كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف صباحاً من يوم الأحد عندما تلقى الصياد الإيطالي، فينتشنزو لوتشيانو، مكالمة هاتفية من صديق يبلغه بحدوث أمر مروع. وعندما وصل لوتشيانو (50 عاماً) إلى الشاطئ، قرب منزله في المنطقة الجنوبية من كالابريا، كان الظلام دامساً، لكن الصراخ كان مسموعاً.
وقال لوتشيانو لوكالة فرانس برس: "عندما شغّلت ضوء الهاتف، رأيت أشخاصاً موتى على الأرض. كان هناك أطفال بينهم"، مضيفاً أنه وصديقه بدآ بسحب الناس إلى الشاطئ.
أعلنت السلطات الايطالية أن حصيلة غرق قارب يقل مهاجرين، بالقرب من كروتوني جنوبي البلاد، الأحد، ارتفعت إلى 64 قتيلاً الثلاثاء، في مأساة تم على إثرها توقيف ثلاثة أشخاص بشبهة تهريب البشر. ومن المتوقع ارتفاع عدد القتلى. نجا 79 شخصاً فقط يتحدرون من أفغانستان وباكستان والصومال وسورية من الغرق، الذي وقع فجر الأحد عندما كان البحر هائجاً.
ووصف لوتشيانو كيف وصلت طواقم الطوارئ بعد وقت قصير من وصوله هو وصديقه، حيث كان الناجون اليائسون يكافحون للعثور على أقاربهم على الشاطئ.
وقال إنه "كانت هناك صرخات، أمهات يخطفن الأطفال من أيدينا معتقدات أنهم أطفالهن". وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصاً ميتاً. لم تحمل ذراعاي يوماً شخصاً ميتاً".