توفّي اليوم الفنان المصري هادي الجيار (71 سنة) بعد معاناة مع فيروس كورونا، فاقمها أن لديه تاريخاً مرضياً مع ضيق التنفس، إلى جانب عملية قلب مفتوح أجراها سابقاً، ما أدى في النهاية الى انتصار الفيروس.
تخرّج الجيار بتقدير امتياز من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان من المفترض أن يشارك في أول عمل تلفزيوني مع الفنان عادل إمام والمخرج محمد فاضل. لكن لم يتم الأمر، ليعرض عليه إمام العمل مع فرقة "المتحدين" في العرض المسرحي "مدرسة المشاغبين" التي كتبها علي سالم، وأخرجها جلال الشرقاوي.
وافق الجيار وسط انتقادات من أصدقائه وزملاء دراسته، ذلك لأن فرقة "المتحدين" كانت معروفة باللون الكوميدي، في الوقت الذي كان يتسم فيه هادي الجيار بين زملائه بالجدية، فنصحوه بالعمل في المسارح الأخرى مثل "القومي" أو "مسرح الحكيم"، لكنه تحدى هذه الانتقادات، وقدّم شخصية "لطفي" في "مدرسة المشاغبين".
ووسط الكم الهائل من الإفيهات الكوميدية التي كان يطلقها الفنانون المشاركون في "مدرسة المشاغبين"، وجد نفسه حائراً لا يستطيع الاندماج، فقدّم استقالته، ولكن الفنان عبد المنعم مدبولي أقنعه بالعدول عنها، ونصحه بأن التمثيل "فن عمل اللا ممكن وتحدي المستحيل" فعاد إلى زملائه وحقق نجاحاً كبيراً، وكان يحصل على أجر شهري 15 جنيهاً مصرياً.
ولذا يمكن اعتبار مسرحية "مدرسة المشاغبين" مفصلاً هاماً في مسيرة الفنان الراحل، رسخت اسمه بين مجايليه من الفنانين.
قدّم الجيار أيضاً عدداً من المسرحيات الأخرى مثل "أولادنا في لندن"، "القاهرة في ألف عام"، "السفيرة عزيزة"، وبعدها دخل عالم التلفزيون ومن أشهر مسلسلاته "العصيان"، و"السيرة الهلالية"، و"الملك فاروق"، و"أدهم الشرقاوي"، و"كفر دلهاب"، وغيرها.
أما سينمائياً، فشارك في أفلام عديدة بدأها في عقد السبعينات من خلال أفلام "لمن تشرق الشمس"، و"شلة المشاغبين"، و"بائعة الحب"، و"عذراء ولكن"، وفي الثمانينات أفلام "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، "رحلة المشاغبين"، "انتهى التحقيق"، وقدم في التسعينات والألفية الجديدة أفلام "جيل آخر زمن"، "كل شيء قبل أن ينتهي العمر"، "رحلة المشاغبين"، و "من أطلق هذه الرصاصة؟".
وكان آخر ظهور فني للفنان هادي الجيار في مسلسل "شديد الخطورة" الذي عرض مؤخراً على إحدى المنصات الالكترونية، وهو من بطولة أحمد العوضي، وشارك قبله في مسلسل "ولد الغلابة"، بطولة أحمد السقا، وتألق الجيار في العمل بدور الشر مجسداً شخصية "عزت" وهو تاجر مخدرات ومتزوج من فتاة صغيرة يجبرها على العيش معه دون رغبتها.
أما سينمائياً فكان الظهور الأخير له من خلال فيلم "صابر غوغل" الذي ظهر فيه بمشهد واحد فقط وذلك نظراً لصداقته مع مخرج الفيلم محمد حمدي.