يستغل الشاب الفلسطيني خالد أبو حصيرة (34 عامًا) استقرار أجواء البحر والمناخ في أوقات مختلفة من العام، للغوص في أعماق بحر غزة لجمع اللؤلؤ من المحار المتواجد في أعماق البحر، مستعينا بإمكانياته البسيطة ومعداته البدائية.
ووظف أبو حصيرة هوايته، التي بدأت معه منذ الصغر وارتباطه بالبحر، في اكتشاف هذا العالم والبحث عن أسرار جديدة لم يتمكن أحد من اكتشافها أو البحث عنها في بحر القطاع، الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي.
حكاية الشاب أبو حصيرة مع المحار وجمع اللؤلؤ بدأت بالصدفة حيث اعتاد على جمع الكائنات البحرية والقيام بطهوها وآكلها، إلا أن إحدى المحارات التي كان يتواجد بها اللؤلؤ، جعلته يتجه لأحد أصدقائه الغواصين في دول الخليج العربي للتأكد مما تحتويه.
في أعقاب ذلك، وظف الشاب الفلسطيني قدرته على الغوص في محاولة جمع المحار واللؤلؤ من شاطئ بحر غزة حيث يقوم بالغطس ما لا يقل عن 3 إلى 4 ساعات، بسقف زمني لا يتجاوز 30 إلى 40 ثانية في كل مرة يغطس بها داخل الماء.
ويرجع سبب ذلك إلى بدائية الأدوات التي يمتلكها أبو حصيرة والتي لا تتجاوز الناظور البحري البسيط والزعانف الخفيفة، وهو ما يمنعه من الغوص والتنقيب لدقائق طويلة، نظرًا لصعوبة التنفس بسهولة تحت الماء وغياب التجهيزات اللوجستية الكاملة الخاصة به.
ويقول الشاب أبو حصيرة لـ "العربي الجديد": إن رحلته البحرية بدأت بشكلٍ حقيقي قبل ما يزيد عن 9 سنوات حينما كان يصيد يدويا من خلال الغوص، قبل أن يتطور الأمر لاحقًا لاستخدام وسائل أخرى تمكنه من ممارسة مهنة الصيد، التي تُعتبر مهنة أساسية لعائلته.
ويضيف أن تحوله نحو جلب المحار يدفعه للبحث بتمعن كبير خلال تواجده أسفل الماء حيث يقوم بجمعها ثم فتحها أمام متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تعريفهم بطبيعة المحار الموجود في بحر غزة واللؤلؤ المستخرج منه، والذي يتوفر بكميات بسيطة.
ووفق أبو حصيرة فإن المحار عادة ما يتواجد على الصخور، ويعد الطعام المفضل للأخطبوط البحري وهو ما يجعله في سباق دائم معه للوصول إلى المحار، عدا عن الحاجة لسنوات عديدة كي يكتمل نمو المحار أسفل البحر، إلى جانب أن عودة ظهوره على الصخور تحتاج لفترات طويلة.
ويعرض الشاب الفلسطيني ما يقوم باستخراجه من محار على متابعيه عبر صفحته على "تيك توك"، والذين تجاوز عددهم الـ 80 ألفًا خلال فترة 4 شهور فقط، حيث ينجذب المتابعون الفلسطينيون إلى ما يعرضه من لؤلؤ صغير الحجم وبسيط في ظل الاعتقاد السائد بعدم وجوده في القطاع.
وتعتبر نسبة اللؤلؤ في بحر غزة منخفضة جدًا مقارنة بمنطقة الخليج العربي، فضلاً عن أن حجم المساحة المسموح بالتحرك في بحر القطاع يلعب دورًا في قلة أعداد كميات ما يقوم باستخراجه من البحر.
ويشكل الحصار البحري الذي يفرضه الاحتلال على القطاع إحدى العقبات التي يعاني منها الصيادون نتيجة تقييد مساحة الصيد والحركة، والملاحقة الدائمة والمستمرة من قبل البحرية الإسرائيلية على مسافات لا تزيد عن 6 أميال بحرية.
ومع نجاح الشاب أبو حصيرة في استخراج المحار، تواصل معه غواصون من قطر والبحرين والإمارات للثناء على طريقته التقليدية في استخراج اللؤلؤ، والتي كان الغواصون البدائيون يعملون بها قبل عدة عقود.