منذ أن اشتعلت نيران الثورة في سورية، يحاول النظام السوري إخمادها من خلال وسائله الإعلامية. فبينما كانت الشوارع السورية تعج بالمتظاهرين، وتضج بصيحات المطالبين بالحرية، كانت المحطات التلفزيونية تعيش حالة إنكار تام للواقع، تصل إلى حد الفصام.
فبينما كانت أجهزة النظام الأمنية تمارس أساليبها الوحشية بقمع المظاهرات، كان الإعلام السوري يروج للعديد من الحملات التي تستنكر ما يبث على المحطات الإعلامية العربية والعالمية، التي واكبت الحدث، مثل برنامج "التضليل الإعلامي" الذي بدأ على قناة "الدنيا"، ولا يزال مستمراً حتى اليوم على قناة "سما" الفضائية، والذي اشتهر بأفكاره العجائبية، كادعائه بأن ما يبث على القنوات العربية هو مجرد مجسمات. وكذلك حملة "سورية بخير" التي حاولت فيها قنوات الإعلام الرسمي أن تثبت بأن سورية لا تعاني من أي مشكلة سياسية أو أمنية، فانتشرت الكاميرات في الشوارع والمدن الآمنة، وأجريت اللقاءات مع المؤيدين الذين أكدوا أنهم "يعيشون بأفضل حال".
وعلى الرغم من أن النظام السوري تخلى عن لغة الخطاب الإعلامي التي رافقته في السنين الأولى من الثورة، بسبب ازدياد نفوذ المعارضة على الأرض، وبسبب التدخل العسكري الروسي المعلن، إلا أن بعض صفحات "فيسبوك" الداعمة للنظام والمؤيدة له، لا تزال متمسكة بلغة الخطاب الإعلامي للنظام في مرحلته الأولى، ولاتزال بعضها تنكر حتى اليوم الواقع، وتؤكد أن "سورية بخير".
اقــرأ أيضاً
عدسة شاب سوري
عندما بدأت الأمور تتفاقم في سورية، ظهرت على "فيسبوك" صفحات يديرها الناشطون الميدانيون، والذين أخذوا على عاتقهم توثيق أحوال المدن المنكوبة. ومن بينها صفحة "عدسة شاب حمصي" التي استطاعت أن توجد داعماً بصرياً لمقولات الإعلام الذي يتبنى الثورة، وسرعان ما تبعتها صفحات مشابهة، مثل "عدسة شاب دمشقي"، ومثلها الدوماني والحلبي والرقاوي، وأغلب أسماء المدن السورية مرفقة بعبارة "عدسة شاب" تبنت شعار "جرأة في نقل الحدث"، ونشرت صوراً لمدن محاصرة ومنكوبة. وعلى غرار هذه الصفحات أنشئت صفحة مؤيدة للنظام باسم "عدسة شاب سوري"، وكانت هذه الصفحة تنشر صوراً لنفس المناطق، ولكنها تظهرها بخير، وتحاول أن تظهر جمال الطبيعة السورية أيضاً.
ليلاس وبيبرس من دمشق نعم للحب والسلام
خلال الشهر الماضي، أُنشئت صفحة على "فيسبوك" باسم "ليلاس وبيبرس من دمشق نعم للحب والسلام". وتحاول هذه الصفحة أن تؤكد أن سورية لا تزال بخير، وهي قادرة على الحب والعطاء، وتبين ذلك من خلال استعراضها لقصة حب يعيشها شاب وفتاة داخل سورية. وتنشر الصفحة، بشكل يومي، صوراً وفيديوهات للثنائي، أثناء تجوالهما في دمشق. وتظهر هذه الصور الناس وهم يشعرون بسعادة، ويتفاعلون مع الثنائي بحب، وذلك بدوره يؤكد أن "سورية ما تزال بخير".
سيلفي طرطوس
ليست صفحة "سيلفي طرطوس" مخصصة لصور "السيلفي"، بل إن المشرفين عليها ينشرون باستمرار صوراً لمناطق من محافظة طرطوس بعدستهم، مثل دوير الشيخ سعد وفجليت، مما يشير إلى أنهم يتنقلون بين هذه المناطق بسهولة، وذلك بدوره يؤكد أن سورية بخير. وتحاول الصور أن تظهر جمال الطبيعة في طرطوس والسلام فيها، رغم استعارة الصفحة لعبارة محرفة من شارة مسلسل "عناية مشددة" للتعريف عن نفسها "ويمر بي طيفها وتسكن النفوس، جميلةٌ أحبها واسمها طرطوس"، إلا أنّ المشاهد الوحشية في المسلسل التي تصل لمرحلة تصوير التمثيل بأعضاء القتلى، لا تتناسب مع محتوى الصفحة التي تبين أن "سورية جميلة وهي بخير".
سورية السياحية
تقوم صفحة "سورية السياحية" بنشر صور لمعالم أثرية من جميع أنحاء سورية، من دون الإشارة منها للأنشطة العسكرية في المناطق الموجودة فيها. وتتطابق لغة الصفحة مع الخطاب الإعلامي الرسمي للنظام. فعلى سبيل المثال، لم تقم الصفحة بالتطرق إلى سيطرة داعش على منطقة تدمر وآثارها لكنها بالمقابل نشرت صورة من الاحتفال الذي أقامه النظام السوري في تدمر، بعد أن أعاد السيطرة عليها، وأرفقت الصورة بعبارة "عودة الحياة لمسرح تدمر الأثري". لتعيد إلى الأذهان خطاب الإعلام الرسمي الذي ينكر خسائره في الميدان العسكري، ويذكر باستمرار "انتصاراته" في الأماكن التي لم يخسرها أصلاً!
الشام القديمة
تحاول صفحة "الشام القديمة" بشكل مستمر أن تبرز سحر دمشق، من خلال نشر صور لحاراتها وبيوتها والناس الذين يعيشون فيها ببساطة. ويقوم المشرف على الصفحة، بإرفاق اسم الحارة بالصورة، ويذكر أحياناً تاريخ التقاط الصورة الذي ينتمي لفترة ما بعد الثورة، ليؤكد بطريقة غير مباشرة أن "سورية ما تزال بخير، ولا تزال شوارعها وأحياؤها تنعم بالحياة".
وهناك الكثير من الصفحات التي تسمى بأسماء مدن أو أحياء سورية، ويديرها المؤيدون للنظام السوري، وتنشر هذه الصفحات صوراً للمناطق التي تحمل اسم الصفحة، لتستعرض جمالها وحالة "السلام" التي تعيش فيها، مثل صفحات "مشروع دمر"، "اللاذقية"، "حي المالكي أبو رمانة"، "ضاحية قدسيا" وغيرها الكثير. وبعض هذه الصفحات تؤكد على "السلام فيها وفي سورية ككل"، بينما البعض الآخر يشير إلى أن المنطقة وحدها آمنة، مثل صفحة "ضاحية قدسيا" التي تذكر كل فترة بمنشوراتها حالة الحصار التي تعيشها جارتها قدسيا.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من أن النظام السوري تخلى عن لغة الخطاب الإعلامي التي رافقته في السنين الأولى من الثورة، بسبب ازدياد نفوذ المعارضة على الأرض، وبسبب التدخل العسكري الروسي المعلن، إلا أن بعض صفحات "فيسبوك" الداعمة للنظام والمؤيدة له، لا تزال متمسكة بلغة الخطاب الإعلامي للنظام في مرحلته الأولى، ولاتزال بعضها تنكر حتى اليوم الواقع، وتؤكد أن "سورية بخير".
عدسة شاب سوري
عندما بدأت الأمور تتفاقم في سورية، ظهرت على "فيسبوك" صفحات يديرها الناشطون الميدانيون، والذين أخذوا على عاتقهم توثيق أحوال المدن المنكوبة. ومن بينها صفحة "عدسة شاب حمصي" التي استطاعت أن توجد داعماً بصرياً لمقولات الإعلام الذي يتبنى الثورة، وسرعان ما تبعتها صفحات مشابهة، مثل "عدسة شاب دمشقي"، ومثلها الدوماني والحلبي والرقاوي، وأغلب أسماء المدن السورية مرفقة بعبارة "عدسة شاب" تبنت شعار "جرأة في نقل الحدث"، ونشرت صوراً لمدن محاصرة ومنكوبة. وعلى غرار هذه الصفحات أنشئت صفحة مؤيدة للنظام باسم "عدسة شاب سوري"، وكانت هذه الصفحة تنشر صوراً لنفس المناطق، ولكنها تظهرها بخير، وتحاول أن تظهر جمال الطبيعة السورية أيضاً.
ليلاس وبيبرس من دمشق نعم للحب والسلام
خلال الشهر الماضي، أُنشئت صفحة على "فيسبوك" باسم "ليلاس وبيبرس من دمشق نعم للحب والسلام". وتحاول هذه الصفحة أن تؤكد أن سورية لا تزال بخير، وهي قادرة على الحب والعطاء، وتبين ذلك من خلال استعراضها لقصة حب يعيشها شاب وفتاة داخل سورية. وتنشر الصفحة، بشكل يومي، صوراً وفيديوهات للثنائي، أثناء تجوالهما في دمشق. وتظهر هذه الصور الناس وهم يشعرون بسعادة، ويتفاعلون مع الثنائي بحب، وذلك بدوره يؤكد أن "سورية ما تزال بخير".
سيلفي طرطوس
ليست صفحة "سيلفي طرطوس" مخصصة لصور "السيلفي"، بل إن المشرفين عليها ينشرون باستمرار صوراً لمناطق من محافظة طرطوس بعدستهم، مثل دوير الشيخ سعد وفجليت، مما يشير إلى أنهم يتنقلون بين هذه المناطق بسهولة، وذلك بدوره يؤكد أن سورية بخير. وتحاول الصور أن تظهر جمال الطبيعة في طرطوس والسلام فيها، رغم استعارة الصفحة لعبارة محرفة من شارة مسلسل "عناية مشددة" للتعريف عن نفسها "ويمر بي طيفها وتسكن النفوس، جميلةٌ أحبها واسمها طرطوس"، إلا أنّ المشاهد الوحشية في المسلسل التي تصل لمرحلة تصوير التمثيل بأعضاء القتلى، لا تتناسب مع محتوى الصفحة التي تبين أن "سورية جميلة وهي بخير".
سورية السياحية
تقوم صفحة "سورية السياحية" بنشر صور لمعالم أثرية من جميع أنحاء سورية، من دون الإشارة منها للأنشطة العسكرية في المناطق الموجودة فيها. وتتطابق لغة الصفحة مع الخطاب الإعلامي الرسمي للنظام. فعلى سبيل المثال، لم تقم الصفحة بالتطرق إلى سيطرة داعش على منطقة تدمر وآثارها لكنها بالمقابل نشرت صورة من الاحتفال الذي أقامه النظام السوري في تدمر، بعد أن أعاد السيطرة عليها، وأرفقت الصورة بعبارة "عودة الحياة لمسرح تدمر الأثري". لتعيد إلى الأذهان خطاب الإعلام الرسمي الذي ينكر خسائره في الميدان العسكري، ويذكر باستمرار "انتصاراته" في الأماكن التي لم يخسرها أصلاً!
الشام القديمة
تحاول صفحة "الشام القديمة" بشكل مستمر أن تبرز سحر دمشق، من خلال نشر صور لحاراتها وبيوتها والناس الذين يعيشون فيها ببساطة. ويقوم المشرف على الصفحة، بإرفاق اسم الحارة بالصورة، ويذكر أحياناً تاريخ التقاط الصورة الذي ينتمي لفترة ما بعد الثورة، ليؤكد بطريقة غير مباشرة أن "سورية ما تزال بخير، ولا تزال شوارعها وأحياؤها تنعم بالحياة".
وهناك الكثير من الصفحات التي تسمى بأسماء مدن أو أحياء سورية، ويديرها المؤيدون للنظام السوري، وتنشر هذه الصفحات صوراً للمناطق التي تحمل اسم الصفحة، لتستعرض جمالها وحالة "السلام" التي تعيش فيها، مثل صفحات "مشروع دمر"، "اللاذقية"، "حي المالكي أبو رمانة"، "ضاحية قدسيا" وغيرها الكثير. وبعض هذه الصفحات تؤكد على "السلام فيها وفي سورية ككل"، بينما البعض الآخر يشير إلى أن المنطقة وحدها آمنة، مثل صفحة "ضاحية قدسيا" التي تذكر كل فترة بمنشوراتها حالة الحصار التي تعيشها جارتها قدسيا.