في مثل هذا اليوم، 13 مارس/ آذار عام 1941، وُلد الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي كان ولا يزال - بعد رحيله منذ 13 عاماً - أحد أكثر الأصوات الشعرية تمثيلاً لقضية بلده وما تعرّض إليه شعبه من مظالم، وقد لُقّب بـ"شاعر فلسطين" و"شاعر الجرح الفلسطيني".
عاش صاحب "عاشق من فلسطين" تجربة متشظّية مع المكان، فقد وُلد في قرية البروة في الجليل قرب ساحل عكا، ثم جاءت "النكبة" فانتقل مع عائلته إلى لبنان ليعود إلى فلسطين بعد ذلك بسنتين وشاهد الدمار الذي حلّ بمسقط رأسه. لاحقاً، انتقل إلى موسكو للدراسة، من ثمّ إلى القاهرة ومنها إلى بيروت ثم تونس وباريس فعمّان الأردنية ورام الله، وهي أماكن لم تكن مجرّد فضاءات يعبرها، بل حضرت آثارها في نصوصه.
ارتبطت قراءة صاحب "ذاكرة للنسيان" بفصول متعدّدة من المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلّة وفي الشتات، وكان شعره الأكثر تعبيراً عن أحد الفصول الدموية التي عاشها الفلسطينيون في بيروت عام 1982.
طوال مسيرته، امتزجت في شعر درويش ثيمات الحب والوطن، ومن خلالها تجسّدت في قصائده حمولة الفكر المقاوم الذي تبلور في جيله، مع إدراج بُعدٍ رمزيّ لامس به ذائقة شعرية أوسع، واعتبر كثير من النقّاد أن عنايته بجماليات نصوصه قد ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث، فلم يكتف بعدالة قضيّته لضمان وصول صوته الشعري للقرّاء.
استفاد محمود درويش أيضاً من تقاطع كلمات قصائده بالموسيقى، فوصلت نصوصه إلى جمهور أبعد من متابعي الشعر. من أشهرها: "أحنُّ إلى خبز أمي" و"في البال أغنية" (مارسيل خليفة)، و"عن إنسان" (كاميليا جبران)، و"بيروت خيمتنا" و"قيثارتان" (سميح شقير)، و"سقط القناع" (ماجدة الرومي)...
رحل في الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت 9 أغسطس/ آب 2008، بعد إجرائه لعملية قلب مفتوح دخل بعدها في غيبوبة أدّت إلى وفاته، بعد أن قرّر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته، تاركاً وراءه مؤلفات شعرية ونثرية كثيرة منها: "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، و"أثر الفراشة"، و"يوميات الحزن العادي"، و"في حضرة الغياب"، و"كزهر اللوز أو أبعد"، و"لا تعتذر عما فعلت"، و"حالة حصار"، و"لماذا تركت الحصان وحيداً".
نحتفل بذكرى ميلاده اليوم، باستعادة مقتطفات من أعماله..
هو القائل:
سَنَكْتُبْ مِنْ أَجِل ألَّا نَمُوْت، سَنَكْتُبْ مِنْ أَجِل أَحْلَامِنَا
رسم كوميك: أنس عوض