وفي الوقت الذي تشير فيه بيانات الشرطة الروسية إلى مشاركة نحو 6500 شخص في الفعالية الاحتجاجية، تظهر الأرقام الصادرة عن منظمة "العداد الأبيض" المعنية بحصر أعداد المتظاهرين، إلى أن عددهم تجاوز 15 ألفاً.
ورغم أن التظاهرة كان مصرحاً بها من قبل سلطات موسكو، إلا أنها لم تخلُ من حالات توقيف المشاركين فيها، إذ أفادت منظمة "أو في دي إنفو" الحقوقية باعتقال عشرات المشاركين بتهمة "مخالفة قواعد تنظيم التظاهرات"، ولكنه كان يتم الإفراج عنهم بعد تحرير المحاضر.
وإلى جانب رفع لافتات وشعارات مطالبة بحرية الإنترنت، ردد المتظاهرون أيضاً هتافات سياسية مثل "روسيا بلا بوتين" و"روسيا ستكون حرة" وغيرهما.
ولما كان المشاركون في التظاهرة يشكلون كافة الفئات العمرية، إلا أن أغلبهم كان من الشباب، كونهم الشريحة الأكثر استخداماً للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
أناستاسيا، شابة روسية في الـ19 من عمرها، واحدة من هؤلاء، قالت لـ"العربي الجديد": "أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وبواسطته لا نعيش في روسيا فحسب، بل في العالم أجمع، ونرفض فصلنا عنه".
وبحسب منظمي الوقفة التي أطلق عليها "تظاهرة مناهضة لعزل الرونت"، فإن "السلطة البوتينية تقوم بكل ما بوسعها لاستمرار تخلفنا عن الغرب"، مشيرين إلى أن "روسيا ليست إيران أو كوريا الشمالية، بل جزء من العالم المتحضر".
وتتزامن التظاهرة مع استمرار مجلس الدوما (النواب) الروسي في مناقشة مشروع قانون عرف إعلامياً بـ"الرونت السيادي"، من شأنه "إقامة بنية تحتية مستقلة لاستمرار عمل الإنترنت في روسيا دون انقطاع في حال تعذر الاتصال بالخوادم الخارجية"، أي في حال فصل الإنترنت عن روسيا من الخارج.
إلا أن منسق مدرسة HackerU لتكنولوجيا المعلومات والأمن المعلوماتي، أليكسي غريشين، استبعد في حديث سابق لـ"العربي الجديد" إمكانية قطع روسيا عن الشبكة العالمية بسبب الخسائر المالية الفادحة التي ستتحملها جميع الأطراف في هذه الحالة، واعتبر أن الهدف النهائي من مشروع القانون هذا هو تعزيز الرقابة على استخدام الشبكة العنكبوتية.