فصباح أمس، الاثنين، وصل فريق "الحقائق الأربع" إلى المنطقة، وفور وصوله بدأ التصوير مع أحد المواطنين حول تاريخ ما يعرف بـ"قنال الموت" بالمنطقة. وبحسب النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، فإنّه خلال عملية التصوير التحق بالمكان أب أحد ضحايا الفاجعة، وقام بالاعتداء الجسدي واللفظي على كل من الصحافيين نزار اللموشي وحذامي بجاوي "لاعتقاده أن الفريق الصحافي لن يأخذ شهادته حول الحادثة".
وقد توجه الفريق الصحافي إلى مركز الأمن القريب وطالب بحمايته لإتمام عمله. وقد رافقته فرقة أمنية مكونة من سيارتين للتصوير مع عائلات الضحايا. وذهب أعضاء الفريق إلى منزل أحد الضحايا، حيث قام بالتصوير مع عائلته. وفور وصولهم إلى منزل الضحية الثانية، وجدوا بانتظارهم عشرات المواطنين الذين بادروا بالاعتداء عليهم بالعنف ورشق سيارتهم والسيارات الأمنية المرافقة لهم بالحجارة، ما اضطرهم لمغادرة المكان.
النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين عبّرت، في بيان لها، عن أسفها لهذه الحادثة، باعتبار أن الفريق الصحافي تجنّد لخدمة أهالي الضحايا والمنطقة وعمل على تسليط الضوء على مشكلة القناة المتواصلة منذ سنوات وتسببت في كوارث عدة. ورأت أن الوضع الطبيعي يقتضي أن يكون المواطن في مثل هذه الحالات سندا للصحافي الذي ينقل صوته ويكشف المشاكل والمصاعب التي يعيشها.
وثمنت النقابة الدور الذي لعبه الأمن في حماية فريق عمل "الحقائق الأربع"، ودعت وزارة الداخلية إلى تأمين الطواقم الصحافية في المناطق التي تمثل خطرا عليهم. وجددت النقابة دعوتها للصحافيين والمؤسسات الإعلامية إلى التخطيط الجيد للمهام الخطرة نتيجة ما يشهده الوضع الاجتماعي من احتقان في أكثر من منطقة في تونس، كما دعتهم إلى التقيد بكل شروط السلامة التي يقضيها تقييم مخاطر المهمة الصحافية.
يُذكر أن عدداً من الفرق الصحافية العاملة في مؤسسات إعلامية رسمية وخاصة تعرضت لاعتداءات أثناء دخولها إلى مناطق تشهد تحركات احتجاجية.
Facebook Post |