لا يخفى على أحد أن الموضة اليوم تختلف عما كانت عليه قبل جائحة كورونا. فكل ما فرضه الوباء على ظروف حياتنا والنمط الذي نتبعه، انعكس في الوقت نفسه على عالم الموضة، فترك أثره الواضح. ففي كل الحالات لم يوفّر الوباء قطاعاً إلا ترك أثره عليه. يبدو بديهياً في هذه الحالة أن تشبه المجموعات الجديدة التي يطلقها المصممون في مثل هذه المرحلة، نمط الحياة الذي نتبعه. إلا أن المصمم طوني ورد أراد أن يقدّم مجموعة لربيع وصيف 2021 تشبه الحلم، فيستمتع بها كما بكل مجموعة يطلقها، بعيداً عن الأجواء السلبية التي تسيطر على العالم اليوم.
Bal à l’opéra (حفل راقص في الأوبرا)، هو العنوان الذي حملته مجموعة الملابس الجاهزة الجديدة للمصمم طوني ورد والتي حضر فيها الجانب المسرحي اللافت إلى جانب الطابع الرومانسي. لكن، في الوقت نفسه، يفرض الواقع الحالي نفسه في ظل جائحة كورونا، بحسب ما يوضحه ورد في حديثه مع "العربي الجديد".
ففي هذا العام تراجعت معدلات الأنشطة الاجتماعية، ونمط الحياة لم يعد كما كان عليه قبل انتشار الوباء. انطلاقاً من ذلك، كان بديهياً، على حد قوله، أن تعكس المجموعة هذا الواقع. ففي مقابل الجانب المسرحي، تحمل المجموعة شيئاً من البساطة التي يفرضها الواقع. "تلاقي المجموعة رغبات المرأة التي لا تزال تتمسك بجمال إطلالاتها وأناقتها على الرغم من الأزمة التي طاولت العالم كلّه".
من جهة أخرى، لا ينكر ورد أنه لا يمكن توقّع ما ستكون عليه الموضة بعد كورونا؛ فثمة تغييرات واضحة حتى اللحظة، لكن لا يمكن التأكد مما إذا كانت الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، أو أن التغيير سيكون بعيد المدى. أما في المرحلة الحالية، فثمة صنّاع موضة غابوا بسبب الأزمة، رغم أنه لم يكن ممكناً تصوّر خسارتهم في هذا القطاع. انطلاقاً من ذلك، يشير ورد إلى أنه يأخذ اليوم الاتجاه الذي يفرضه الواقع وفق ما تظهره المعطيات الحالية، وإن كان لا يجد إمكانية لتوقع ما ستؤول إليه الأمور لاحقاً.
لم تكن هذه المجموعة بالنسبة للمصمم مشابهة لأي مجموعة أخرى أطلقها. فهي المجموعة الأولى الكاملة التي يطلقها بعد وباء كورونا، إذ تعني له الكثير، وأراد أن يستمتع بها قدر الإمكان. فيؤكد أنه استمتع بها فعلاً وأدخلت السعادة إلى قلبه. وفي الوقت نفسه، أراد أن يقدم من التصاميم ما يدخل الفرح إلى قلب المرأة التي تختارها، في ظل الأجواء السوداوية التي تخيّم على العالم. "ثمة حاجة ماسة إلى كل مصدر فرح. وأعرف جيداً أن ثمة نساء كثيرات يحتجن إلى ما أقدّمه لهن في هذه المجموعة التي تحمل هذا الجانب المسرحي الذي لا يشبه ما نعيشه اليوم، وإن كانت تحمل أيضاً شيئاً من البساطة الأقرب إلى نمط الحياة الحالي".
إذا كان الواقع الحالي واضحاً وتأتي التصاميم على أساسه، يؤكد ورد أنه لا يعرف ما ستكون عليه المرحلة المقبلة، لكنه يتوقع أن تكون هناك لهفة إلى ما هو مبتكر في الموضة، ويكسر الروتين الذي طغى على نمط الحياة السائد طوال هذه الفترة، فالتجدد متوقّع حينها.
وحول تفاصيل هذه المجموعة، يشير المصمم إلى أن الألوان التي طغت عليها هي الأصفر والباذنجاني والأزرق السماوي الذي يحمل طابعاً ملكياً، والزهري والذهبي أيضاً، ولم يغب الأسود طبعاً كالعادة في المجموعة. لكل لون في المجموعة قصّة تحمل لمسة مسرحية.
أما عن رأيه بشأن العروض التي تجرى اليوم في عالم الموضة، فيشير ورد إلى أنها تفتقد إلى البريق المعتاد، وتبدو خافتة بالنظر إلى الظروف التي تقام خلالها. علماً أن معظم العروض التي أقيمت، وهي قليلة، للعلامات الكبرى حصراً. "أتوقع أن نتجه أكثر فأكثر إلى المجموعات التي تُقدَّم لا على المنصات، كما جرت العادة، بل في أفلام نشهد فيها تحوّلاً في عالم الموضة".