أحالت النيابة الإدارية المصرية، المذيعة عزة الحناوي، ومخرج ومعد برنامج "أخبار القاهرة"، بالتلفزيون المصري الحكومي، إلى المحاكمة التأديبية بمجلس الدولة بعد تحقيقات استمرت أكثر من خمسة أشهر، بتهمة إهانة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال برنامج مذاع على الهواء مباشرة.
وأكد تقرير الاتهام أن "عزة الحناوي مقدمة البرامج بقناة "القاهرة" لم تؤد العمل المنوط بها بدقة، ولم تلتزم بالإسكريبت الخاص بحلقة برنامج "أخبار القاهرة" المذاع على الهواء مباشرة وذكرت عبارات مسيئة لرئيس الدولة".
وأضاف التقرير أن "المذيعة أبدت آراء شخصية أثناء تقديمها لحلقة البرنامج، ولم تلتزم بالحيادية وخلطت بين الخبر والرأي، ولم تحترم ضيف الحلقة ودأبت على مقاطعته، وعدم منحه الفرصة للرد على ما طرحته من أسئلة، فضلًا عن إذاعتها لأخبار غير موثوق في مصادرها بالمخالفة للضوابط التي وضعتها لجنة جودة المحتوى والمهنية المنبثقة عن مجلس الأمناء".
وجاء في أوراق القضية المرسلة من المحكمة التأديبية بمجلس الدولة، أن وجيه مطاوع (57 سنة) مخرج أول بقطاع القنوات الإقليمية باتحاد الإذاعة والتلفزيون، وخالد مصطفى شكري محمد عبد الكريم (51 سنة) معد برامج أول، لم يؤديا العمل المنوط بهما بالدقة الواجبة، وخالفا أحكام القرارات واللوائح والأوامر التي تتعلق بأداء واجبات وظيفتهما.
وانتهت تحقيقات النيابة الإدارية إلى إحالة المتهمين الثلاثة للمحاكمة التأديبية وعدم إسناد أعمال برامجية على الهواء للمذيعة عزة الحناوي مع تقييم أدائها وتعزيز إدارة المتابعة بقطاع القنوات الإقليمية بعدد كافٍ من المتابعين والرقباء.
وكان رئيس مجلس الأمناء باتحاد الإذاعة والتلفزيون قد أبلغ النيابة الإدارية للتحقيق في المخالفات التي شابت حلقة برنامج "أخبار القاهرة" المذكورة.
وتضمن البلاغ أن رئيس مجلس الأمناء أصدر قرارًا بتشكيل لجنة ضمت كلا من الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، والإعلامية سناء منصور رئيس قطاع القنوات الفضائية الأسبق، والإعلامي حمدي الكنيسي، رئيس قطاع الإذاعة الأسبق والإعلامي محيي الدين عبد العظيم، رئيس قناة القاهرة لمشاهدة حلقة البرنامج وإعداد تقرير بما يسفر عنه الفحص.
وأكدت اللجنة أن محتوى العبارات التي رددتها مقدمة البرنامج لم تكن ضمن أخبار الحلقة، وإنما أطلقتها للتعبير عن أفكارها الشخصية، وتجاوزها حدود دورها أمام الشاشة الرسمية للدولة.
وانتهت اللجنة إلى تجاوز مقدمة البرنامج للدور المنوط بها في طرح الأسئلة فقط وفرضها أفكارها ومواقفها المسبقة دون مقتضى، مما انعكس على حوارها مع الضيف وهو ما يؤكد عدم صلاحيتها للعمل البرامجي لعدم التزامها بمعايير العمل الإعلامي.
وكانت الحناوي قد انتقدت السيسي، واتهمته بتجاهل الفساد الذي يبلع المليارات، في حين يطالب الشعب بالتبرع بالجنيهات، ويتبرع لأفريقيا بمائة مليون دولار، ويطلب قرضاً بمليار ونصف المليار.
ولم يتحمل ضيفها الصحافي المؤيد للنظام أسامة شحاتة كلامها، واتهمها قائلاً: "انت بتتكلمي عن الرئيس كأنه مش رئيسك". وعندما تطرق للحديث للإرهاب، سألته "أليس الفساد أولى من الإرهاب ومحاسبة الفاسدين بدلاً من مصالحتهم بعد سرقتهم لمليارات الجنيهات من قوت المصريين؟"، فحاول الرد عليها لكنه ارتبك.
ووجهت الحناوي درسا قاسيا لضيفها، عن المعتقلين والتعذيب في سجن العقرب ومحاربة الحقوقيين، وضربت مثلاً بالحقوقي نجاد البرعي الذي تم تلفيق قضية له، عقاباً على تقدمه بقانون ضد التعذيب، فما كان من الصحافي الضيف إلا اتهامها بأنها موجهة وعميلة، متهماً إياها برؤية السواد فقط، ولا يصح ذلك على تلفزيون الدولة، فردت عليه "هذا تلفزيون الدولة وليس تلفزيون السيسي".
واتهمت الحناوي النظام بالتعامل مع الشعب بطريقة "الموت التام أو الرحيل التام"، ودعت الرئيس للعمل كما يطلب من الشعب، مشبهة خطاب السيسي بخطاب الزعيم النازي أدولف هتلر. وقالت إن السيسي لم يفلح في حل أي ملف من الملفات التي يتعامل معها.