تمكن صباح اليوم السبت عدد من الصحافيين الفلسطينيين من غزة من اجتياز الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والقطاع، والتقاط الصور والفيديوهات الخاصة بالأحداث الدائرة.
وتزامن دخول الصحافيين إلى مناطق غلاف قطاع غزة مع الشروع في عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق مئات الصواريخ، مع اقتحام رجال المقاومة للمواقِع والمستوطنات المُتاخِمة، وذلك رداً على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الأقصى والأسرى.
أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح اليوم، رشقات صاروخية مكثفة تجاه عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما أعلن جيش الاحتلال تفعيل صافرات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى.
وللمرة الأولى، اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطِع الفيديو والصور الفوتوغرافية المُلتقطة فلسطينياً وبعدسات غزوية من الداخِل المُحتل، وقد عكست تفاصيل الأحداث الجارية، بفعل ضربات المُقاومة. وصوّرت المقاطع والصور اللحظات الأولى لحالة الصدمة التي خلّفتها الصواريخ الفلسطينية المُباغتة، والتي تزامنت مع تحرك بري، إلى جانب تصوير القتلى الإسرائيليين، وحالات الهروب الجَماعي، إلى جانب تصوير الآليات المُحترقة، والمُدمّرة.
ويقول الصحافي مُثنى النجار الذي تمكن منذ اللحظات الأولى من اجتياز الشريط الفاصِل، إنه دخل إلى الأراضي المُحتلة منذ الدقائق الأولى لإحداث فتحة في السياج المعدني، إذ تجاوز المسافة الرملية الفاصلة بين السياجين الأول والثاني، وركض لمسافة ستة كيلومترات حيث "شاهد دبابة مُحترقة، وكانت أول ما وثقته كاميراتنا".
ويلفت النجار، لـ"العربي الجديد"، إلى أن اللحظات الأولى "كانت مرعبة، إذ بدأت الطائرات الإسرائيلية بإطلاق النار، والصواريخ، في الوقت الذي كانت فيه عناصر المقاومة تتجول في المستوطنات، وتختطف الجنود والمستوطنين، وتقلهم باتجاه القطاع".
ويضيف: "شعوري متضارب للغاية، وهو مزيج ما بين الصدمة والذهول، المترافق بعدم التصديق لكل الأحداث المتلاحقة وغير المسبوقة، إذ لم نتصور أن نقوم في يوم من الأيام بالتجول داخل مستوطنة وأن نصورها، أو نقوم بتصوير بيوت المستوطنين، والدبابات والجيبات العسكرية المُحترقة".
ويُشدد النجار على أنه "كان من الضروري والمُلح تصوير الأحداث التاريخية الدائرة، خاصة في ظل غياب وسائل الاعلام الإسرائيلية والأجنبية (...) لقد قُمنا بتصوير أحداث غير عادية".
وانتقلت حالة الذهول والصدمة كذلك إلى المصور الصحافي حسن اصليح الذي اجتاز السياج الحدودي الفاصل منذ اللحظات الأولى، لبدء الأحداث، ويقول: "لأول مرة في حياتي أتمكن من الوصول والتصوير في المناطق المُحتلة في غلاف قطاع غزة".
ويوضح اصليح، لـ"العربي الجديد"، أن مستوطنات الغلاف كانت ساحة لتجول رجال المُقاومة الذين تقلهم السيارات والدراجات النارية، وقال إنه التقط العديد من مقاطع الفيديو والصور الخاصة للآليات، والمُدرعات العسكرية المُحترقة، كذلك لحظات هروب المستوطنين على وقع ضربات المقاومة.
ويرى أنه من الضروري نقل مثل هذه الأحداث الهامة، وغير المسبوقة، خاصة في ظل حالة الصدمة الإسرائيلية، وغياب وسائل الإعلام، إذ باتت تلك الصور والمقاطع متداولة بشكل كبير على المنصات كافة.
وارتقى صحافيان فلسطينيان مُنذ بدء أحداث معركة طوفان الأقصى، إذ استشهد الصحافي محمد الصالحي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيته الأحداث على الشريط الحدودي شرقي قطاع غزة، وكذلك الصحافي عمر أبو شاويش بقصف إسرائيلي على القطاع. كما تعرض مراسل "الغد" في خان يونس، إبراهيم قنن، لإصابة، وفق ما أعلنته القناة.