الانتقادات التي كانت في كثير منها موجهة بشكل ساخر، لها أسبابها. إذ تُتهم الحكومة العراقية، ووزارة التجارة بشكل خاص، بالفساد وسرقة مفردات البطاقة التموينية، عبر صفقات استيراد وشراء. وكانت أكبر فضيحة دلّت على هذا الفساد هروب وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني، الذي دين هو وعدد من أفراد عائلته بتأسيس شركة تجارية وهمية، لها عقود بمبالغ كبيرة لتوريد مواد غذائية لحساب وزارة التجارة، وتوقيع عقود مع شركات توريد مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري بمبالغ طائلة.
وبعد إلقاء القبض عليه من قبل الإنتربول الدولي، وإعادته للعراق العام الماضي، أفرج عنه بعد صدور عفو عام أثار استغراباً كبيراً في داخل الوسطين السياسي والشعبي بالبلاد.
وشهدت البلاد منذ عام 2003 تراجعاً كبيراً في عدد المفردات الغذائية للحصة التموينية، كماً ونوعاً، فبعد أن كانت مكوّنة من 14 مفردة منها الطحين والرز والسكر والشاي والبقوليات والحليب وغيرها، منذ 1991، تقلصت الى 4 مفردات.
وكانت الحصة التموينيّة حلاً جذرياً أوجدته حكومة نظام صدام حسين على إثر فرض حصار على البلاد من قبل الأمم المتحدة؛ عقب غزو الكويت في 1991. ووفرت الحكومة عبر وزارة التجارة في حينها مفردات غذائية تكفي لسد احتياجات العائلة، وهو ما ساهم في الصمود أمام الحصار لسنوات.
وعلى الرغم من مطالبات شعبية واسعة ما بعد 2003 لتحسين مفردات الحصة التموينية، إلا أنّ الجهات الحكومية لم تتجاوب مع مطالب المواطنين. ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية إعلاناً من مجلس الوزراء يتضمن الموافقة على قيام وزارة التجارة "بإضافة خمسة كيلوغرامات من مادة الطحين (الدقيق) للعائلة الواحدة ونصف كيلوغرام من مادة العدس للفرد الواحد ضمن مفردات البطاقة التموينية لشهر رمضان المبارك لغرض توزيعها على المواطنين قبل حلول الشهر الفضيل". هكذا سخر العراقيون من التصريح، معتبرين أنّه "إهانة" لهم.
منصة "فيسبوك" التي تعتبر أكثر منصات التواصل الاجتماعي جذباً للعراقيين ما زالت منذ صدور التصريح تنشر فيها التعليقات التي تتراوح بين ساخرة وناقدة.
وتجسّد النقد اللاذع للحكومة بتعبيرات مختلفة، كان بعضها مرفقا بمقاطع فيديو ساخرة.
Facebook Post |
Facebook Post |
وأطلق ناشطون على "تويتر" وسم "#حملة_التبرع_بالعدس_للحكومة" ليصبح في الترند، رغم أنّه أقل استخداماً من "فيسبوك" في العراق.
ومن أكثر المقاطع التي انتشرت على "تويتر" و"فيسبوك"، مشهد تمثيلي جسد فيه شاب شخصية مسؤول حكومي يقبل على حي شعبي فقير، في حين ينادي له الأطفال ترحيباً بعبارة "جيب العدس جيبه" وهي العبارة الشهيرة المحورة من جملة غنائية لأغنية قدمها المطرب حسام الرسام تشجيعاً لفريق بلاده حين نافس على بطولة كأس آسيا في 2007 ونال لقبها، وكان مطلعها "جيب الكاس جيبه هات الكأس هاته". لكن الأطفال أضافوا للعبارة عبارة أخرى وهم يرددون "جيب العدس جيبه ونسوي تشريبة (نعدّ الحساء)"، وعمل المسؤول بحسب المقطع المصور على توزيع "شوربة العدس" على الأطفال.
وفي حين عبر عراقيون مغتربون عن أسفهم لكونهم لن يتمكنوا من الحصول على حصة عدس وطحين إضافية، كان كثيرون أعلنوا تبرعهم بحصصهم من هاتين المادتين لحكومة بلادهم.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|