ظهر انقسام في الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفنانة العالمية المختصة بموسيقى "التكنو"، سماء عبد الهادي، بين دعوات إلى الإفراج عنها ومطالب بمحاسبتها.
واعتقلت عبد الهادي من قبل الشرطة الفلسطينية، يوم الأحد الماضي، عقب حفل أقامته في مقام النبي موسى بين القدس وأريحا بالضفة الغربية، تبعه غضب فلسطيني.
ولا تزال سماء معتقلة ومدد اعتقالها للمرة الثانية مساء الثلاثاء لمدة 15 يوماً.
وتتصاعد الدعوات المطالبة للسلطة الفلسطينية بالإفراج عن سماء عبد الهادي، وعدم تحميلها المسؤولية، كونها تملك تصريحاً بإقامة الحفل في المقام، إلا أن هناك مطالبات أخرى بمحاسبتها على أنها أقامت حفلاً في مكان ديني.
وطالب محمد جبالي بالإفراج على "فيسبوك": "الحرية لسما عبد الهادي والباقي يتبع. أما ادعاءات هذا من التراث العربي وهذا ليس من التراث العربي في هذا السياق، فهي أشبه بقصص (الجنّ ينطق من راديو الترانزستور) في بداية القرن العشرين. وهي ادعاءات يقوم أصحابها بنشرها من أحدث الأجهزة التي تتكلم (التكنو) وحواسيب صفر واحد صفر واحد. يعني تطبيق رفع الأذان من "آيفون" كاين من التراث العربي؟".
في حين، عبرت ربا عبد الهادي، شقيقة سماء، عن افتخارها بشقيقتها وكتبت: "هاي اختي ... دي جي عالمية وأنا بفتخر فيها. الحرية لسما #FreeSama".
وكتب رازي نابلسي: "ليش الكذب؟ ليش تشوهوا صورتنا واحنا قاعدين منشتغل مع بعض؟ ليش مكتوب في العريضة المُطالبة بإطلاق سراح سما عبد الهادي إنّه تم اعتقالها لأنه (موسيقى التكنو لا تتناسب مع الثقافة الفلسطينيّة)؟ (..) وانعمل موسيقى تكنو بـ(كراج) وفش حدا اعتقل حدا عشان نوع الموسيقى، سما لازم تروّح، بس تشوهوناش بالعالم عشان سما تروّح. تطلعوناش متخلفين عشان أوروبا تتضامن".
وتابع: "وصلوها ع الأقل حقيقيّة: سما أخذت تصريح واعتقلوها عشان كبش فداء، وحطّولها تهمة تدنيس مكان مقدّس رغم إنهم أعطوها تصريح تعمل الحفل بمكان مقدّس. واعتقلوها بتهمة مخالفة إجراءات كورونا وعملوا مهرجان فيه مئات من الناس بنفس الموقع. ياخي قولوا إنّه السلطة فاسدة وكذّابة".
مرزوق الحلبي نشر صورتين وكتب على "فيسبوك":" أرض وسما، إلى اليمين صورة من السما لمخيم اللاجئين السوريين في شمال لبنان بعد أن أتت عليه نار العنصريين اللبنانيين، إلى اليسار سما عبد الهادي إحدى أبرز المبدعات في العالم في مجالها الموسيقي، اعتقلتها شرطة رام الله في أعقاب الاحتفال في مزار ما يُسمى النبي موسى الذي تأكّد أنه تمّ هناك بتصريح رسمي من أعلى المستويات".
وتابع: "اعتقال سما لا يستر عاركم الظاهر من السما، الحرية لسما عبد الهادي والعار كل العار للذين أعطوها التصاريح واختبأوا في الجحور، العار لمجتمع منافق من أكبر لحية لأصغر لقب أكاديمي، العار لمجتمع يُنافق في الدين والسياسة والاجتماع والفرح والعيد ويُعلن ليل نهار أنه مصرّ على "الانتصار"!! ها أنتم أنتصرتم مؤقّتاً على سما. حيّاكم الله!".
كما كتب بشار مركس: " الحرية لسما عبد الهادي أولاً، وبعدها تحاوروا عراحتكم". أما هديل عزام فكتبت: "الحرية لسما عبد الهادي"، ونشرت صورة لسماء وهي ترقص على نغم الموسيقى.
وانتقدت زينب الغنيمي اعتقال سماء وعدم اعتقال من خربوا ودمروا أثاث الفندق بمقام النبي موسى، وكتبت: "يحدث في الضفة الغربية: الأمن لا يعتقل الذين خربوا ودمروا أثاث الفندق في فندق مقام النبي موسى، ولكن يعتقل سما عبد الهادي التي أقامت حفلاً في الفندق، وزارة السياحة تتراجع عن مسؤولياتها أمام الذين خربوا وكسروا الفندق، وزارة الأوقاف تتنصّل من مسؤولياتها. لا للاعتقال التعسفي. الحرية لسما عبد الهادي".
ونشرت صفحة "كيان تنظيم نسوي" منشورا توضح فيه ما تتعرض له سماء عبد الهادي، وقالت: "تتعرّض الفنانة سما عبد الهادي لهجمة شرسة بعد أن فض حشود الحفل الذي أحيته في باحة مقام النبي موسى في أريحا، بطريقة بلطجيّة. ثم اعتقلتها الشرطة الفلسطينية لتسكت غضب الجماهير".
وتابعت: "سما لم تجرم بحق أحد ولم تعتدِ على أي مكان مقدّس أو مشاعر مؤمنين من أي دين، بل أجرت حفلاً بالتنسيق والاتفاق مع وزارة السياحة الفلسطينيّة، التي تناقل الناشطون شهادات على أنها على خلاف مع وزارة الأوقاف بشأن هذا الموقع. ما ذنب سما لتدفع ثمن هذا النزاع بحريّتها وأمنها؟ إذا كان تصريح الحفل غلطة من المسؤولين فليحاسب المسؤولون".
ونشرت هويدا زعتري ما جرى، سواء بافتتاح مقام النبي موسى أو ما جرى لاحقاً من الحفل ومع ما جرى مع سماء، مشيرة إلى وجود ضرورة ماسة لإيجاد كبش فدا، لامتصاص الغضب في الشارع، وما سيشفي غليل الشارع هو خبر اعتقال منظمة الحفل "سما عبد الهادي". وعبرت عن تضامنها مع سماء ورفضت اعتقالها.
كما كتب عبد الهادي العجلة في حسابه على "تويتر": "يعني نحبس سما عبد الهادي علشان الهباش؟ لا. سما أفضل من مليون هباش. الحرية لسما عبد الهادي ولا للدولة البوليسية. وإلي بدو يعمل راجل، يتفضل ينهي الانقسام!".
في حين كتب الناشط الحقوقي، رامي عبده، على حسابه في "تويتر": "اعتقال مالكة الشركة المنظمة للحفل في مقام النبي موسى (سما عبد الهادي) لا يمكن وصفه سوى بالاعتقال التعسفي، الانتصار للرأي العام لا يجب أن يكون على حساب سيادة القانون بل بتفعيل المساءلة والمحاسبة على الجهات الرسمية التي أعطت التصريح بالدرجة الأولى لإقامة الحفل".
وأثارت مشاهد فيديو لحفلة صاخبة لفرقة فنية تدعى "بويلر روم" داخل مسجد النبي موسى ومقامه غضب الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة أية جهة رسمية فلسطينية سمحت لتلك الفرقة بانتهاك حرمة المسجد والمقام الديني، ووسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينيتين بشأن السماح للفرقة بتنظيم هذا الحفل، فيما شكلت الحكومة الفلسطينية لجنة تحقيق بما جرى.
وأظهرت مقاطع فيديو مساء السبت، قيام شبان فلسطينيين من القدس بإخراج تلك الفرقة التي كان يرقص أعضاؤها على نغمات الموسيقى داخل المسجد والمقام، وسط صراخ وإطلاق ألعاب نارية لإخراجهم.
وتبع الغضب على ما جرى أن أحرق شبان فلسطينيون (مجهولو الهوية)، مساء الأحد، أثاث غرف فندقية في مسجد النبي موسى ومقامه، بعدما اقتحموا الغرف الفندقية وحطموا الأثاث بداخلها.
اعتقال مالكة الشركة المنظمة للحفل في مقام النبي موسى "سما عبد الهادي" لا يمكن وصفه سوى بالاعتقال التعسفي، الانتصار للرأي العام لا يجب أن يكون على حساب سيادة القانون بل بتفعيل المساءلة والمحاسبة على الجهات الرسمية التي أعطت التصريح بالدرجة الأولى لاقامة الحفل.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) December 29, 2020
يعني نحبس سما عبد الهادي علشان الهباش؟ لا.
— Dr. Abdalhadi Alijlaعبد الهادي (@DrAlijla) December 28, 2020
سما أفضل من مليون هباش. الحرية لسما عبد الهادي ولا للدولة البوليسية. وإلي بدو يعمل راجل، يتفضل ينهي الانقسام!