ببساطة تعيين بايدن المزيد من القضاة في المحكمة، وفي عام 2020، وعد بايدن في نيو هامبشاير، "لا مزيد من الحفر على الأراضي الفيدرالية. نقطة" نهاية الاقتباس، ومع ذلك تنتج الولايات المتحدة الآن المزيد من النفط أكثر من أي دولة أخرى على الإطلاق".
وحول كامالا هاريس كتب صامويل مينا جونيور في رسالته: "أريد أن أسلط الضوء على بعض الأشياء التي تخص كامالا هاريس، التي ادعت في مقابلة سابقة مع شبكة سي أن أن أنها تنوي حظر التكسير الهيدروليكي، وإلغاء تجريم عبور الحدود غير القانوني، أكدت لاحقاً أنها في الواقع لا تريد حظر التكسير الهيدروليكي وقالت: "يجب أن تكون هناك عواقب" للأشخاص الذين يعبرون الحدود دون إذن، وأكدت هذه المواقف في مناظرتها الأولى ضد ترامب، الذي يتبنى الآراء نفسها أيضاً"، وفي خطابها في المؤتمر الوطني الديمقراطي، أعلنت هاريس: "بصفتي القائد الأعلى، سأضمن أن تمتلك أميركا دائماً أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكاً في العالم".
وأشار إلى أن كامالا هاريس قالت في مقابلة مع جيك تابر، أثناء مناقشة وجود ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه "يجب أن تكون هناك مسؤولية تقع على عاتق مواقع التواصل الاجتماعي هذه لفهم قوتها. إنهم يتحدثون مباشرة إلى ملايين الأشخاص دون أي مستوى من الرقابة أو التنظيم"، مضيفاً أن هذا قد يكون مطلباً معقولاً لولا حقيقة أن الحزب الديمقراطي رفع دعوى قضائية ضد مرشحي الحزب الثالث في مونتانا ونيفادا وأركنساس وويسكونسن لمنع الشعب الأميركي من التفكير في التصويت لصالح خيارات أخرى.
وتابع صامويل مينا جونيور أنه في يوم الأربعاء 24 يوليو/تموز، في أعقاب إجبار الحزب الديمقراطي لجو بايدن على الخروج من السباق الرئاسي، بعد أن انكشف الشعب الأميركي على مدى ضعف قدراته العقلية في أول مناظرة له ضد دونالد ترامب، قال الرئيس بايدن، مخاطباً الأمة، وأقتبس: "أنا أول رئيس في هذا القرن يبلغ الشعب الأميركي أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب في أي مكان في العالم"، متجاهلاً أن هناك إبادة جماعية للشعب الفلسطيني تحدث على أيدي دولة إسرائيل، وقد موّلتها أميركا بأموال الضرائب.
دعم مطلق للعدوان الإسرائيلي
وأفرد صامويل مينا جونيور حيزاً كبيراً في رسالته تحدث فيها عن الدعم المطلق للاحتلال الاسرائيلي قائلاً: أعلنت إدارة بايدن-هاريس أنها تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في فبراير/شباط، ومع ذلك، حتى أغسطس/آب، تلقت إسرائيل 50.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية والمبيعات منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول. وحتى عندما جرى التصويت في الأمم المتحدة على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة التي مزقتها الحرب، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في 3 مناسبات منفصلة. وكذلك، وبينما كان المؤتمر الوطني الديمقراطي جارياً في أغسطس/آب، نشرت ثلث البحرية الأميركية في الشرق الأوسط لحماية مصالح إسرائيل. والآن، تزحف إسرائيل نحو لبنان، وتسميها وسائل الإعلام الغربية "عملية برية محدودة"، بينما تفشل في ذكر نشاط إسرائيل في قصف سوريا واليمن أيضاً.
صراع عالمي على الشرق الأوسط
ويتابع صامويل مينا جونيور قائلاً: "نحن نعيش في بلد النفاق والكذب والتضليل! إن زعماء "العالم الحر" مجرد دمى حزبية على مسرح عالمي يأملون أن تستمتع بأغانيهم ورقصاتهم بينما يصلون لئلا تنتبه لما يحدث خلف الستائر المغلقة، لأن القادة الديمقراطيين والجمهوريين يتظاهرون بالجهل بما حدث في السابع من أكتوبر وما حدث منذ ذلك الحين، ويأملون ألا ننتبه إلى مشاريع استعمارية استيطانية أخرى حول العالم تشارك فيها الولايات المتحدة مثل الإبادة الجماعية الصامتة المستمرة في الكونغو، ومحاولات الانقلاب في جميع أنحاء العالم".
وأضاف أن إدارة بايدن تدرك أن أميركا، القوة العظمى الاقتصادية الرائدة في العالم، مهددة بفقدان هذا اللقب مع استمرار روسيا والصين في توسيع نطاقهما العالمي، وفي يأس من عدم قبول هذا، تواصل إدارة بايدن مساعدة إسرائيل دون قيد أو شرط، حتى تتمكن أميركا من منع الخصوم الروس والصينيين من استخدام الموارد في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه طالما أن إسرائيل وأميركا متحالفتان مع بعضهما البعض، فإنه يمكن لأميركا أن تؤكد نفسها في المنطقة.
الإبادة الجماعية في غزة
وأشارت رسالة صامويل مينا جونيور إلى الأسباب التي جعلته يركز بشدة على ضرورة إنهاء الإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن البيت الأبيض يواصل تصوير الإبادة الجماعية على أنها حرب ضد حماس، ويصورها على أنها حرب ضد "المغتصبين وقاتلي الأطفال"، ونحن، الصحافيين الأميركيين، من خلال الإهمال الكسول في أفضل الأحوال أو من خلال النفوذ المؤسسي في أسوأ الأحوال، خلقنا البيئة، واحتضنا الأدوات التي يستخدمها قادة حكومتنا لتفكيك حقائق العالم الذي نعيش فيه. ذهبنا إلى إسرائيل ولم نكلف أنفسنا عناء المطالبة بالسماح لنا بالدخول إلى غزة. تحدثنا إلى إسرائيل التي لم تقدم لنا أي دليل ومع ذلك أفادت بأن المغتصبين وقاتلي الأطفال هاجموا حليفاً للولايات المتحدة. لقد استقبلنا نتنياهو على السجادة الحمراء ليتحدث في قاعات الكونغرس والجمهور الأميركي مباشرة. لقد قبلنا على ظاهر الأمر أن هذه الحرب هي حرب ضد حماس.
وتابع أنه جرى تدمير شريط مساحته 139 ميلاً مربعاً، ومع ذلك، لا يزال الأطفال ينهضون من رماد منزل عرفوه ذات يوم، ويقسمون على الانتقام من قتلة أحبائهم، و"نحن الصحافيين الأميركيين نسميها حرباً ضد حماس".
وتساءل صامويل مينا جونيور: "كم عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا؟ كم عدد الرجال والنساء والأطفال الذين أصيبوا بصاروخ شارك في تصميمه الإعلام الأميركي؟"، معتبراً أنه هو نفسه شارك في تصميمه، وقال: لقد انضممت إلى هذه الصناعة لخدمة شعب ولاية أريزونا التي أسميها موطني. والآن، أدركت حقيقة الحفاظ على ماء وجه الإمبراطورية الأميركية.
وأكمل: "إلى أي مدى من حياتي، كنت مهيأ للمساعدة في تسهيل الاستعمار الاستيطاني؟ أين كتب التاريخ التي كتبها الأميركيون الأصليون؟ هل أنا نتاج حملة تضليل؟ وإذا كنت كذلك، فما الأمل الذي قد يتبقى للشعب الأميركي؟ لقد اختفى أساس العالم الذي اعتقدت أنني موجود فيه، وكل ما تبقى هو حفنة من الحقائق".
عتبة الحرارة العالمية
وأوضح صامويل مينا جونيور قائلاً: "هناك غسيل يجب القيام به، وأفواه يجب إطعامها، وفواتير يجب دفعها، ولكن أيضاً إبادة جماعية يجب إنهاؤها، وكوكب يغلي، لذا سألت نفسي مرة أخرى "ماذا ستفعل؟ في البداية، شرعت في إنشاء الفيلم الوثائقي الأكثر طموحاً الذي سأقوم به في حياتي المهنية، وما اعتقدت أنه يجب أن يكون تحفة فنية. وربما يكون صوتي كافياً لإنهاء الإبادة الجماعية. ولكن بينما كنت أكتب، وأقوم بصياغة، وجمع كل مصدر ممكن، بدأت في العثور على قطع صحافية رائعة وقوية كانت موجزة وموضوعية وحقيقية. وجمعت كل مقطع فيديو من غزة من كل ملف تعريف صغير على "إنستغرام" وموجز "تويتر" وقناة "يوتيوب" تمكنت من العثور عليها، وكل حساب شخصي حركني بطرق لن أنساها أبداً. لكنها لم تكن كافية. ولم تكن أصوات الصحافيين العاطفية كافية. ولم تكن أصوات الفلسطينيين القتلى كافية، ولم يكن أي من التعليقات، ولا أي من صرخات الألم، ولا أي صوت مرتفع كافياً لإنهاء هذه الإبادة الجماعية.
وأوضح الاستنتاج الذي توصل إليه، أن الصحافيين الذين سبقوه، والذين لم يكن لديهم أي تفانٍ في سبيل الحقيقة، هم الذين سمحوا لسياسيين من مختلف أنحاء العالم، ممن يفتقرون إلى الإيمان والشجاعة والصدق، بتشويه الحقيقة وإخفائها.
وصرح: "اليوم، أعتزم أن أتظاهر وأدعو شخصياً كل زعيم عالمي في كل ركن من هذه الأرض الخضراء، إلى الاستيقاظ وإدراك أن الساعة تدق، ليس فقط من أجل هذا الكوكب، بل وأيضاً من أجل الراحة والأمان، وبالنسبة لكل شخص آخر قد يسمع أو يقرأ خطابي، فإن الرضا عن النفس سيكون نهاية البشرية".
واختتم صامويل مينا جونيور رسالته: "لدى جو بايدن صوت، وكامالا هاريس صوت، ودونالد ترامب صوت، وشيرين أبو عاقلة صوت، وآرون بوشنيل صوت، ولا يزال لفلسطين صوت، ولدي صوت أيضاً، ويسعى صوتي إلى الحقيقة، وسواء كان ذلك للخير أو للشر، فإن صوتي هو الخطاب الذي لا يمكن إسكاته".