تجلس الفلسطينية صفاء عودة (34 عاماً)، من حي الجنينة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، أمام جهاز "تابلت"، وقد أمسكت بقلمها الضوئي لرسم لوحات فنية "كاريكاتيرية"، تحاول من خلالها عكس آمالها وطموحاتها، في واقع آمن بعيد عن الحروب والخطر.
تلك الأماني والتطلعات لم تمنع الفنانة الفلسطينية من تناول مختلف القضايا الحياتية والمعيشية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بالواقع اليومي الذي يمر به أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المُحاصر منذ 11 عاماً، إذ ترى أنه وسيلتها الوحيدة لترجمة الواقع وتحويله إلى رسوم ساخرة.
وتحاول الفنانة صفاء نفث همومها وضغوطها النفسية التي تتعرض لها خلال متابعتها لتطورات الأوضاع في قطاع غزة عبر رسوم الكاريكاتير، حيث تهرب من خلالها إلى عالمها الخاص الذي خلقته لذاتها داخل غرفتها، مستعينة بالخطوط والألوان التي تستخدمها حسب طبيعة الموضوع.
وتلجأ صفاء، وهي حاصلة على شهادتي بكالوريوس في الاقتصاد المنزلي والتعليم الأساسي من جامعة الأقصى، بالإضافة لحصولها على درجة ماجستير في علم النفس من جامعة الأزهر، إلى جهاز الرسم حين تلحظ مشكلة، أو أزمة، بينما قد تتولد أفكار أخرى لحظة شروعها في الرسم.
حكاية صفاء مع الفن بدأت عام 2009، إذ كانت عبارة عن "خربشات" للتنفيس عن الضغوطات النفسية، وعن ذلك تقول: "في ذلك الحين لم يكن الرسم من مخططاتي، ولكن مع مرور الوقت، بدأت أمارسه، ووجدت نفسي أميل إلى نوع خاص من الرسم وهو الرسم الكاريكاتيري".
(عبد الحكيم أبو رياش)
وعن سبب اختيارها الرسم الكاريكاتيري تحديداً، تبين لـ"العربي الجديد"، أنه من الفنون القوية، المعبرة، الهادفة، والمؤثرة، لما له من صدى قوي، مضيفة: "ليس من السهل لأي شخص أن يخوض هذا المجال لاحتوائه على عناصر مهمة يجب أن يتمتع بها الفنان كي يكون قادرا على توصيل الفكرة".
أما في ما يتعلق بأدوات الرسم، وبُنية الرسمة منذ الفكرة حتى إنجازها، فتقول: "هذا الرسم يحتاج إلى جهاز تابلت، حيث أقوم بالرسم من خلاله بواسطة قلم ضوئي مستعينة ببرنامج الفوتوشوب (...) أقوم بتحديد الخطوط الأولية، ومن ثم أحدد الخطوط بشكل سليم، ومتلائم، ومتناسق مع اللوحة، وبعد ذلك تأتي أهم مرحلة، وهي مرحلة التلوين والمؤثرات، والتي تلعب دوراً جمالياً في اللوحة، إذ يتم التركيز على إخراجها بشكل سليم ولافت".
وترغب الفنانة عودة من خلال فن الكاريكاتير في إيصال رسائل المجتمع الفلسطيني والعربي، مضيفة: "أرى نفسي مرآة تعكس ما يحيط بنا من مشكلات، ولكن بأسلوب ساخر يوضح آثارها والنتائج المترتبة عليها، الى جانب أنني أحمل عبء وهموم المرأة العربية بشكل عام، والفلسطينية بشكل خاص، بإلقاء الضوء على هذه الشريحة المضطهدة لدى البعض"، حسب تعبيرها.
(عبد الحكيم أبو رياش)
"من عام 2009 الى 2018 تطرقت إلى عدد من المواضيع الاجتماعية، من بطالة، فقر، فساد، زواج مبكر، عنوسة، عنف أسري، وغيرها، كما تطرقت إلى قضايا سياسية بشكل محدود"، تقول عودة، موضحةً أهمية الفن ورسوم الكاريكاتير في عكس آمال الشعوب واستقطاب نسبة كبيرة من المتابعين بمختلف مراحلهم العمرية.
وتشير إلى أنها تروج لرسوماتها عبر نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "تويتر"، و"إنستغرام"، موضحة أن ردود الفعل غالباً تكون مُرضِية، إذ تحظى بكثير من التشجيع من الأصدقاء، "هناك العديد من المشاركات لأعمالي، سواء من أفراد أو مواقع، ما يساعد في انتشار الأفكار بشكل أفضل".
وتطرقت عودة عبر رسوماتها للحديث عن مجريات مسيرة العودة الكبرى، التي شهدتها الحدود الشرقية لقطاع غزة، إذ صّورت العديد من المشاهد، كان أبرزها رسمة خاصة بطابور من الرصاصات، تكلفت كل رصاصة بقتل طفل بريء، تم تسليمها صورته لقتله، على الرغم من حالة الحزن التي رُسمت على ملامح الرصاص.
(عبد الحكيم أبو رياش)
كذلك عكست رسومها "قابض الأرواح"، وهو شبح ارتدى لباسا أسود يجر عربته، وهي عبارة عن تابوت ممتلئ بأرواح بريئة، ويظهر في اللوحة ولا زال يجر عربته، إذ إن هناك المزيد من الأرواح التي تنتظر الصعود في المركبة، في دلالة على العدد الكبير لضحايا استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة بحق المتظاهرين العُزل.
وتقول عودة إن الفن الكاريكاتيري موجود بقوة في فلسطين منذ سنوات طويلة، إذ إن رسومات الشهيد ناجي العلي، الذي صنع شخصية "حنظلة" لا زالت تطوف العالم، موضحة أن الشعب الفلسطيني مرتبط بهذا الفن، الذي استطاع من خلاله عكس الأزمات والعقبات بشكل واضح وسلس.
وتحاول الفنانة صفاء نفث همومها وضغوطها النفسية التي تتعرض لها خلال متابعتها لتطورات الأوضاع في قطاع غزة عبر رسوم الكاريكاتير، حيث تهرب من خلالها إلى عالمها الخاص الذي خلقته لذاتها داخل غرفتها، مستعينة بالخطوط والألوان التي تستخدمها حسب طبيعة الموضوع.
وتلجأ صفاء، وهي حاصلة على شهادتي بكالوريوس في الاقتصاد المنزلي والتعليم الأساسي من جامعة الأقصى، بالإضافة لحصولها على درجة ماجستير في علم النفس من جامعة الأزهر، إلى جهاز الرسم حين تلحظ مشكلة، أو أزمة، بينما قد تتولد أفكار أخرى لحظة شروعها في الرسم.
حكاية صفاء مع الفن بدأت عام 2009، إذ كانت عبارة عن "خربشات" للتنفيس عن الضغوطات النفسية، وعن ذلك تقول: "في ذلك الحين لم يكن الرسم من مخططاتي، ولكن مع مرور الوقت، بدأت أمارسه، ووجدت نفسي أميل إلى نوع خاص من الرسم وهو الرسم الكاريكاتيري".
(عبد الحكيم أبو رياش)
وعن سبب اختيارها الرسم الكاريكاتيري تحديداً، تبين لـ"العربي الجديد"، أنه من الفنون القوية، المعبرة، الهادفة، والمؤثرة، لما له من صدى قوي، مضيفة: "ليس من السهل لأي شخص أن يخوض هذا المجال لاحتوائه على عناصر مهمة يجب أن يتمتع بها الفنان كي يكون قادرا على توصيل الفكرة".
أما في ما يتعلق بأدوات الرسم، وبُنية الرسمة منذ الفكرة حتى إنجازها، فتقول: "هذا الرسم يحتاج إلى جهاز تابلت، حيث أقوم بالرسم من خلاله بواسطة قلم ضوئي مستعينة ببرنامج الفوتوشوب (...) أقوم بتحديد الخطوط الأولية، ومن ثم أحدد الخطوط بشكل سليم، ومتلائم، ومتناسق مع اللوحة، وبعد ذلك تأتي أهم مرحلة، وهي مرحلة التلوين والمؤثرات، والتي تلعب دوراً جمالياً في اللوحة، إذ يتم التركيز على إخراجها بشكل سليم ولافت".
وترغب الفنانة عودة من خلال فن الكاريكاتير في إيصال رسائل المجتمع الفلسطيني والعربي، مضيفة: "أرى نفسي مرآة تعكس ما يحيط بنا من مشكلات، ولكن بأسلوب ساخر يوضح آثارها والنتائج المترتبة عليها، الى جانب أنني أحمل عبء وهموم المرأة العربية بشكل عام، والفلسطينية بشكل خاص، بإلقاء الضوء على هذه الشريحة المضطهدة لدى البعض"، حسب تعبيرها.
(عبد الحكيم أبو رياش)
"من عام 2009 الى 2018 تطرقت إلى عدد من المواضيع الاجتماعية، من بطالة، فقر، فساد، زواج مبكر، عنوسة، عنف أسري، وغيرها، كما تطرقت إلى قضايا سياسية بشكل محدود"، تقول عودة، موضحةً أهمية الفن ورسوم الكاريكاتير في عكس آمال الشعوب واستقطاب نسبة كبيرة من المتابعين بمختلف مراحلهم العمرية.
وتشير إلى أنها تروج لرسوماتها عبر نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "تويتر"، و"إنستغرام"، موضحة أن ردود الفعل غالباً تكون مُرضِية، إذ تحظى بكثير من التشجيع من الأصدقاء، "هناك العديد من المشاركات لأعمالي، سواء من أفراد أو مواقع، ما يساعد في انتشار الأفكار بشكل أفضل".
وتطرقت عودة عبر رسوماتها للحديث عن مجريات مسيرة العودة الكبرى، التي شهدتها الحدود الشرقية لقطاع غزة، إذ صّورت العديد من المشاهد، كان أبرزها رسمة خاصة بطابور من الرصاصات، تكلفت كل رصاصة بقتل طفل بريء، تم تسليمها صورته لقتله، على الرغم من حالة الحزن التي رُسمت على ملامح الرصاص.
(عبد الحكيم أبو رياش)
كذلك عكست رسومها "قابض الأرواح"، وهو شبح ارتدى لباسا أسود يجر عربته، وهي عبارة عن تابوت ممتلئ بأرواح بريئة، ويظهر في اللوحة ولا زال يجر عربته، إذ إن هناك المزيد من الأرواح التي تنتظر الصعود في المركبة، في دلالة على العدد الكبير لضحايا استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة بحق المتظاهرين العُزل.
وتقول عودة إن الفن الكاريكاتيري موجود بقوة في فلسطين منذ سنوات طويلة، إذ إن رسومات الشهيد ناجي العلي، الذي صنع شخصية "حنظلة" لا زالت تطوف العالم، موضحة أن الشعب الفلسطيني مرتبط بهذا الفن، الذي استطاع من خلاله عكس الأزمات والعقبات بشكل واضح وسلس.