تمثل الصحافية السودانية، سهير عبد الرحيم، يوم الثلاثاء المقبل، أمام قاضي محكمة الصحافة بالخرطوم للنظر في بلاغ مقدم ضدها من المجلس العسكري الانتقالي يتهمها فيه بتشويه سمعته عبر مقال صحافي.
وكتبت عبد الرحيم المقال في السادس عشر من الشهر الماضي تحت عنوان "ماذا نكتب" وذكرت فيه أن الشعب السوداني صار ضحية أكذوبة كبرى اسمها انقلاب عسكري وأن الأهازيج والترانيم والأشعار "التي خلدنا بها جيفة متعفنة اسمها المجلس العسكري كانت محض هذيان وغيبوبة حمى الثورة".
وأكملت زاويتها اليومية بالإشارة لرئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، حينما ذكرت "قلنا هؤلاء حماة الحمى وصفقنا للبرهان طويلاً، والبعض جعل من صورته وسماً يجاور صور الشهداء الأنقياء الأطهار".
وتابعت "ولكن خاب فألهم بعد الدماء والدموع والجثث التي تكدست في ساحة الاعتصام، وأعجب الكثيرون بنائبه حميدتي حين قال إنه رفض أوامر المخلوع بتقتيل ثلث الشعب السوداني وسننتظر نتائج التحقيق لنرى المسؤول عن قتل أكثر من مئة من المعتصمين".
وأنتهت عبد الرحيم إلى القول "كاذب من يعتقد أنه أكبر وأقوى من إرادة الشعوب، هو ليس كاذباً فقط، وإنما معتوه خبل وجبان".
ودوّن المجلس العسكري بلاغاً في النيابة هو الأول من نوعه منذ تشكيل المجلس في 12 إبريل /نيسان المقبل، زعم فيه المدعي العام لوزارة الدفاع أن الكاتبة أساءت للمجلس العسكري بوصفه بـ"الجيفة المتعفنة"، وتم بعد ذلك التحري مع الصحافية قبل تحويل البلاغ لمحكمة الصحافة بالخرطوم.
وأبدت الصحافية في حديث مع "العربي الجديد" استغرابها لسرعة تحويل البلاغ للمحكمة وهو أمر، حسب تقديرها، غير معتاد في إجراءات التقاضي في السودان.
وأوضحت أن ما قام به المجلس العسكري يؤكد رغبته في إعادة عقارب الساعة للوراء بتكرار تجربة نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، في قمع الحريات الصحافية وتكسير الأقلام، مبينةً أن زاويتها اليومية بصحيفة "الانتباهة" ممنوعة من النشر دون أن تدري إن كان ذلك بقرار أصيل من رئيس التحرير أم بإيعاز من المجلس العسكري أو جهة أخرى.