أخلت نيابة أمن الدولة المصرية، اليوم الأربعاء، سبيل الصحافيين مدير مكتب جريدة المصري اليوم في محافظة الإسماعيلية، هاني عبد الرحمن إسماعيل (46 عاماً)، ومراسل جريدة الوفد محمد جمعة مبارك (56 عاماً)، على ذمّة القضية رقم 1436 لسنة 2022 (حصر أمن دولة)، والمتّهمين فيها بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية، وإذاعة ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي".
وألقي القبض على المراسلين الصحافيين الشهيرين في محافظة الإسماعيلية في 21 يوليو/ تموز الماضي، بسبب نشرهما فيديوهات عبر موقع فيسبوك تكشف انتشار تجارة المخدرات داخل كرفانات (أكشاك) مؤجّرة لصالح وزارة الداخلية على الطريق الدائري بالإسماعيلية، حيث تمّ اقتيادهما إلى مقر جهاز الأمن الوطني في المحافظة، وظلّا محتجزين فيه عدّة أيام قبل عرضهما على النيابة.
ونشرت وزارة الداخلية فيديو لاعترافات (انتُزعت غالباً بطريق الإكراه) من المراسلين الصحافيين، وهما عضوان في جداول نقابة الصحافيين منذ سنوات طويلة، يزعمان فيه أنّهما تعمدا "فبركة" فيديوهات عن انتشار تجارة المخدرات في محافظة الإسماعيلية، بعد الاتفاق مع رجل أعمال يدعى وديع فانتس، المستأجر للمسرح الروماني على الطريق الدائري في المحافظة، في إطار حملة دعائية ضد الكرفانات لصالح المسرح.
وأضافا أنّ الاتفاق مع فانتس تضّمن صناعة مجموعة من الفيديوهات، التي تدّعي انتشار وتعاطي المخدرات في الأكشاك المتواجدة على الطريق الدائري، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي نظير مبلغ شهري 3 آلاف جنيه لكل منهما، ومناشدة المسؤولين في الفيديوهات باتخاذ اللازم لإزالة الأكشاك، حتّى يتسنى لرجل الأعمال استغلال المنطقة لصالحه، على ضوء استئجاره مسرحاً من المحافظة يضمّ العديد من المحال التجارية خلف الكرفانات.
وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ"العربي الجديد" إنّ عبد الرحمن وجمعة من المراسلين الصحافيين القدامى والمقرّبين من أجهزة الأمن في مدينة الإسماعيلية، وكانا يلعبان دوراً هاماً في تغطية حملاتها لا سيّما ضدّ المعارضين السياسيين، فضلاً عن تورطهما في وقائع ابتزاز متكررة لأصحاب الأعمال والأنشطة التجارية بعلم ومباركة الشرطة، خصوصاً مع امتلاكهما صفحات إلكترونية واسعة النطاق داخل المحافظة.