يواصل فيروس كورونا الانتشار في العراق، وتستمرّ معه السلطات بفرض الإجراءات الوقائية لمنع إصابة المواطنين. بالرغم من ذلك، تجاوز العراق حاجز 16 ألف إصابة منذ بداية الأزمة، وتدخل الفرق الطبية على خط صدّها، إضافةً إلى الفرق الصحافية التي تواصل تغطياتها.
ولعلّ فئة المراسلين في المحطات الفضائية هي الأكثر عرضة للفيروس جرّاء جولاتهم الميدانية المستمرة، والتوغل في الأحياء التي ترفض التزام شروط السلامة وحظر التجول، فضلاً عن المستشفيات وردهات الحجر الصحي وغرف عزل المصابين، وهو ما سبّب إصابة أكثر من صحافي خلال الشهر الماضي. وأكدت مصادر طبية عراقية، وأخرى صحافية لـ"العربي الجديد"، إصابة أكثر من 20 صحافياً في بغداد وحدها بفيروس كورونا، نتيجة عملهم في تغطية الجائحة والتنقل بين المستشفيات والمناطق السكنية، وعُزلوا في محاجر العزل الصحي، بينهم من هم بحالة صحية سيئة، مؤكدين أن أغلب الحالات في محطتين فضائيتين محليتين وسط اتهامات من ذوي الصحافيين للمؤسسات الصحافية في العراق بعدم المبالاة في حماية العاملين لديهم أو توزيع كمامات وقفازات ومعقمات خلال تنقلهم اليومي لتغطية أحداث مختلفة. وسجل الأسبوع الماضي وفاة أحد العاملين بقناة فضائية محلية نتيجة إصابته بالفيروس.
ويقول صحافيون إنّ عملهم على نظام الإنتاجية أو ما يعرف في العراق نظام "القطعة"، يدفعهم للخروج الى تحصيل الأخبار لأنه يُدفَع لهم بحسب ما ينتجونه من أخبار بشكل شهري، وفقاً لصحافي عراقي قال إنهم مضطرون إلى العمل مثلهم مثل أي عامل في قطاعات الدولة المختلفة، لكن الجهات المختصة بالعمل الصحافي في العراق لم توفّر لهم ما كانوا يطمحون إليه، في إشارة إلى المعقمات ووسائل الحماية الأخرى.
من جهته، قال أرشد كريم، وهو محرر في محطة عراقية إن "القنوات العراقية لا تقدم لنا أي دعم إضافي أو أدوات وقاية مثل الكمامات والقفازات، ولكنها تفرض علينا شراءها وعدم الدخول إلى المقر من دونها"، مبيناً أن "المراسلين الجوالين في المدن العراقية هم الأكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بالفيروس، ولكن هناك أكثر من خمسة مراسلين في بغداد في غرف الحجر بمدينة الطب بالعاصمة العراقية، مشتبه في إصابتهم".
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، أكد نافع الموسوي، وهو صحافي وعضو نقابة الصحافيين، أن "الوباء يهدد الجميع، لكن مخاطره على الصحافيين أكثر، خصوصاً أنهم حصلوا على استثناء أمني لعبورهم من سيطرات ونقاط التفتيش في المدن العراقية لغرض أداء مهامهم وواجباتهم". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "النقابة وجهت في أكثر من بيان رسمي بشأن مراعاة شروط الوقائية وتوفير المستلزمات والمطهرات والكمامات والقفازات للعاملين، ولكن ترد إلى النقابة الكثير من شكاوى الصحافيين التي تشير إلى عدم اكتراث بعد المؤسسات الإعلامية بخطر الجائحة".
وأكمل أن "تسجيل إصابات بالفيروس بين الصحافيين، مؤشر خطير ويدل على قوى الفيروس وخطورته وتفشيه في المؤسسات الإعلامية، ولا سيما أن أغلبية الصحافيين العراقيين لا يعملون في مؤسسة واحدة، بل في عدة مؤسسات، فهم يتنقلون فيما بينها خلال اليوم الواحد، كما أن بعضهم استغل الاستثناء الأمني من منعه من التجول وصاروا يتجولون ويقضون أوقاتاً ترفيهية خلال أيام الحظر، وهو ما سبّب إصابة البعض".
وتواصل "العربي الجديد" مع محمد سعد، وهو صحافي يعمل لجريدة محلية، أصيب قبل أسبوعين بفيروس كورونا، ويعزل نفسه حالياً في بيته شرقي العاصمة بغداد، فقال إن "إصابته هددت كل العاملين في الجريدة، الأمر الذي دفع الإدارة إلى إلغاء الدوام في مبنى المؤسسة واختيار طريقة العمل عن بعد في توفير المواد الصحافية". وأشار إلى أن "الجريدة كانت قد وفرت للعاملين المطهرات والأجواء المناسبة، والتزمت شروط التباعد الاجتماعي، وقد أبعدت المحررين بعضهم عن بعض من خلال ترك المسافات الآمنة، وهو ما جنب زملائي الإصابة أو انتقال العدوى مني إليهم"، مؤكداً أنه "تماثل للشفاء وبصدد العودة مرة أخرى للعمل".
اقــرأ أيضاً
ويقول صحافيون إنّ عملهم على نظام الإنتاجية أو ما يعرف في العراق نظام "القطعة"، يدفعهم للخروج الى تحصيل الأخبار لأنه يُدفَع لهم بحسب ما ينتجونه من أخبار بشكل شهري، وفقاً لصحافي عراقي قال إنهم مضطرون إلى العمل مثلهم مثل أي عامل في قطاعات الدولة المختلفة، لكن الجهات المختصة بالعمل الصحافي في العراق لم توفّر لهم ما كانوا يطمحون إليه، في إشارة إلى المعقمات ووسائل الحماية الأخرى.
من جهته، قال أرشد كريم، وهو محرر في محطة عراقية إن "القنوات العراقية لا تقدم لنا أي دعم إضافي أو أدوات وقاية مثل الكمامات والقفازات، ولكنها تفرض علينا شراءها وعدم الدخول إلى المقر من دونها"، مبيناً أن "المراسلين الجوالين في المدن العراقية هم الأكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بالفيروس، ولكن هناك أكثر من خمسة مراسلين في بغداد في غرف الحجر بمدينة الطب بالعاصمة العراقية، مشتبه في إصابتهم".
وأكمل أن "تسجيل إصابات بالفيروس بين الصحافيين، مؤشر خطير ويدل على قوى الفيروس وخطورته وتفشيه في المؤسسات الإعلامية، ولا سيما أن أغلبية الصحافيين العراقيين لا يعملون في مؤسسة واحدة، بل في عدة مؤسسات، فهم يتنقلون فيما بينها خلال اليوم الواحد، كما أن بعضهم استغل الاستثناء الأمني من منعه من التجول وصاروا يتجولون ويقضون أوقاتاً ترفيهية خلال أيام الحظر، وهو ما سبّب إصابة البعض".
وتواصل "العربي الجديد" مع محمد سعد، وهو صحافي يعمل لجريدة محلية، أصيب قبل أسبوعين بفيروس كورونا، ويعزل نفسه حالياً في بيته شرقي العاصمة بغداد، فقال إن "إصابته هددت كل العاملين في الجريدة، الأمر الذي دفع الإدارة إلى إلغاء الدوام في مبنى المؤسسة واختيار طريقة العمل عن بعد في توفير المواد الصحافية". وأشار إلى أن "الجريدة كانت قد وفرت للعاملين المطهرات والأجواء المناسبة، والتزمت شروط التباعد الاجتماعي، وقد أبعدت المحررين بعضهم عن بعض من خلال ترك المسافات الآمنة، وهو ما جنب زملائي الإصابة أو انتقال العدوى مني إليهم"، مؤكداً أنه "تماثل للشفاء وبصدد العودة مرة أخرى للعمل".
وبالرغم من أنّ السلطات العراقية استثنت الصحافيين والمنتسبين إلى أجهزة الأمن والعاملين في القطاع الصحي والمصرفي، إلا أن "كثيراً من الصحافيين استغلوا الاستثناء وصاروا يخرجون مع عوائلهم للتنزه في بعض الحدائق، وعبور السيطرات الأمنية بل والتجول بين المحافظات"، بحسب عضو مرصد الحريات الصحافية، زيد نعمان.
وقال نعمان لـ"العربي الجديد"، إن "الوعي في العراق هو الذي يقود إلى انتهاء خطر الفيروس أو العكس، والمرض يعتمد على مدى إدراك الفرد بخطورته. لذلك، فإن الصحافيين أنفسهم يتحملون أيضاً مسؤولية إصابتهم في بعض الأحيان، ولكن هذا الأمر لا ينفي أن المؤسسات الإعلامية تتحمل المسؤولية الأكبر في توفير الأجواء النظيفة والمستلزمات الوقائية".