"مراسلون بلا حدود" تنتقد انعدام حرية الصحافة في ظل الحرب على غزة

07 نوفمبر 2024
صحافيون فلسطينيون أمام مستشفى ناصر في خانيونس جنوبي قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

اعتبر المتحدث باسم منطقة الشرق الأوسط للفرع الألماني في منظمة مراسلون بلا حدود الدولية، كريستوفر ريش، في مقابلة مع شبكة التحرير الألمانية، الثلاثاء، أن "الأطراف المتحاربة في الشرق الأوسط تجعل عمل الصحافيين أكثر صعوبة"، وندّد بـ"موت العديد من ممثلي وسائل الإعلام في الهجمات العدوانية"، متحدثاً عن "انعدام حرية الصحافة في جميع أماكن الصراع في المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل".

وأشار ريش إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة شهدت منذ اليوم الأول "قدراً هائلاً من التضليل والدعاية من جميع الجهات"، معتبراً أنّ هناك "صراعاً على السرديات إلى جانب القتال الحقيقي، ومن الصعب التمييز بين ما هو صحيح وما هو ليس كذلك"، مضيفاً: "هناك مثل يقول في الحرب الحقيقة تموت أولاً". وفي رد على سؤال حول حظر قناة الجزيرة القطرية، رأى أن حظر القناة بحجة "نشرها دعاية لحركة حماس غير صحيح"، ولفت إلى أنّ القناة "تبرز أيضاً مناقشات انتقادية يعبر فيها العرب الإسرائيليون الذين ليسوا من أنصار حماس عن آرائهم".

كذلك، تطرّق إلى القصف الهمجي الذي طاول منزلاً يسكنه صحافيون من ممثلي وسائل إعلام محلية وعربية في جنوب لبنان وأدى إلى استشهاد ثلاثة منهم، وقال ريش إنه "كان ينبغي للقوات المسلحة الإسرائيلية أن تعلم بوجود الصحافيين في هذا المنزل". كما أشار إلى "حقيقة وجود صحافيين من وسائل إعلام تنشر دعاية حزب الله لا علاقة لهم بالموضوع، وهذا التمييز غير مسموح به في القانون الدولي الإنساني"، مضيفاً: "إذا ما ثبت أن الأمر متعمد فسيكون ذلك جريمة حرب لأن الصحافيين يعتبرون مدنيين".

ونبّه ريش إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية تقمع الصحافيين الذين يرغبون في تقديم آراء نقدية أو حتى مستقلة حول الحرب، لأن انتقاد تصرفات الحكومة والجيش من قبلهم يعتبر "تدنيساً للعش"، وهو مصطلح متعارف عليه في علم النفس، ويشير إلى المظالم والازدراء والمبالغة في تقييم المخالفات، بحسب المتحدث باسم "مراسلون بلا حدود". 
واعتبر أن "السلطات الإسرائيلية لا تملك أي مصلحة في تمكين الصحافة، وكل من يفعل ذلك مثل هآرتس الليبرالية اليسارية سيتعرض لانتقادات شديدة اللهجة"، مضيفاً: "وصل الأمر بوزير الاتصالات للحديث عن فرض عقوبات على وسائل الإعلام".
تحدث الناطق باسم "مراسلون بلا حدود" عن وقوع تجاوزات للحدود وانتهاكات لأخلاقيات المهنة في مناطق الصراعات، ويظهر ذلك بشكل واضح في غزة، مشيراً إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي لم يكن يسمح للصحافيين بالدخول إلا برفقته، أمّا الآن فقد منعهم تماماً، بل ويقوم عناصره بمسح اللقطات التي يقوم المراسلون بتصويرها". 
وفي رد على سؤال حول أسباب الرفض الإسرائيلي لذلك، قال ريش إن "الجيش الإسرائيلي يتحجّج بالمخاطر في منطقة الحرب، لكن يجب أن يكون الصحافيون الموجودون هناك قادرين على أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا يريدون المخاطرة وإلى أي مدى". 

وتابع: "حرية وصول الصحافيين هي أحد المفاتيح القليلة ضد هذا التضليل المطلق. ومن المرجح أن إسرائيل وببساطة ليست لديها مصلحة في تمكين الصحافة"، مشدداً على ضرورة مواجهة ذلك بالسماح للصحافيين الدوليين بدخول غزة والعمل مع السكان الذين يربطهم بهم تواصل وثيق وطويل الأمد، حسب قوله.

المساهمون