شهد هذا العام فيضانات مدمّرة في باكستان، وحرائق غابات شديدة في الولايات المتحدة، وجفاف في أوروبا والقرن الأفريقي، وغيرها من الكوارث الطبيعية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء الحالية. ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مثل هذه الأزمات أو زيادة احتمال حدوثها. في هذا الإطار، يعاني الناس في جميع أنحاء العالم من تأثير تغير المناخ، الأمر الذي يتجلى في زيادة أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الإصابات والوفيات المبكرة المتعلقة بظواهر الطقس المتطرفة، وتغير أنماط الأمراض المعدية، بالإضافة إلى اضطرابات الصحة العقلية، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
وفيما يقتل تلوث الهواء حالياً 7 ملايين شخص سنوياً، تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتسبب تغير المناخ في حدوث ما يقرب من 250 ألف حالة وفاة إضافية سنوياً بين عامي 2030 و2050 بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري (حالة حادة تنتج عن التعرض لحرارة عالية لفترة طويلة من الزمن، تتمثل أعراضها بالغثيان والقيء، ألم في الرأس، الدوار، اضطراب بصري، عرق غزير، واحمرار جلدي). لذلك، تعتبر المنظمة تغير المناخ أكبر تهديد صحي يواجه البشرية.
ويتحمّل قطاع الرعاية الصحية مسؤولية خاصة في هذا المجال، كونه مسؤولاً عن أكثر من 4 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) على مستوى العالم. في هذا الإطار، يطلق الاتحاد الدولي للمستشفيات دعوة للعمل للتصدي لتغير المناخ كجزء لا يتجزأ من تقديم الرعاية الصحية.
ومن المفارقة أن قطاع الرعاية الصحية هو أحد أكبر المساهمين في تغير المناخ، علماً أن مهمته توفير العلاج. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، يعد قطاع الرعاية الصحية مسؤولاً عن 8.5 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة. في الوقت نفسه، يعاني المرضى من الآثار الصحية الضارة لتغير المناخ كل يوم.
(العربي الجديد)