"أنا الصحافية دعاء فريد زعرب، أصبتُ خلال جمعة الثبات والصمود، في القدم، وذلك أثناء تغطيتي مسيرة العودة الكبرى. حالتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وأثناء ذهابي للمراجعة (قبل أيام) إلى مستشفى ناصر، وجدت أن قدمي ملتهبة جداً ووضعها خطير".
هذا نصّ المناشدة التي نشرتها المصورة الصحافية المتطوعة دعاء زعرب من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي بدأت بتغطية مسيرات كسر الحصار منذ تاريخ 30 مارس/ آذار، في محاولة منها للفت الأنظار إلى قضيتها، والمساهمة في إنقاذ قدمها من البتر.
وتابعت في مناشدتها: "بعد التواصل مع التحويلات تفاجأنا بأنّ التحويلة ما زالت موجودة في العلاج بالخارج ولا يفعلون شي فأرجو من الصحافيين ومن له يد في هذه المناشدة مساعدتي والوقوف بجانبي كصحافية، أتمنى من كل شخص يسمعني أن يسرع في تحويلتي الطبية لخارج القطاع كي أتمكن من ممارسة حياتي بشكل طبيعي وأقف ع قدمي من جديد".
وتقول زعرب لـ "العربي الجديد" إنّ حكايتها بدأت بتاريخ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول لعام 2018، خلال عملها متطوعة مع شبكة نور الإخبارية، حيث أصيبت في جمعة "الثبات والصمود" بطلق ناري حي، تسبب في كسر بالعظمة الثانية، وقطع في العصب الرئيسي، والأوتار، وفتح في الرجل يقارب 12 سنتيمتراً، يوصف طبياً بـ "العميق والطويل".
وتبيّن زعرب أنها أصيبت على الرغم من عدم تشكيلها أي خطر على قوات الاحتلال، وارتدائها بزة الصحافة وحملها للكاميرا، ما يدلل على عملها الصحافي، إلى جانب وقوفها بالقرب من "شارع جكر" إلى جانب سيارات الإسعاف، ما يعني أنها بعيدة عن الخطوط الأمامية، التي تستهدف فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين العزل بشكل مباشر وقاتل.
وعن تفاصيل ما جرى بعد الإصابة تقول: "تم نقلي عبر فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني إلى النقطة الميدانية لوقف النزيف، ومن ثم نقلي إلى مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس، حيث تم تنظيف الجرح ووقف النزيف، وتجهيزي للعمليات في اليوم التالي".
وتوضح أنها بقيت في مستشفى ناصر الطبي نحو 11 يوماً، أخذت خلالها الأدوية والمسكنات، وتابعت أخذها بعد خروجها للبيت، لكنها لا تزال بحاجة إلى عملية في الخارج، والحصول على الأدوية اللازمة.
ودعت الصحافية زعرب الجميع للوقوف إلى جانبها ومساعدتها لأخذ العلاج، مضيفة: "جرحي كبير وفظيع، ويحتاج إلى عملية أعصاب في المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله، في الضفة الغربية".
وتؤكد زعرب أن العملية المطلوبة لها سقف محدد وهو ستة أشهر من تاريخ الإصابة، وبعد هذا التاريخ تصبح بلا جدوى، إلى جانب حاجتها إلى عملية تجميل تزيل آثار الجرح الغائر.
ووجهت المصورة الصحافية زعرب رسالتها إلى الجميع، وتحديداً الصحافيين الفلسطينيين، للوقوف إلى جانب الجرحى عموماً، إذ إن من حقهم الحصول على العلاج اللازم، وألا يتعرضوا للإهمال الصحي، كي يتمكنوا من مواصلة محاولاتهم في إيصال رسالتهم.
واستشهد صحافيان برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود، وأصيب أكثر من مئتين بجراح مختلفة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. واستشهد الصحافيان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين برصاص الاحتلال، رغم لبسهما بزات الصحافة المميزة لهما، وذلك خلال عملهما في تغطية الفعاليات الحدودية في القطاع المحاصر.