لا يزال قطاع الموسيقى في المملكة المتحدة عدائيا إزاء المبتكرين والمحترفين من السود، وفقاً لتقرير سلط الضوء على آثار العنصرية المنهجية على الصحة الذهنية والفجوة العرقية في الأجور التي تؤثر بشكل غير متناسب على النساء من ذوات البشرة السوداء.
الدراسة الأولى التي أعدتها مبادرة "الحيوات السوداء في الموسيقى" Black Lives in Music، الصادرة اليوم الأربعاء، وجدت أنّ 63% من مبتكري الموسيقى من السود واجهوا عنصرية مباشرة أو غير مباشرة، بما فيها الإهانات اللفظية الصريحة أو المعاملة المختلفة بسبب عرقهم أو إثنيتهم، و67% شهدوا على مثل هذا السلوك. 71% من السود في مجال الموسيقى تعرضوا لحالات من التمييز غير المباشر، و73% شهدوا على هكذا تجارب.
وقال مشاركون في الدراسة، لم تكشف أسماؤهم، إنهم طلبوا مراراً من زملاء لهم التوقف عن استخدام كلمة "نيغرو" (زنجي)، أو التوقف عن إلقاء نكات حول لون البشرة أو أفريقيا، أو الكف عن التساؤل المستمر بشأن بلدانهم الأم.
ارتفعت هذه الأرقام بين الموسيقيين المحترفين من السود، إذ تعرض 73% منهم للعنصرية المباشرة أو غير المباشرة، وعانى 80% من تمييز غير مباشر.
استطلعت الدراسة آراء 1718 من الفنانين والمبدعين والموظفين في قطاع الموسيقى في المملكة المتحدة. 64% من المشاركين من العرق الأسود والمختلط والآسيوي. 55% يقيمون في العاصمة لندن. 17% من المشاركين يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية ما.
ولفتت مبادرة "الحيوات السوداء في الموسيقى" إلى أنّ البيانات "تظهر بوضوح الحاجة إلى التغيير في قطاع الموسيقى كله، بدءاً بالتعليم المبتدئ وصولاً إلى شركات التسجيل".
بعد مقتل الأفرو-أميركي جورج فلويد على يد شرطي أميركي أبيض، أطلقت المبادرة حملة مقاطعة ليوم واحد، لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها صانعو الموسيقى والمحترفون من السود. تعهدت حينها شركات ومؤسسات بتقديم منح وتوجيهات وتبرعات خيرية، وقالت إنها ستتوقف عن استخدام مصطلح "حضري" (urban) في تصنيف الموسيقى السوداء.
لكن 8% فقط من المبدعين السود أعربوا عن شعورهم بالرضا عن الدعم الذي تلقوه.
شعر أكثر من نصف مبدعي الموسيقى من السود، و45% من المحترفين أنّ مساهماتهم في صناعة الموسيقى لم يُعترف بها. قال أحد مغني الأوبرا إنه وآخرين صنعوا حياتهم المهنية في الموسيقى الكلاسيكية في الخارج، بسبب "الدعم القليل للفنانين الملونين" في المملكة المتحدة.
وجد التقرير أنّ 31% من مبتكري الموسيقى من السود يعتقدون أنّ صحتهم العقلية ساءت منذ بدء مسيرتهم، وارتفعت النسبة إلى 42% بين النساء من العرق الأسود الذين شعرت الكثيرات منهن بضغط أكبر لتغيير الاسم والمظهر وأسلوب الموسيقى.
من بين المتخصصين في صناعة الموسيقى من الذكور السود، قال 29% إنّ صحتهم الذهنية تدهورت منذ بدء حياتهم المهنية، مقارنة بـ39% من النساء.
سلط المبدعون البيض الذين ردوا على الاستطلاع الضوء أيضاً على قضية الصحة الذهنية، مما يشير إلى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات على مستوى القطاع بشأن هذه المشكلة.