سجل العديد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي حضورهم الكبير في المنافسة مع وسائل الإعلام التقليدية، في أول انتخابات لمجلس الشورى القطري، والتي ستجرى في الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وفي الوقت الذي بدأت فيه تغزو يافطات المرشحين شوارع المدن القطرية للإعلان عن أنفسهم وبرامجهم الانتخابية، بعد أيام من بدء الدعاية الانتخابية التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال الكثير من المرشحين يفضّلون اللجوء إلى شبكات التواصل الاجتماعي لعرض برامجهم وأفكارهم، لجذب المرشحين ونيل عضوية مجلس الشورى.
وينتشر وسم #انتخابات_مجلس_الشورى_القطري، ويصل إلى قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر" في قطر، حيث يفضّل العشرات من المرشحين نشر حملاتهم، وعرض برامجهم الانتخابية، عبر حساباتهم على "تويتر" و"إنستغرام" و"فيسبوك"، باستخدام وسم الانتخابات.
وتخوض الصحف القطرية منافسة حامية مع مشاهير "السوشيال ميديا" لإقناع المرشحين الذين يخوضون هذه التجربة للمرة الأولى بتفضيل الإعلان لديها وعلى مواقعها الإلكترونية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فقدمت عروضاً وباقات جذبت نحو 30 في المائة من المرشحين. تضمنت هذه العروض نشر الأخبار والتغطيات الصحافية والإعلانات وإنتاج الفيديوهات للمرشح، إضافةً إلى توفير التصوير الفوتوغرافي وإدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، كما الإشراف على مطبوعاته وتوزيعها مع الصحيفة الورقية، ونشر المحتوى الترويجي في نسختي الصحيفة الورقية والإلكترونية ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل مبالغ تتراوح بين 150 ألفاً إلى 500 ألف ريال (40 ألفاً إلى 137 ألف دولار) طوال أكثر من أسبوعين، هي مدة الحملة الانتخابية للمرشح.
وقال أحد مرشحي الدوائر الانتخابية، سابقاً، لـ"العربي الجديد"، إنه أنشأ مجموعة على تطبيق "واتساب"، ضمّ إليها جميع قاعدته الانتخابية، وهو على تواصل معهم على مدار الساعة. ويقول مسؤول إعلانات في إحدى الصحف المحلية، لـ "العربي الجديد"، إنّ عروض وباقات الصحف أقل تكلفة بكثير من الإعلانات لدى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، فتكلفة نشر الإعلان الواحد "من دون باقة"، في الصحيفة الورقية وعلى موقعها الإلكتروني، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لا تزيد عن 7 آلاف ريال (1900 دولار تقريباً)، بينما التغريدة الواحدة من حساب أحد مشاهير مواقع التواصل تزيد عن 25 ألف ريال (6850 دولاراً)، مضيفاً أنّ "تغريدة أحد المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي تصل فعلاً إلى مئات الآلاف من متابعيهم، لكن السؤال كم شخصاً من هؤلاء في دائرته الانتخابية؟ وكم شخصاً يمكنه التصويت له؟".
وتقدّر أعداد المرشحين الذين لجأوا إلى مشاهير مواقع التواصل بنحو 40 في المائة تقريباً من المرشحين البالغ عددهم 284 مرشحاً يتنافسون على 30 مقعداً، وتراوحت أسعارهم، وفق تغريدة لأحد الناشطين، ما بين 7000 آلاف ريال (1900 دولار) إلى 55000 ريال (15 ألف دولار)، سعر الباقة التي تتضمن نشر البرنامج الانتخابي للمرشح على حساباته الشخصية أو إعادة التغريد بالبرنامج أو إبداء الإعجاب به.
ولا توجد إحصاءات رسمية موثقة عن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في قطر، إلا أنّه من المتوقع أنّ أكثر من 50 في المائة من السكان لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. ويحتل "سناب شات" موقع الصدارة في أوساط الشباب، إذ إنّ 80 في المائة تقريباً لديهم حسابات ويتابعون حسابات المشاهير. وسبق أن لجأت شركات كبيرة في قطر إلى مشاهير "السوشيال ميديا" للترويج لمنتجاتها، ومن ضمنها شركة "أوريدو" التي أنتجت سابقاً فيديو إعلانياً يظهر فيه عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في قطر للترويج لمنتجاتها ولشبكتها الهاتفية.
وتحظر قواعد انتخابات مجلس الشورى القطري على المرشحين تلقي دعم مالي من الخارج، وفي حال حصولهم على مثل هذا الدعم، يواجهون عقوبة السجن لمدة 5 سنوات. ويخضع المرشحون لسقف في الإنفاق على حملاتهم الانتخابية يبلغ مليوني ريال (حوالي 540 ألف دولار). وتنتهي مرحلة الدعاية الانتخابية في الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث يبدأ يوم الصمت الانتخابي، على أن يدلي الناخبون بأصواتهم في اليوم التالي.