ونالت التعليقات العراقية إجماعاً كاملاً على مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بتفعيل القانون رقم 201 العراقي، القاضي بإعدام أي مواطن يثبت له علاقة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتبارها من جرائم الخيانة العظمى.
ونشرت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، تقريراً نقلاً عن مسؤولين في سلطة الاحتلال، تتحدث عن أن ثلاثة وفود مكونة من 15 شخصية عراقية، بينها شخصيات دينية بارزة، زارت الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب التقرير، فإن هذه الوفود أجرت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين رسميين في الأراضي المحتلة، وقامت بجولات في أنحاء مختلفة منها، ومن ضمنها زيارة لمتحف ضحايا المحرقة النازية "ياد فشيم"، ولقاءات مع شخصيات أكاديمية إسرائيلية ترتبط بالجاليات اليهودية من العراق التي هاجرت إلى فلسطين.
بينما نشر حساب الإسرائيلي إيدي كوهين، أسماء من قال إنهم نواب عراقيون وأشخاص من طرفهم قد زاروا إسرائيل ضمن وفود رسمية من الحكومة العراقية. وجاء في تغريدة له على "تويتر"، أنّه من الزائرين "احمد الجبوري عن نينوى، احمد الجربا عن نينوى، عبد الرحمن اللويزي عن نينوى نائب سابق، عبد الرحيم الشمري عن نينوى بالإضافة إلى خالد المفرجي عن محافظة كركوك، وعالية نصيف عن بغداد".
وأثار الإعلان ردود فعل واسعة منها إعادة إحياء الحديث عن المادة 201 من قانون العقوبات العراقي النافذ بالبلاد وهي الإعدام شنقاً حتى الموت لمن ثبت تعامله أو تعاونه مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي داخل دولة فلسطين العربية. وفي فقرة أخرى السجن مدة لا تقل عن 10 سنوات لمن أبدى تأييده لممارسات الاحتلال أو شجع عليها.
ويقول الخبير القانوني محسن ماجد، من نقابة محامي النجف جنوبي العراق، إن من محاسن مزاعم الاحتلال الإسرائيلي أن العراقيين حققوا إجماعاً وطنياً جديداً على رفض أي نوع من أنواع التواصل مع هذا الكيان المسخ.
وبيّن في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "سكان النجف وكربلاء والبصرة وميسان والقادسية وبابل سيمزقون بأسنانهم وأحذيتهم أي عراقي يشذ ويحاول أن يخون القضية العربية بل الإنسانية قبل أن تكون عربية"، وفقاً لقوله.
وأكّد أن "القانون العراقي النافذ يعتبر التطبيع بأي شكل من الأشكال خيانة وجريمة مخلّة بالشرف ويمكن أن تكون المزاعم إيجابية في إعادة تأكيده والعمل به وإشعار الادعاء العام بالعراق بتحريك أي قضية سابقة مشابهة للتحقيق بها منذ عام 2003 ولغاية الآن".
على مواقع التواصل الاجتماعي، تكثّفت التعليقات في هذا الإطار. وقال الصحافي مصطفى سعدون في صفحته على تويتر إن النواب العراقيين الذين ذكرهم كوهين في كلامه نفوا الموضوع وموقفهم أقوى.
Twitter Post
|
نجل أحد الذين ذكرت أسماؤهم بأنهم زاروا الأراضي المحتلة وهو خالد المفرجي قال في منشور له "الموضوع لا يحتاج لرد وحتى لتوضيح.. لا يمكن الرد على شيء غير رسمي لأنه سيكون غير موثوق وغير مؤكد.. مع هذا رد والدي في كل وسائل الإعلام العراقية والعربية وغداً سيطلب من رئيس مجلس النواب مذكرة لتدقيق جوازه أمام الإعلام".
وأضاف "دقق جيدًا في الأسماء التي نشرها كوهين فستجدهم متقاطعين في كل المواقف ولا يمكن أن يجتمعوا إلا في موقف واحد وهو موقفهم من الاستفتاء والانفصال الكردي، أما جميع القضايا الاخرى فهم مختلفون فيها وأبرز المختلفين والدي وعبد الرحمن اللويزي، فكيف يجتمعون على زيارة الى الكيان الصهيوني؟ ثم بماذا يفيد الكيان الصهيوني نائب مهموم يحمل هموم الناس الى اين ما حل وارتحل مثل خالد المفرجي؟ لا يجيد التلون ويحمل القدس في قلبه ويبكي من أجلها، قومي يدافع عن قومه وشعبه، كل طموحاته هو العمل لأبناء قومه ومساعدتهم على عبور المحنة.
احمد عقل سفير فلسطين لدى العراق يقول: الأنباء التي تحدثت عن زيارة مسؤولين عراقيين إلى إسرائيل غير صحيحة، ومفبركة، الهدف منها التشويش على الرأي العربي والعراقي، بأن هناك دولا عربية تريد التطبيع مع الكيان الصهيوني".
من جانبه، أشار الصحافي العراقي زياد وليد، إلى ان "هناك محاولات دائمة لمعرفة كيف ينظر الشارع (عبر فيسبوك) إلى موضوع التطبيع، كون التطبيع لا يعني زيارة مسؤولين هنا وهناك للأراضي المحتلة، فهذا حدث قديم، بل القصد هو الشعوب"، "توجد صفحات إسرائيلية وظفت عراقيين، وحتى لا نلهث ونشتغل بردود الأفعال بعد ما تنشره صفحات الصهاينة، وحتى لا يصبح التطبيع وجهة نظر لجماعة من الناس، لا بّد لنواب سائرون والفتح من العمل بشكل عاجل على تشريع قانون شامل لتجريم أي نوع من التعامل مع إسرائيل. هذه الأمور تتطلب قانوناً ولجنة متابعة تُخضع هؤلاء (مسؤولين أو مواطنين) إلى محاكمة صارمة".
Facebook Post |
وقالت لينا الموسوي: "إسرائيل تمهد للتطبيع مع العراق قبل وجوده، نشر الشائعات والتحدث عن حقائق لا وجود لها أسهل ما يمكن فعله، أطالب بدليل يحوي أسماء من تدعي وسائل إعلامهم أنهم قاموا بزيارة "إسرائيل" عتبي على السُذج من أبناء بلدي الذين يرقصون ويؤيدون أي شائعة تصدر عنهم، "إسرائيل" تمتلك قوة وهمية صدقها الكثيرون".
Twitter Post
|