استمع إلى الملخص
- كشف موقع ذا إنترسبت عن ثغرة أمنية تسمح بمراقبة البيانات الوصفية لمستخدمي واتساب، مما يضر بالخصوصية، بينما يؤكد فوربس أن التشفير يحمي المحتوى لكن ليس البيانات الوصفية.
- تطبيقات مثل سيغنال توفر حماية أفضل للخصوصية بعدم جمع البيانات الوصفية، مع إمكانية اتخاذ تدابير للحماية من تحليل هذه البيانات، مثل تغيير عنوان الأي بي.
انتشرت الأسبوع الماضي تحذيرات لمستخدمي واتساب من مشاكل أمنية تجعله معرّضاً للاختراق. وتزامن ذلك مع هجوم الملياردير الأميركي إيلون ماسك متهماً التطبيق المملوك من شركة ميتا بسرقة بيانات مستخدميه. لكن ما هي صحة هذه الادعاءات؟ وهل من الأفضل الانتقال إلى تطبيق مراسلة ذي معايير أمنية أعلى مثل تليغرام أو سيغنال؟
وكان موقع ذا إنترسبت الأميركي قد كشف، الأربعاء، أن ثغرة أمنية لم يتم الكشف عنها في تطبيق واتساب تسمح للحكومات بمراقبة البيانات الوصفية (Metadata) وتحليلها، ممّا قد يضر بالخصوصية. وعقب ذلك، كتب إيلون ماسك، السبت الماضي، عبر حسابه على منصة إكس: "يقوم واتساب بتصدير بيانات المستخدم الخاصة بك كل ليلة"، مضيفاً: "لا يزال بعض الناس يعتقدون أنه تطبيق آمن". كما شارك منشوراً ضمّ مقطع فيديو من مقابلة يتحدث فيها الضيف أن التطبيق يفتح ميكروفونات هواتف المستخدمين ويجمع البيانات من أجل استخدامها في أغراض تجارية ودعائية.
وبحسب موقع فوربس، فإنّ التشفير الذي يحمي مليارات الرسائل والمكالمات التي تتم عبر التطبيق لم يتعرض للاختراق، لكنه يلفت إلى وجود مشكلة كامنة في واتساب: "صحيح أن المحادثات مشفرة، ولكن البيانات الوصفية (Metadata)، مثل مَن تواصل مع مَن ومتى؟ ومن أين بعثت الرسائل؟ تظلّ غير مشفرة، ويمكن التقاطها وتخزينها من قبل النظام الأساسي. كما أنه يمكن مراقبتها على مستوى الشبكة من قبل الحكومات أو شركات الاتصالات التي تملك حق الوصول إليها".
ويقوم واتساب بجمع بيانات معينة بشكل علني منصوص عليه في سياسة الخصوصية التي يوافق عليها المستخدم قبل البدء باستخدام التطبيق، إلا أن المخاوف تنشأ عندما يتم تحليل هذه البيانات من قبل جهات أخرى، خاصة من قبل الوكالات الحكومية. وفي حين قد يبدو جمع كمية هائلة من البيانات الوصفية غير مجدٍ للوهلة الأولى، إلّا أنه في عالم أجهزة المخابرات تساعد هذه البيانات في البحث عن أنماط معينة وتحليلها، ممّا قد يؤدي إلى تجاوز التشفير والمساس بخصوصية المستخدم.
بياناتك في واتساب محمية؟
في حال تلقّي واتساب طلباً من وكالة استخبارات، فإنّه يمكن أن يجمع البيانات الوصفية الخاصة بالمستخدم وتقديمها للحكومة. وبحسب جيك مور، من شركة إي إس إي تي المتخصصة في الأمن الإلكتروني، فإن هناك تزايداً في "الضغوط التي تمارسها الحكومات في جميع أنحاء العالم للحصول على مزيد من بيانات مستخدمي واتساب"، لكنّه يؤكد أن "محتوى الرسائل يظل خاصاً". بدوره، أكّد موقع فوربس عدم وجود أي دليل على تعرّض محتوى الرسائل في واتساب للاختراق، منبها إلى أن الخطر على المستخدمين يكمن في كيفية جمع البيانات الوصفية وتحليلها.
على عكس واتساب، فإن تطبيقات أخرى للمراسلة، مثل سيغنال، لا تقوم بجمع البيانات الوصفية من الأساس، وبالتالي يمنح ذلك حماية أفضل للمستخدمين الذين يملكون مخاوف مرتبطة بالخصوصية، بحسب "فوربس". لكن يمكن أيضاً للمستخدمين اتخاذ تدابير للحماية من تحليل هذه البيانات، عبر تغيير عنوان الأي بي وتجنب الانضمام إلى المجموعات التي تضم عدداً كبيراً من المشاركين.