نفى النجم الهوليوودي كيفن سبيسي، اليوم الخميس، "بشدّة" الاتهامات الموجهة إليه بالاعتداء الجنسي على ثلاثة رجال، وذلك خلال مثوله في جلسة أمام محكمة بريطانية انتهت بإخلاء سبيله حتى جلسة الاستماع التالية في يوليو/ تمّوز.
وقرّر نائب كبير القضاة، تان إكرام، إطلاق سراح سبيسي بكفالة غير مشروطة حتّى موعد الجلسة التالية المحدّدة في 14 يوليو/ تموز المقبل في محكمة ساوثوارك كراون جنوبيّ لندن.
وابتسم سبيسي (62 عاماً) لمجموعة مراسلين ومصورين صحافيين كانوا ينتظرون وصوله إلى المحكمة، لكنّه لم يدل بأيّ تعليقات. وغادر محكمة وستمنستر الابتدائية تحت أشعة الشمس الساطعة.
وداخل قاعة المحكمة، وقف الممثل الذي كان يرتدي بزّة زرقاء في قفص الاتهام ليعطي اسمه الكامل وتاريخ ميلاده وعنوانه في لندن.
ولم تُقدَّم أيّ مناشدات رسمية في الجلسة التي استمرت لمدّة 28 دقيقة. لكنّ محاميه، باتريك غيبس، قال للمحكمة إنّ الممثل "ينفي بشدة أيّ جريمة في هذه القضية"، و"هو يحتاج إلى الردّ على هذه التهم إذا كان سيواصل حياته".
وأُبلِغَت المحكمة بأنّ سبيسي يعيش في الولايات المتحدة، حيث لديه عائلة وكلب يبلغ من العمر تسع سنوات.
وقد ظهر نجم "هاوس أوف كاردز"، الذي توقّفت مسيرته المهنية بسبب ظهور سلسلة اتهامات جنسيّة ضدّه بعيد انكشاف فضائح المنتج هارفي وينستين، هادئاً وواثقاً من نفسه أمام المحكمة.
وقال المدعي العام إن الممثّل "تعاون بشكل كامل" مع التحقيق، لكنّه طلب الإفراج عنه مقابل تعهد بالبقاء في لندن.
كانت هذه الجلسة الموجزة المخصّصة للمسائل الإجرائية انطلاقةً لمعركة قانونية طويلة.
ويُتهم سبيسي بارتكاب أربعة اعتداءات جنسية على ثلاثة رجال لم يكشف عن أسمائهم، بين مارس/ آذار 2005 وإبريل/ نيسان 2013. كذلك يُتهم بإرغام رجل على ممارسة الجنس من طريق الإيلاج دون موافقته، وهي تهمة تختلف عن الاغتصاب في القانون الإنكليزي.
وكان كيفن سبيسي قد تلقى التهم الموجهة إليه رسمياً يوم الاثنين الماضي، وذلك بعد موافقة النيابة العامة البريطانية في نهاية مايو/ أيّار على هذه الملاحقات القضائية.
وأبدى الممثل أخيراً "خيبة الأمل" إزاء هذه التهم، لكنّه أعلن نيته المثول أمام المحاكم البريطانية "لإثبات براءته".
وتتعلّق تهمتان من التهم الأربع بالاعتداء الجنسي في مارس/ آذار 2005 في لندن بذات الشخص، وهو الآن في الأربعينيات من عمره.
كذلك يُتّهم سبيسي باعتداء جنسي آخر في أغسطس/ آب 2008 على مدّعٍ ثانٍ في الثلاثينيات من عمره، يتّهمه أيضاً بإرغامه على ممارسة الجنس من دون موافقته.
أخيراً، يُتهم سبيسي بارتكاب اعتداء جنسي آخر استهدف مدّعياً ثالثاً، وهو أيضاً في الثلاثينيات من عمره، في إبريل/ نيسان 2013 في غلوشستر الواقعة جنوب غربيّ إنكلترا.
وُجهت هذه الاتهامات إلى كيفن سبيسي، بعد أخرى استهدفته في الولايات المتحدة في أعقاب انكشاف فضيحة المنتج هارفي وينستين، المتّهم بارتكاب عشرات الاعتداءات الجنسية، التي كشفت عنها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"نيويوركر" في خريف عام 2017.
وكانت لموجة الاتهامات الموجهة إلى سبيسي عواقب وخيمة على مسيرة وسمعة الممثل الحائز جائزة الأوسكار مرتين عن دوره في فيلمي "أميريكن بيوتي" و"يوجوال ساسبكتس".
كذلك دفعت هذه الاتهامات شبكة نتفليكس إلى الاستغناء عنه في مسلسل "هاوس أوف كاردز"، الذي كان يؤدي دور البطولة فيه.
وأُعلنت العام الماضي عودة سبيسي إلى السينما عبر فيلم "ذا مان هو درو غاد"، حيث يؤدّي الممثل الأميركي دور محقق في هذا الفيلم الطويل الذي يحمل توقيع المخرج الإيطالي فرانكو نيرو.
وكانت "سكوتلاند يارد" قد فتحت تحقيقاً بعد تلقيها شكاوى اعتداء جنسي ضد الممثل، زُعم أن بعضها ارتكب في منطقة لامبيث في لندن، حيث يقع مسرح أولد فيك، الذي كان سبيسي مديراً فنيّاً له بين العامين 2004 و2015.
أمّا في الولايات المتّحدة، فقد وجهت إلى كيفن سبيسي تهمة خدش الحياء والاعتداء الجنسي في ولاية ماساتشوستس على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وقد اتُّهم في يوليو/ تموز 2016 بالتحرّش الجنسي بشاب يبلغ من العمر 18 عاماً يعمل في حانة، بعد أن جعله يشرب الكحول. لكن جميع هذه التهم أسقطت في يوليو من عام 2019.
في أواخر مايو/ أيار الماضي، مثل سبيسي أمام قاضٍ في نيويورك خلال جلسة استماع إجرائية في دعوى مدنية رفعها الممثل أنتوني راب، وفق وثائق قضائية أميركية. وكان أنتوني راب قد اتّهم كيفن سبيسي بمحاولة استدراجه جنسياً عندما كان مراهقاً، وهو ما نفاه الأخير قبل إسقاط الدعوى في الإجراءات الجنائية.
(فرانس برس)