خرج وزير التربية والتعليم والإعلام اللبناني بالوكالة، عباس الحلبي، بتصريحٍ يسير فيه على خطى سلفه "المستقيل"، جورج قرداحي، بدعوته وسائل الإعلام إلى "الوعي بدقة المرحلة وخطورتها وطريقة مقاربة الأخبار".
ودعا الحلبي، اليوم الثلاثاء، عند تسلمه منصبه من قرداحي في وزارة الإعلام، "الوسائل الإعلامية بكل مسمياتها إلى أن تسهم في تعميم الإيجابيات من دون إغفال السلبيات ولكن بمقاربتها بروح المسؤولية وليس بغية الإثارة والإساءة وأن ترفع من مستوى التخاطب السياسي وخصوصاً أننا على عتبة دخول موسم الانتخابات".
ونبّه وزير الإعلام بالوكالة إلى "خطورة إعلاء خطاب الكراهية على حساب المحبة، والسجال العقيم على حساب خطاب الحوار البناء، والاشتباك اللفظي والسباب عوض الكلمة الطيبة السواء، ومقاربة المواضيع الاجتماعية بروح المعالجة العلمية وليس السوقية بعيداً عن الابتذال".
وقال الحلبي وفق ما نقلت عنه "الوكالة الوطنية للإعلام" إن "لبنان يستحق منّا الكثير من التضحيات لذا أتوجه إلى وسائل الإعلام التي أفخر بها لكي تقوم بحماية الحرية المسؤولة عبر إشراف ذاتي وحرص وطني على التوازن بين الإيجابيات والإبداعات من جهة، وعلى لغة التخاطب بين المكونات اللبنانية في هذه الظروف الدقيقة ومقاربة المواضيع المتصلة بعلاقاتنا الخارجية خصوصاً مع الأخوة العرب بروح المسؤولية الوطنية البعيدة من الاستفزاز والعصبية وبتعزيز قنوات التواصل مع عمقنا العربي".
كما أعلن الحلبي أنه سيسعى إلى تطوير قانون الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ولا سيما الرقمي.
من جهته، أعرب قرداحي عن حزنه لأنه يترك واجباته تجاه الإعلاميين وشدد في المقابل على أنه يترك الوزارة بين أيدٍ أمينة، وأكد أنه قال للحلبي إن "وزارة الإعلام من أهم الوزارات في لبنان ويجب أن تكون ضابطة للإيقاع الإعلامي في البلد لذلك هي بحاجة لبعض العناية الإضافية".
ولم تتفق القوى السياسية في لبنان بعد على اسم جديد لتولي وزارة الإعلام في وقتٍ أكد رئيس "تيار المردة"، سليمان فرنجية، أنه لن يسمّي بديلاً لقرداحي مع الإشارة إلى أن هذه الوزارة تعدّ من حصة فرنجية في حكومة الرئيس، نجيب ميقاتي.
وقدّم قرداحي استقالته من الحكومة يوم الجمعة بعد 38 يوماً عقب الأزمة التي أحدثتها تصريحاته حول حرب اليمن والتي دفعت وزارة الخارجية السعودية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى استدعاء سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة، فوزي كبارة، لتسليمه مذكرة الاحتجاج الرسمية، قبل أن تقرر في 29 أكتوبر/تشرين الأول مغادرة سفيرها في لبنان ووقف كافة الصادرات اللبنانية إلى أراضيها وينضم إليها في إجراءاتها عدد من الدول الخليجية.
وسبق أن أثار قرداحي جدلاً كبيراً بسبب تصريحاته ليس فقط على الصعيد السياسي وربطاً مع السعودية بل لاستهدافه الحريات الإعلامية ومحاولته لعب دور الوصي على وسائل الإعلام عبر "تمنيات" أقرب إلى الإملاءات بتحديد المحتوى الإعلامي والضيوف الذين على القنوات التلفزيونية استضافتهم، حفاظاً على صورة الحكومة حديثة الولادة حتى لو كلف ذلك التعتيم على الخلافات وعلى الصورة الحقيقية الواقعية ومعاناة الناس اليومية.
هذا ويدعو تجمّع نقابة الصحافة البديلة باستمرار لإلغاء وزارة الإعلام أسوة بالبلدان الديمقراطية التي تحترم حرية التعبير.