يتوزّع رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانيون في كلّ مكان. هم الأقرب إلى الحدث، مهما كان، وأعدادهم تتجاوز 50 مليوناً، يعملون الليل والنهار من دون مرتبات ومكاتب وموازنات. أعمالهم وإنتاجاتهم لها أصداء كبيرة، وتشكل في كثير من الأحيان مصدراً للإعلام التقليدي، وتصل إلى من لا يصلهم هذا الإعلام.
يبرز دور روّاد الـ"سوشيال ميديا" الإيرانيين، لا سيما مستخدمي "تيليغرام" و"تويتر"، مع كل كارثة بيئية تحدث في البلاد، لسرعة تفاعلهم الكبير مع هذه الكوارث والأحداث، فيلعب كل واحد منهم دورَ إعلامي وصحافي ومصور وكاتب في آن واحد، وينقل المعلومات بشكل سريع، ليتبادلها الجميع في مختلف أنحاء إيران، مما يعطي لوسائل التواصل هذه ميزة وقدرة في إطلاق عمليات إغاثة شعبية لمنكوبي هذه الكوارث من جهة، وإبراز أوجه الخلل التي تعتري عملية إدارة تداعياتها من جهة أخرى.
أخيراً، برز دور مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مع الفيضانات والسيول الجارفة التي تضرب منذ أسبوع مختلف أنحائها، أثناء عطل رأس السنة الإيرانية الجديدة (عيد النوروز)، وخلفت حتى الآن أكثر من 30 قتيلاً ونحو 150 جريحا، ليغرد أمين مجلس الإعلام الحكومي التابع للحكومة الإيرانية، علي رضا معزي: "التطبيقات الإعلامية وشبكات التواصل وخصوصاً تيليغرام وتويتر كانت بمثابة إعلام الأزمات، فلعبت دوراً متميزاً في عمليات الإغاثة في فيضانات محافظتي مازندران وغلستان".
وبينما الصحف الإيرانية تتعطل لأسبوعين في عيد النوروز، لا عطلة ولا إجازة لأصحاب الشبكات الاجتماعي، وكان بعض هؤلاء "الإعلاميين المتطوعين" في عداد قتلى الفيضانات حين قادهم شغفهم الكبير لعملهم إلى تصوير مشاهدها من دون أن يكترثوا للخطر المحدق بهم. ويقول معزي إنه "لولا الحظر (لكثير من هذه الوسائل) لكانت عمليات الإغاثة الأكثر تأثيرا"، داعيا الجهات الداعمة لحظر وسائل التواصل الاجتماعي في إيران إلى استخلاص العبر من هذه التجارب.
وإلى جانب دورها في إغاثة المنكوبين، لعبت هذه الوسائل وخاصة "تيليغرام" دورًا مهماً في إثارة موضوع غياب محافظ غلستان عن المشهد أثناء وقوع الفيضانات وتواجده في خارج البلاد، والذي تحول إلى موضوع ساخن في الإعلام المحلي، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى عزله من منصبه بعد عودته من السفر. ولم يشفع للمحافظ كلام وزير الداخلية إن زيارته إلى الخارج "كانت ضرورية لأسباب عائلية".
وحظرت السلطات الإيرانية في أوقات سابقة بعض مواقع التواصل والتطبيقات الشهيرة، معلّلة القرار بـ "أسباب أمنية وأخلاقية". أشهر تلك الوسائل التي طاولها الحظر هي "فيسبوك" و"تويتر" و"تيليغرام"، ما عدا تطبيقي "واتساب" و"إنستغرام" اللذين لم يشملهما الحظر بعد.
وتبين نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز "إيسبا" الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات خلال الشهر الحالي، أن 55.9 في المائة من سكان إيران البالغ عددهم 81 مليون نسمة، يستخدمون تطبيق "تيليغرام".
وبحسب نتائج استطلاع "إيسبا"، فإنّ 70.6 في المائة من الشباب الإيراني (أعمارهم بين 18 إلى 29 عاماً)، يستخدمون "تيليغرام". والإيرانيون هم أكثر مستخدمي التطبيق في العالم بنسبة 38 في المائة من إجمالي مستخدميه، ينشرون عبره يوميا قرابة 3 ملايين مادة، وعدد المرات التي يستخدمونها في اليوم الواحد يصل إلى نحو ملياري مرة، بحسب إحصائيات نشرتها سابقاً وكالات أنباء إيرانية.
اقــرأ أيضاً
وسبق أن لعب "تيليغرام" أيضاً دوراً كبيراً في مواجهة تداعيات الزلزال الكبير الذي ضرب محافظة كرمانشاه غربي إيران في 2017، حيث تحول إلى "الإعلام الرئيسي" لنقل حيثيات الزلزال لحظة بلحظة، بالنص والصوت والصورة، ما أوجد تعاطفا وتضامنا غير مسبوق في البلاد مع المنكوبين، تجسد في توافد الآلاف من المتطوعين من الأطباء والممرضين، ورجال الإنقاذ إلى المحافظة. فضلا عن دوره في استقطاب أنواع المساعات من الغذاء والدواء وأدوات المنازل، والملابس وغيرها منذ اللحظة الأولى، قدرت بآلاف الأطنان.
وأنشأت قنوات وحملات شعبية كبيرة على تطبيق "تيليغرام" في كل مدينة ومحافظة إيرانية، كانت تحث المواطنين الإيرانيين على التبرع لمنكوبي الزلزال. كما أن المتطوعين والناشطين من سكان محافظة كرمانشاه أو المتوافدين عليها، كانوا يعلنون عبر هذه الخدمة أهم احتياجات المدن والقرى المتضررة من الزلزال في المحافظة، وخاصة لتلك المناطق البعيدة الوعرة لتصلها سريعا مساعدات.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية في وقت سابق في تقرير لها عن دور "تيليغرام" في زلزال كرمانشاه، قبل حظر التطبيق، أن وسائل التواصل الاجتماعي في إيران تلعب دورًا مهمًا في التعاطي مع المراحل الثلاث لمواجهة الكوارث البيئية، قبلها وأثناءها وبعدها، عبر تفاعلها السريع مع هذه الكوارث.
فضلا عن ذلك، لعب "تيليغرام" دورا بارزا في الاحتجاجات الاقتصادية التي شهدتها إيران في يناير/كانون الثاني من عام 2018، لدرجة قالت جهات إيرانية إن هذا التطبيق هو الذي يقود الاحتجاجات. وما أثار المخاوف لدى السلطات أن قنوات تابعة للمعارضة الإيرانية في الخارج، كانت تنشر مواد للتدريب على صناعة القنابل اليدوية والمتفجرات لاستخدامها في المظاهرات، مما اضطر شركة "تيليغرام" إلى إغلاق بعض تلك القنوات، مثل "آمدنيوز" التي عادت إلى العمل تحت مسمى آخر. وكان بعض تلك القنوات يوجه المحتجين إلى الاحتشاد في ميادين وساحات محددة في المدن الإيرانية وذلك في ساعات معينة.
كما أن هذا التطبيق تحول إلى منصة للعمل التجاري لكثير من الإيرانيين والشركات التجارية في إيران، وفيما لا توجد أرقام دقيقة عن المعاملات التجارية من خلاله، إلا أنه وبحسب تقرير لوكالة "إيسنا" الإيرانية لعام 2018، فإن عدد الوظائف التجارية على "تيليغرام" يقدر بـ30 ألف وظيفة وعمل. ويضيف التقرير أن 40 بالمائة من قنوات "تيليغرام" البالغ عددها 600 ألف قناة هي "متاجر افتراضية".
إلى ذلك، تتهم السلطات الإيرانية قنوات "تيليغرام" "موجهة من الخارج" باستهداف اقتصاد البلاد ولعب دور في تراجع الريال الإيراني عبر "بث الإشاعات ونشر أخبار هادفة".
ويحتل "إنستغرام" المرتبة الثانية بعد "تيليغرام" في إيران، حيث يبلغ عدد مستخدميه 29.5 في المائة، كما أن تطبيق "واتساب" يحتل المركز الثالث بـ25.1 في المائة، وفقا لنتائج استطلاع "إيسبا". وتصل نسبة استخدام تطبيق "إنستغرام" بين الشباب الإيراني إلى 48.7 في المائة. وخلال الفترة القصيرة الأخيرة، مارست قوى محافظة والسلطة القضائية ضغوطا على الحكومة ووزارة الاتصالات لإغلاق تطبيق "إنستغرام" "لأسباب أخلاقية".
وفي ظل معارضة من الحكومة، لفت مسؤول القسم الافتراضي في الادعاء العام الإيراني، جاويد جاويدنيا في وقت سابق، إلى وجود قرار قضائي جاهز لحظر "إنستغرام"، لكنه قال إن السلطة القضائية تنتظر "إجماعا في هذا الخصوص، وحال لم يُجد الصبر سيتخذ المدعي العام القرار اللازم".
اقــرأ أيضاً
وفي هذا الصدد، وصلت الضغوط على وزير الاتصالات الإيراني، آذري جهرمي، إلى درجة رفعت فيها السلطة القضائية دعوى قضائية ضد الوزير وهددت بحرمانه من منصبه، مرجعة السبب إلى عدم اهتمامه بقرارات "فريق الحظر والمجلس الأعلى للعالم الافتراضي".
وقال جاويد جاويدنيا حول ذلك في وقت آخر، إنه إلى جانب الادعاء العام، رفع ألفان من سكان مدينة الأهواز دعاوى ضد جهرمي "بسبب انضمام بعض الشباب عبر شبكات التواصل إلى مجموعات تكفيرية نفذت الهجوم الإرهابي على القوات المسلحة (في أيلول/سبتمبر 2018)".
ومن المفارقة بمكان أنه فيما تحظر معظم وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، ما زال كبار مسؤولي الدولة، وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته ظريف، ووزراء آخرون يستخدمون بعض تلك الوسائل لمخاطبة الشعب الإيراني والعالم. كما أن قنوات تابعة لمسؤولين وناشطين من المعسكرين الإصلاحي والمحافظ على "تيليغرام"، لاتزال تعمل بشكل منتظم.
ومن جهتها، فإن وكالات الأنباء الإيرانية الرئيسية التي أغلقت قنواتها على "تيلغيرام" إثر حظره، عادت إلى تفعيلها مجدداً في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2018، وهو ما اعتبره البعض في داخل إيران تأكيدًا على فشل سياسة الحظر.
ودفع الحظر رواد شبكات التواصل ومستخدمي التطبيقات الأجنبية إلى استخدام برامج فك التشفير للوصول إليها، بما فيها المواقع التابعة لـ"المعارضة الإيرانية المتطرفة" المحظورة، ما أثار انتقادات واسعة لسياسة الحظر في أوساط إيرانية، باعتبارها السبب في اللجوء إلى هذه البرامج التي تسهل الوصول إلى تلك المواقع.
أخيراً، برز دور مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مع الفيضانات والسيول الجارفة التي تضرب منذ أسبوع مختلف أنحائها، أثناء عطل رأس السنة الإيرانية الجديدة (عيد النوروز)، وخلفت حتى الآن أكثر من 30 قتيلاً ونحو 150 جريحا، ليغرد أمين مجلس الإعلام الحكومي التابع للحكومة الإيرانية، علي رضا معزي: "التطبيقات الإعلامية وشبكات التواصل وخصوصاً تيليغرام وتويتر كانت بمثابة إعلام الأزمات، فلعبت دوراً متميزاً في عمليات الإغاثة في فيضانات محافظتي مازندران وغلستان".
وبينما الصحف الإيرانية تتعطل لأسبوعين في عيد النوروز، لا عطلة ولا إجازة لأصحاب الشبكات الاجتماعي، وكان بعض هؤلاء "الإعلاميين المتطوعين" في عداد قتلى الفيضانات حين قادهم شغفهم الكبير لعملهم إلى تصوير مشاهدها من دون أن يكترثوا للخطر المحدق بهم. ويقول معزي إنه "لولا الحظر (لكثير من هذه الوسائل) لكانت عمليات الإغاثة الأكثر تأثيرا"، داعيا الجهات الداعمة لحظر وسائل التواصل الاجتماعي في إيران إلى استخلاص العبر من هذه التجارب.
وإلى جانب دورها في إغاثة المنكوبين، لعبت هذه الوسائل وخاصة "تيليغرام" دورًا مهماً في إثارة موضوع غياب محافظ غلستان عن المشهد أثناء وقوع الفيضانات وتواجده في خارج البلاد، والذي تحول إلى موضوع ساخن في الإعلام المحلي، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى عزله من منصبه بعد عودته من السفر. ولم يشفع للمحافظ كلام وزير الداخلية إن زيارته إلى الخارج "كانت ضرورية لأسباب عائلية".
وحظرت السلطات الإيرانية في أوقات سابقة بعض مواقع التواصل والتطبيقات الشهيرة، معلّلة القرار بـ "أسباب أمنية وأخلاقية". أشهر تلك الوسائل التي طاولها الحظر هي "فيسبوك" و"تويتر" و"تيليغرام"، ما عدا تطبيقي "واتساب" و"إنستغرام" اللذين لم يشملهما الحظر بعد.
وتبين نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز "إيسبا" الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات خلال الشهر الحالي، أن 55.9 في المائة من سكان إيران البالغ عددهم 81 مليون نسمة، يستخدمون تطبيق "تيليغرام".
وبحسب نتائج استطلاع "إيسبا"، فإنّ 70.6 في المائة من الشباب الإيراني (أعمارهم بين 18 إلى 29 عاماً)، يستخدمون "تيليغرام". والإيرانيون هم أكثر مستخدمي التطبيق في العالم بنسبة 38 في المائة من إجمالي مستخدميه، ينشرون عبره يوميا قرابة 3 ملايين مادة، وعدد المرات التي يستخدمونها في اليوم الواحد يصل إلى نحو ملياري مرة، بحسب إحصائيات نشرتها سابقاً وكالات أنباء إيرانية.
وسبق أن لعب "تيليغرام" أيضاً دوراً كبيراً في مواجهة تداعيات الزلزال الكبير الذي ضرب محافظة كرمانشاه غربي إيران في 2017، حيث تحول إلى "الإعلام الرئيسي" لنقل حيثيات الزلزال لحظة بلحظة، بالنص والصوت والصورة، ما أوجد تعاطفا وتضامنا غير مسبوق في البلاد مع المنكوبين، تجسد في توافد الآلاف من المتطوعين من الأطباء والممرضين، ورجال الإنقاذ إلى المحافظة. فضلا عن دوره في استقطاب أنواع المساعات من الغذاء والدواء وأدوات المنازل، والملابس وغيرها منذ اللحظة الأولى، قدرت بآلاف الأطنان.
وأنشأت قنوات وحملات شعبية كبيرة على تطبيق "تيليغرام" في كل مدينة ومحافظة إيرانية، كانت تحث المواطنين الإيرانيين على التبرع لمنكوبي الزلزال. كما أن المتطوعين والناشطين من سكان محافظة كرمانشاه أو المتوافدين عليها، كانوا يعلنون عبر هذه الخدمة أهم احتياجات المدن والقرى المتضررة من الزلزال في المحافظة، وخاصة لتلك المناطق البعيدة الوعرة لتصلها سريعا مساعدات.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية في وقت سابق في تقرير لها عن دور "تيليغرام" في زلزال كرمانشاه، قبل حظر التطبيق، أن وسائل التواصل الاجتماعي في إيران تلعب دورًا مهمًا في التعاطي مع المراحل الثلاث لمواجهة الكوارث البيئية، قبلها وأثناءها وبعدها، عبر تفاعلها السريع مع هذه الكوارث.
فضلا عن ذلك، لعب "تيليغرام" دورا بارزا في الاحتجاجات الاقتصادية التي شهدتها إيران في يناير/كانون الثاني من عام 2018، لدرجة قالت جهات إيرانية إن هذا التطبيق هو الذي يقود الاحتجاجات. وما أثار المخاوف لدى السلطات أن قنوات تابعة للمعارضة الإيرانية في الخارج، كانت تنشر مواد للتدريب على صناعة القنابل اليدوية والمتفجرات لاستخدامها في المظاهرات، مما اضطر شركة "تيليغرام" إلى إغلاق بعض تلك القنوات، مثل "آمدنيوز" التي عادت إلى العمل تحت مسمى آخر. وكان بعض تلك القنوات يوجه المحتجين إلى الاحتشاد في ميادين وساحات محددة في المدن الإيرانية وذلك في ساعات معينة.
كما أن هذا التطبيق تحول إلى منصة للعمل التجاري لكثير من الإيرانيين والشركات التجارية في إيران، وفيما لا توجد أرقام دقيقة عن المعاملات التجارية من خلاله، إلا أنه وبحسب تقرير لوكالة "إيسنا" الإيرانية لعام 2018، فإن عدد الوظائف التجارية على "تيليغرام" يقدر بـ30 ألف وظيفة وعمل. ويضيف التقرير أن 40 بالمائة من قنوات "تيليغرام" البالغ عددها 600 ألف قناة هي "متاجر افتراضية".
إلى ذلك، تتهم السلطات الإيرانية قنوات "تيليغرام" "موجهة من الخارج" باستهداف اقتصاد البلاد ولعب دور في تراجع الريال الإيراني عبر "بث الإشاعات ونشر أخبار هادفة".
ويحتل "إنستغرام" المرتبة الثانية بعد "تيليغرام" في إيران، حيث يبلغ عدد مستخدميه 29.5 في المائة، كما أن تطبيق "واتساب" يحتل المركز الثالث بـ25.1 في المائة، وفقا لنتائج استطلاع "إيسبا". وتصل نسبة استخدام تطبيق "إنستغرام" بين الشباب الإيراني إلى 48.7 في المائة. وخلال الفترة القصيرة الأخيرة، مارست قوى محافظة والسلطة القضائية ضغوطا على الحكومة ووزارة الاتصالات لإغلاق تطبيق "إنستغرام" "لأسباب أخلاقية".
وفي ظل معارضة من الحكومة، لفت مسؤول القسم الافتراضي في الادعاء العام الإيراني، جاويد جاويدنيا في وقت سابق، إلى وجود قرار قضائي جاهز لحظر "إنستغرام"، لكنه قال إن السلطة القضائية تنتظر "إجماعا في هذا الخصوص، وحال لم يُجد الصبر سيتخذ المدعي العام القرار اللازم".
وفي هذا الصدد، وصلت الضغوط على وزير الاتصالات الإيراني، آذري جهرمي، إلى درجة رفعت فيها السلطة القضائية دعوى قضائية ضد الوزير وهددت بحرمانه من منصبه، مرجعة السبب إلى عدم اهتمامه بقرارات "فريق الحظر والمجلس الأعلى للعالم الافتراضي".
وقال جاويد جاويدنيا حول ذلك في وقت آخر، إنه إلى جانب الادعاء العام، رفع ألفان من سكان مدينة الأهواز دعاوى ضد جهرمي "بسبب انضمام بعض الشباب عبر شبكات التواصل إلى مجموعات تكفيرية نفذت الهجوم الإرهابي على القوات المسلحة (في أيلول/سبتمبر 2018)".
ومن المفارقة بمكان أنه فيما تحظر معظم وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، ما زال كبار مسؤولي الدولة، وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته ظريف، ووزراء آخرون يستخدمون بعض تلك الوسائل لمخاطبة الشعب الإيراني والعالم. كما أن قنوات تابعة لمسؤولين وناشطين من المعسكرين الإصلاحي والمحافظ على "تيليغرام"، لاتزال تعمل بشكل منتظم.
ومن جهتها، فإن وكالات الأنباء الإيرانية الرئيسية التي أغلقت قنواتها على "تيلغيرام" إثر حظره، عادت إلى تفعيلها مجدداً في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2018، وهو ما اعتبره البعض في داخل إيران تأكيدًا على فشل سياسة الحظر.
ودفع الحظر رواد شبكات التواصل ومستخدمي التطبيقات الأجنبية إلى استخدام برامج فك التشفير للوصول إليها، بما فيها المواقع التابعة لـ"المعارضة الإيرانية المتطرفة" المحظورة، ما أثار انتقادات واسعة لسياسة الحظر في أوساط إيرانية، باعتبارها السبب في اللجوء إلى هذه البرامج التي تسهل الوصول إلى تلك المواقع.