يتنقل فلسطينيو غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من مكان إلى آخر، والهدف الأول هو إيجاد أماكن آمنة هرباً من القصف والعمليات العسكرية التي خلّفت تدميراً لا يمكن وصفه في كل أنواع المنشآت. وقبل مايو/ أيار الماضي، كانت رفح، أقصى جنوبي القطاع، المدينة الرئيسية للمهجرين، ثم تراجعت إسرائيل عن إعلانها منطقة آمنة، ودمرتها، فغادرها الفلسطينيون، وتقلصت مساحات المناطق الجديدة لنزوحهم، علماً أن مساحة غزة صغيرة جداً في الأصل. وفي ظل التدمير الكبير، يوجد فلسطينيون كثيرون في العراء، وبعضهم في مناطق قريبة من شواطئ غزة يفترض أنها تضم مساحات فارغة، وأيضاً في مساحات مكتظة، ومن بينها مقابر الأموات، ويواجهون تهديدات الإصابة بأمراض مختلفة. وأخيراً، أعلن مفوض وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن "14% فقط من مناطق قطاع غزة في الوقت الحالي ليست تحت أوامر الإخلاء"، وطالب بـ"وقف إطلاق النار الآن، فأهل غزّة ليسوا كرات أو قطع شطرنج يجرى التلاعب بها، بل بشر". ويقول النازح إبراهيم الأطرش لـ"العربي الجديد": "الاحتلال يحوّل المناطق الآمنة إلى قطع من العذاب، وكلما حشرنا فيها، أذاقنا عذاباً أكبر مع الحرمان من الطعام والغذاء، أصبحنا نفتقر إلى أي أمل في أي شيء، نتوقع الموت في أي لحظة، ونعيش في منطقة أشبه بسجن في الصحراء".
(العربي الجديد)