وروى الشاب عبد الرحمن الرواجبة، أحد الأردنيين المفرج عنهم، تفاصيل اعتقاله في مصر، وقال إنه ذهب للقاهرة بقصد تعلم السينما ثم العمل فيها، وبعد مدة وجيزة، تم القبض على زميله ثائر مطر، لتقتحم قوة أمنية منزله بعد ذلك بساعات، وتقتاده إلى جهة غير معلومة.
الشابان في ظهورهما الأول كانا حليقَي الرأس ويظهر على ملامحهما التعب والإرهاق والضغط النفسي، ولم يستطيعا الإجابة على جميع الأسئلة التي وجهها إليهما الإعلامي عامر الرجوب في برنامج "صوت المملكة"، محتفظين في بعض التفاصيل لنفسيهما. هذا بالإضافة إلى وجود ملامح اتفاق بين الأردن ومصر، بأن لا يكون هناك انفتاح في التصريحات من قبل المفرج عنهما.
وأكد الرواجبة أن الأجهزة الأمنية المصرية اقتحمت منزله ووجدت فيه الكاميرات التي سيتعلم بها الإخراج وفنون السينما، بالإضافة إلى مبلغ مالي كان قد ادخره للعيش فترة من الزمن في مصر ليتمكن من التعلم وأخذ دورات تدريبية.
وأوضح الرواجبة أنه لم يكن يعلم سبب اعتقاله، وتم اقتياده معصوب العينين إلى جهة غير معلومة، مورست عليه خلالها ضغوط جسدية ونفسية، لم يذكرها.
وأكد الرواجبة أنه تم إكراهه للظهور في فيديو الاعترافات، الذي عرضه الإعلامي عمرو أديب، ويقول فيه إنه ذهب إلى مصر تلبية لدعوة المقاول والفنان محمد علي، وتظاهر برفقة صديقه ثائر مطر ضد نظام السيسي في ميدان التحرير.
إلا أن مطر، وبعد الإفراج عنه، أكد أنه وإلى غاية لحظة اعتقاله، لم يتدخل في أي شأن سياسي بمصر، ولم يتحدث في هذه المواضيع مع أي شخص. وأوضح أن نيابة أمن الدولة وجهت لهما ثلاث تهم هي "انتماء إلى جماعة إرهابية، وتمويل جماعة إرهابية، وتسليح جماعة إرهابية".
وأكد الرواجبة أنه وصديقه مطر تعرضا لضغوط نفسية وجسدية خلال وجوده في المراكز الأمنية في مصر، وأنه شعر بالسعادة عندما تم نقله إلى السجن، لكنه رفض الخوض في التفاصيل الكاملة.
ونقل الإعلام المصري اعترافات مسجلة للأردنيين ولمعتقلين آخرين عبر برنامج عمرو أديب، على أنها اعترافات لـ "إرهابيين" يقرون بعملهم لصالح جماعة الإخوان المسلمين ويدعمون التظاهرات ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبعد الإفراج عنهما، جاء الرد سريعاً من الإعلامي المصري باسم يوسف، إذ سخر من عمرو أديب بعد توجيه مجموعة كبيرة من التهم الإرهابية ليتم الإفراج عنهما بعد ذلك. وكتب يوسف عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": عزيزي عمرو أديب. بعد "...."؛ هل حتعتذر عن عرض فيديوهات الاعتراف بتاعة الشابين الأردنيين اللي اتقبض عليهم وسجلوا اعترافات "خطيرة" بالتخطيط لعمليات إرهابية؟ وأعتقد كمان كان فيه شاب سوداني. النهاردة رجعوا بلدهم عادي جدا. مع العلم أنهم كانوا جايين مصر أم الدنيا عشان يتعلموا سينما وإعلام من بتاعك ده".
وبعد إطلاق سراح الأردنيين، انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقدم البرنامج الذي عرض اعترافات المعتقلين واتهموه بالكذب. وقال عضو مجلس النواب الأردني طارق خوري فكتب مغردا "أين حق الأردن من عمرو_أديب؟؟؟".
وبعد الهجمة الشرسة التي شنها ناشطون أردنيون ومصريون على عمرو أديب، خرج مجدداً عبر برنامجه ليبرر موقفه ويقول إن قضايا الأردنيين والآخرين من جنسيات الأخرى حول مشاركتهم بأعمال تخريب في مصر لا تزال في المحكمة وسيتم الحكم فيها بشكل رسمي، رغم الإفراج عنهم.
ونفى أديب التهم التي تم توجيهها إليه؛ بالمشاركة في نشر وفبركة فيديوهات اعتراف للمتهمين حول مشاركتهم في أعمال التخريب والتحريض على التظاهر.
وقال أديب في برنامجه "الحكاية" إن "المتآمرين على مصر حاولوا الافتراء على الإعلام والجيش من خلال الادعاء بفبركتهم لاعترافات شبان أردنيين وآخرين من جنسيات أخرى، رغم أن السلطات المصرية أخرجتهم من السجن ورحّلتهم إلى بلدانهم".
وكان الناطق باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة، قد صرح، الجمعة، قائلاً إن المواطنين الأردنيين عبدالرحمن وثائر اللذين كانا قد اعتقلا في مصر منذ عشرة أيّام، وبعد جهود حثيثة واتصالات مكثفة بذلت من قبل مركز عمليات الوزارة والسفارة الأردنية في القاهرة، والأجهزة الأمنية الأردنية، تم الإفراج عنهما.
وجاء الإفراج عن المواطنين الأردنيين عبد الرحمن حسين الرواجبة وثائر مطر، بعد نحو أسبوع من إطلاق سراح مواطن أردني ثالث كان أوقف في ميدان التحرير أثناء التظاهرات.
الموقف الذي حصل مع الشابين الأردنيين، حصل كذلك مع الشاب السوداني وليد عبد الرحمن الذي أوقف في نفس اليوم. إذ صرح فور وصوله إلى بلده أن التصريحات التي أدلى بها عن دوره المزعوم في المظاهرات قد أجبر على الاعتراف بها، مؤكدًا أنها صيغت بلهجة غير سودانية.