انطلقت في مدينة نفطة التونسية، الخميس، فعاليات النسخة الخامسة لمهرجان "روحانيات" للموسيقى الصوفية تحت عنوان "حنين".
وافتتحت الفعاليات بعرض "خرجة روحانيات"، شاركت فيه 20 فرقة صوفية وفلكلورية، حيث جابت كل من الفرق الصوفية "العلوية" و"الحفوظية" و"العزوزية" و"القادرية" و"العيساوية" و"السطمبالي" و"البنقة" شوارع المدينة معيدة الفرح والانشراح للشارع، وفقاً لوكالة "الأناضول"، بعد غياب المهرجان العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا.
وبدأت الفعاليات منذ الساعة العاشرة صباحاً (بالتوقيت المحلي)، في المعلم العتيق "دار الوادي"، بمحاضرات فكرية وأكاديمية حول شعر التصوّف.
وقال مدير مهرجان "روحانيات" حسن الزرقوني، لـ"الأناضول"، إنّ "الحفل ولد كبيراً، ومن يذكر التصوف والفن الصوفي يتذكر نفطة التي كانت قبلة أولياء الله الصالحين، حيث يوجد في المدينة أكثر من 100 ولي صالح، وهو ما جعل كل مقومات النجاح متوفرة لتواصل المهرجان".
وأضاف الزرقوني: "شهدت المدينة توافد الكثيرين من مختلف أنحاء العالم ومن تونس، وحتى من الجالية اليهودية، وهو ما يدل على نجاح المهرجان وانتشاره عالمياً".
وأكد عدد من المواطنين الوافدين للمشاركة في المهرجان، لـ"الأناضول"، حاجة المدينة لمثل هذه المناسبات التي تؤمن حركة تجارية كبيرة، بشرط أن يكون التنظيم أكثر إحكاماً.
اليوم الجمعة، تستضيف "دار الوادي" مجموعة من المحاضرات العلمية الأكاديمية، ستبحث علاقة التاريخ والفلسفة والسوسيولوجيا. وعند الثالثة عصراً، تنتظم زيارة صوفية لعدد من زوايا مدينة نفطة واكتشاف جزء من المخزون التراثي اللامادي الذي اشتهرت به مدينة الكوفة الصغرى، يتبعها لقاء مع المنشد المغربي جواد الشاري في وصلات روحانية، يصاحبه فيها الشاعر منصف الوهايبي، وفقاً لما نقلته "وكالة تونس أفريقيا للأنباء" (وات).
وفي العاشرة ليلاً، يحل "الأخوة أبو شعر" من سورية ضيوفاً على المهرجان. ومنتصف الليل، يستضيف مقام سيدي مرزوق في نفطة سهرة مع "السطمبالي" وعدد من الفرق الموسيقى الصوفية التي تحاكي عادات وتقاليد المتصوفين جنوب الصحراء ومنطقة الجريد، وفقاً لـ"وات".
أما غداً السبت، فالبداية بمحاضرة لألفة يوسف في "دار الوادي"، عنوانها "أينما تولوا ثم وجه الله".
وعند السابعة مساء، يحيي المنشد المصري إيهاب يونس سهرة طربية في "دار الوادي"، وعند العاشرة ليلاً، يكون الموعد في مسرح الهواء الطلق في نفطة مع الفنان لطفي بوشناق. ومنتصف الليل، يكون ختام المهرجان في مقام الولي الصالح سيدي بوعلي السني مع "عمالقة" الفن الصوفي في العالم العربي.
شهدت تونس تنظيم أول دورة من "مهرجان الموسيقي الصوفية" في المدينة من 26 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، واستمر تنظيمه دورياً في السنوات التالية، إلا أن فعالياته ألغيت العام الماضي بسبب الجائحة.