عشية انتهاء عامٍ وبداية آخر، تعتاد صحفٌ ومجلات، عربية وأجنبية مختلفة، نشر ملفات تستعيد الحاصل في عامٍ ينتهي، وتتوقف عند لحظات أو أحداثٍ، تعتبرها هذه الصحف والمجلات أساسية، أو أكثر أهمية من غيرها. "العربي الجديد" تقترح شكلاً آخر من الاستعادة السينمائية، يتمثّل بالعودة إلى "أول فيلمٍ" شاهده من أصبحوا لاحقاً نقّاداً سينمائيين.
زملاء المهنة يكتبون عن التجربة الأولى مع أول فيلم، بحثاً في الذاتيّ الانفعالي البحت، وقراءةً واعيةً لتفاصيل محيطة بتلك المشاهدة الأولى، في السياسة والاجتماع والسلوك والوقائع والتحوّلات. كأنّ النصوص المنشورة في هذا الملف مرايا، وإنْ تكن ذاتية، لوقائع عيشٍ تترافق مع تلك المشاهدة الأولى، خاصة أنّ أحداث العالم العربي تبدو دائماً في حالة غليان، ما يؤثّر على السينما ونتاجها، وعلى عروض الأفلام وأحوال الصالات السينمائية، في ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته تحديداً.
الملف محاولة لتبيان ملامح العلاقة بالسينما، من خلال ذاكرة فردية، وذكريات يختلط فيها الخاص بالعام. فأحوال مدنٍ عربية في تلك الفترة مضطربة في شؤون الحياة اليومية كافة، ولهذا تأثيرٌ مباشر على الثقافة والفنون، ومنها قواعد المشاهدة وظروفها وتقنياتها، من دون تناسي "الانتشار البدائيّ" للفيديو، السابق على الإنترنت، وما يُقدّمه الإنترنت من إمكانياتٍ، تساعد على المُشاهدة، بقرصنة الأفلام، رغم أنّ القرصنة غير ضامنةٍ، دائماً، جودةً فنية وتقنية، صوتاً وصورةً.