أخلى المدعي العام الأردني، رامي الطراونة، اليوم الثلاثاء، سبيل الزميل عماد حجاج بعد أن استمع لأقواله في الشكوى المرفوعة ضده، والمتهم فيها بـ"ازدراء الأديان"، كما أخلى المحافظ لاحقاً سبيله، وقال حجاج خلال التحقيق إنه "غير مذنب".
وبحسب محامي نقابة الصحافيين الأردنيين، محمود قطيشات، ينتظر أن يقوم المدعي العام بإعداد قرار ظني ولائحة اتهام بحق حجاج تمهيداً لتحويله إلى الحكمة المختصة. وتوقع قطيشات أن تسند لحجاج تهمة إثارة النعرات الدينية والإقليمية، استناداً لقانون الجرائم الإلكترونية.
وأثار استدعاء الزميل حجاج جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما أيد ناشطون استدعاءه وطالبوا بمحاسبته عما اعتبروه إساءة للدين المسيحي، انتقد متضامنون مع حجاج الحملة التي شنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتبعها تسجيل شكوى ضده.
ورفعت الشكوى ضد رسم منشور في صحيفة "العربي الجديد"، يوم الأحد الماضي، نشرها الزميل على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" ثم عاد ليحذفها قائلاً: "شطبت اللوحة رغم عدم قناعتي، حتى لا يتم استغلالها لإثارة الخلافات".
وحسب الشكوى، اتُّهم حجاج بالإساءة إلى الدين المسيحي لتجسيده السيد المسيح مصلوباً ومتبرئاً من بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة، كيريوس ثيوفيلوس الثالث، لتورطه في بيع أملاك الكنيسة الأرثوذكسية للاحتلال الإسرائيلي.
وانقسم معارضو الرسم بين قسمين، الأول رأى في تجسيد السيد المسيح استهانة بمشاعر المسيحيين، فيما ذهب آخرون لاعتبار أن النص المرفق بالرسم على لسان السيد المسيح يمثل إساءة للدين المسيحي، مؤكدين أن الحملة على البطريرك بسبب بيع الأراضي للاحتلال تشمل عدداً كبيراً من المسيحيين الفلسطينيين الذي يعتبرون ما يفعله خيانة وتواطؤاً مع الاحتلال الإسرائيلي.
فيما ذهب آخرون لاعتبار الرسم تدخلاً مرفوضاً من قبل حجاج في قضية تورط الكنيسة الأرثوذكسية في بيع الأراضي للاحتلال، معلقين "هو غير مسؤول عن الكنيسة، أو محكم دولي لفض النزاعات".
ورأى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر، أن "الرسم يشكل نعرة طائفية، وخلق فتنة في داخل نسيج الشعب الأردني، وفي داخل أتباع الديانة المسيحية"، وتابع معلقاً "هذه الإساءة ستعرضه للقضاء والقانون".
ورغم إقدام حجاج على حذف الرسم من صفحته الشخصية، وتقديم اعتذار عن سوء الفهم الكبير لمغزى الرسم الذي قال إنه نشره "دفاعاً عن إخواني المسيحيين وتبرئة لهم من خيانة بيع أملاك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس للإسرائيليين"، لم تتوقف الحملة على الفنان.
واعتبر متضامنون مع حجاج أن استدعاءه للتحقيق يمثل اعتداء على حرية الإبداع.
وكتبت مديرة مركز العدل للمساعدة القانونية، هديل عبد العزيز: "متأكدة أن مسيحيي الأردن وفلسطين تنجرح مشاعرهم من احتمالية بيع أراضي الكنيسة في فلسطين لمستثمر يهودي أكثر بكثير من كاريكاتير حجاج".
وقال مدافعون عن الزميل حجاج إن موقف رجال الدين المسيحيين يجب أن يتوجّه ضد البطريرك ثيوفيلوس، لا أن يكون موجهاً ضد فنان يقف بفنه ضد الاحتلال. وبيّن حجاج أنه استلهم في الرسم شخصية السيد المسيح كما رسمها الفنان الفلسطيني ناجي العلي، ليعيد الناشطون على نطاق واسع إعادة نشر لوحات ناجي العلي التي جسد فيها شخصية المسيح في مواجهة العدو الصهيوني والمتآمرين معه، كشكل من أشكال دفاعهم عن حجاج. كذلك انتشرت عبارة "متضامن مع عماد حجاج" من قبل مغردين من مختلف أنحاء العالم العربي، رفضوا استخدام شماعة الدين للحد من حرية التعبير في العالم العربي.