أكثر من سبعة مسلسلات تلفزيونية، تبث اليوم على المنصّات الإلكترونية وشاشات التلفزة العربية، في ظل منافسة شرسة على إعلانات أخرى بالجملة عن عقود أخرى توقع لتنفيذ مجموعة ثانية من المسلسلات، من دون هدف واضح من وراء كل هذه الإنتاجات سوى تقديم مادة درامية أقرب إلى التجارة منها إلى العمل الفني.
لا يزال عالم المسلسلات العربية يعاني من أزمة نصّ، بل تحول الأمر إلى متلازمة دائمة، والواضح أن فقدان الكتّاب والنصوص الجيدة تحول إلى استسهال من قبل شركات الإنتاج، من دون مراجعة أو تعديلات. إضافة إلى ذلك، يبدو أن استسهالا آخر بدا أسلوبًا، عند بعض المخرجين في طريقة المعالجة الدرامية، وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة حول الضعف في الطرح والمعالجة الدرامية، ما يُشتت الفكرة ويقلل من قدرة استغلال مواهب التمثيل لدى بعض الممثلين، ولو كانوا من ضمن مجموعة الصفّ الأول.
تميزت معظم المسلسلات المعروضة هذه الفترة بالعامل الاجتماعي الأقرب إلى التكرار والملل، باستثناء مسلسل "من الآخر"، نص إياد أبو الشامات وإخراج شارل شلالا، الذي يفتح للمرة الأولى نافذة على الانتفاضة الشعبية التي قامت قبل عام في لبنان، في انتظار ما ستكشفه الأحداث المتبقية من حكاية ورد (معتصم النهار) وياسمين (ريتا حايك) بعد وصول حياتهما الزوجية إلى الطلاق بسبب الخيانة.
لم يكن مسلسل "دانتيل" (كتابة إنجي القاسم وسما عبد الخالق، وإخراج المثنى صبح) الذي انتهى عرضه الإلكتروني قبل أيام، مثيراً للاهتمام بسبب ركاكة الحبكة وحلقة الحب التي تجمع بين ميرنا (سيرين عبد النور) ويوسف (محمود نصر). ورغم مشاركة الممثل السوري القدير سلوم حداد، ونقولا دانيال وسميرة بارودي في التمثيل، واجه المسلسل تكراراً واضحاً لجهة الأحداث والدوران في إطار حكاية حب لطفلين يرسم لهما القدر نهاية سعيدة بعد ثلاثين حلقة من الأحداث الهامشية لمجموعة من العلاقات العاطفية المتعثرة لشابات يعملن في مشغل للخياطة، تنتهي كلها بالزواج، وكأننا أمام حدوتة حب كلاسيكية.
رغم مشاركة الممثل السوري القدير سلوم حداد، ونقولا دانيال وسميرة بارودي في التمثيل، واجه مسلسل دانتيل تكراراً واضحاً لجهة الأحداث والدوران
وفي الانتظار مجموعة أخرى من الإنتاجات التي يبدأ عرضها الأسبوع المقبل، ومنها الجزء الثاني من "عروس بيروت". فارس (ظافر عابدين) الذي يقع في حب ثريا (كارمن بصيبص)، وما يترتب على هذه العلاقة من مشاكل بدأت في الموسم الأول بسبب تسلط والدة فارس، ليلى (تقلا شمعون) على العلاقة بين ابنها البكر، وفتاة تهوى الغناء والموسيقى، أمام فوارق طبقية واجتماعية طرحها المسلسل بالنسخة التركية "عروس إسطنبول". وحاولت الشركة المنتجة الاستفادة من ذلك، ونفذته بنسخة عربية في 70 حلقة جديدة صُورت بالكامل هذه المرة في إسطنبول بدلاً من بيروت.
على اللائحة الدرامية المتبقية، بدأ تصوير مسلسل DNA. عمل يجمع دانييلا رحمة ومعتصم النهار لصالح شركة "إيغل فيلم". كما ينتهي قريبا قصي خولي، وفاليري أبو شقرا، من تصوير مسلسل "لا حكم عليه" في 12 حلقة لصالح إحدى المنصّات، فيما لم يعلن عن التحضيرات النهائية لموسم الدراما الرمضانية 2021، لكن ذلك لا يمنع من تحضيرات قائمة حالياً بين شركات الإنتاج والكتاب والممثلين لإتمام وتقديم موسم حافل من الدراما الموسمية.