يبدو أن مسلسل "أنا"، بطولة الممثل السوري تيم حسن، واللبنانية رزان الجمّال، قد صُوّر على عجل. والواضح، أيضاً، أن قصة المسلسل لكاتبتها عبير شرارة، جاءت مُشتتة، ودخلت دهاليز النهاية المفتوحة غير المبررة، لحالة تفضيل رجل، هو زير نساء، لامرأتين؛ الأولى زوجته والثانية عشيقته.
ثمة نقاط ضعف في المسلسل تكمن بالدرجة الأولى في السيناريو والحوار الفاقد لروح الحماس والحبكة. تسيطر حكاية كرم (تيم حسن) المتزوج من أسيل (رولا بقسماطي) على الأجواء. لكن كرم زير نساء. يزدحم هاتفه المحمول برسائل المعجبات والعاشقات، ولقاءات المواعدة، غير أن كرم يكتفي بلقاء واحد يتيم مع النساء، وينهي العلاقة بخاصية "بلوك" على هاتفه ومن حياته.
يلتقي كرم بـ جودي (رزان الجمّال) مُدربة مادة الرقص في مدرسة ابنته، ويتواعدان على قصة حب مباغته في رحلة إلى الطبيعة، لكن جودي، المُستقلة عن أهلها المهاجرين، تعامل حبيبها ببرود ولا مبالاة، خوقاً من نهاية جارحة للطرفين، بعد أن تكتشف إصابتها بسرطان العظام، وترفض أخذ العلاج. هكذا، يقع كرم فريسة في يد عشيقته جودي، ويقنعها بضرورة العلاج، فيما تتأخر زوجته في اكتشاف خيانته لها، لتصل بهما الحال إلى الانفصال.
ما لا يُفهم في المسلسل، هو طبيعة الحيوات المحيطة بـ كرم من أصدقاء وصديقات. صداقات تُصورها الكاتبة أنها باردة، لكن كل ذلك ينتهي أمام قرار كرم بتحمل مسؤولية جريمة محاولة قتل قامت بها صديقته نايا (ديامان بو عبود) لعشيقها المصور.
هكذا، تفشل الكاتبة في صوغ نهاية لمتاهة علاقات الحب بين الزواج والخيانة، وتجمع بين حياة رجل خائن وصديقته الخائنة لزوجها هي أيضاً، يلتقيان صدفة، لتبدأ محاولة عزاء واحدهما للآخر، والتستّر على عدم فضح القصة أمام الناس. فيما يغامر كرم بالاعتراف لزوجته بعلاقته بحبيبته والإبقاء عليهما معًا: "بحبّك وبحبها". محاولة فاشلة بالطبع لم تقنع المشاهدين، الذين انتفضوا على نجم "الهيبة" وكالوا له الأسئلة حول كيفية قبوله بمثل هذا الدور.
حضور رزان الجمّال في "أنا" هو النقطة الإيجابية الوحيدة في الحلقات العشر. تؤدي الجمّال دورها بحرفية عالية، قائمة على خبرة جيدة لها في الدراما المصرية سابقاً؛ إذ شاركت في "إمبراطورية مين" و"سرايا عابدبن" و"ما رواء الطبيعة". حفل "أنا" بنقاط بضعف، لكن الجمال، كممثلة، تنتصر بأداء دور امرأة تتقن فن الاستقلالية، والترفع عن صغائر الحياة من خلال اختصاصها فن الرقص، ويوميات تقربنا كمشاهدين من صورة أصحاب مواهب جاهزين لرد صفعات الحياة ومواجهتها بقدرة فائقة.
يمكن القول إن تيم حسن استعجل القبول ببطولة "أنا". بطولة لم تكن لصالحه على الرغم من الحلقات المعدودة للمسلسل؛ فقد خذل جمهوره، مرة أخرى، ووقع في فخ التكرار والضعف وبناء الحبكة القصصية الغريب، فضلاً عن السيناريو الركيك في هذه المشاريع الدرامية، التي يفترض أن تحمل قيمة إضافية سهلة على الكاتب والمخرج، نظرا لعدد الحلقات أولاً، والتنفيذ ثانياً.