وجراء هذا الحضور الأمني المكثف، تم إغلاق أغلب الطرق الفرعية لشارع الحبيب بورقيبة، وهو أكبر شارع في العاصمة تونس، مما تسبب في أضرار مادية للتجار، بحسب ما أكده أحد منظمي الحملة، علي الرياحي.
وقال الرياحي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هدفه من إطلاق عريضة شعبية هو تغيير مكان مقر سفارة فرنسا في تونس إلى مكان آخر لا يضر بمصالح الناس ولا يساهم في إفساد المنظر العام للشارع الرئيسي في العاصمة، الذي يوحي بأنّه شارع غير آمن بسبب المتاريس المحيطة بمقر السفارة".
وأضاف الرياحي أنّ "التجار في وسط العاصمة تضرروا كثيرًا من جراء إغلاق أغلب الشوارع الفرعية لشارع الحبيب بورقيبة، مما تسبب لهم في خسائر مادية"، مطالباً السلطة التونسية بالتحرك في اتجاه إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
وتقع السفارة الفرنسية بتونس في نفس المبنى الذي كان يقطنه ممثلو حكومة القناصل الفرنسية، ثم أصبحت مقر الإقامة العامة الفرنسية في عهد الاستعمار الفرنسي بتونس.
وتم بدء بناء المقر سنة 1859 بمبادرة من القنصل ليون روش، وانتهت الأعمال سنة 1861. ويطل مبنى السفارة على ساحة الاستقلال، في تقاطع طرق شارع الحبيب بورقيبة وشارع فرنسا، أمام كاتدرائية تونس. ويقع مبنى القنصلية العامة نفسه في مبنى السفارة.
وعن موقف السفارة الفرنسية بتونس من هذه الحملة، قال مصدر مسؤول فيها لـ"العربي الجديد" إنهم "لم يتلقوا أي رسالة رسمية في هذا الصدد، وإن السفارة رغم أنّ لديها أصداء على رفض تواجد مقرها بوسط العاصمة من قبل التجار وحتى بعض الشخصيات السياسية، فإنّه لا وجود لأي موقف رسمي حتى الآن".
وتساءلت أسماء جاب الله المشاركة في الحملة، في حديثها لـ"العربي الجديد"، عن سبب هذه الحماية الأمنية المكثفة لسفارة فرنسا في تونس، ورأت أنّ الإرهاب أصبح يهدد كل مناطق العالم حتى في فرنسا، معتقدةً أنه لا توجد حماية لسفارة تونس بفرنسا مثل ما تتمتع به سفارة فرنسا.
وفي نفس الإطار، قال أمين عام حركة الشعب، زهير المغزاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ حركة الشعب منخرطة في هذه الحملة منذ سنة تقريباً، وإنهم تلقوا عديد الشكاوى من التجار وسكان الشوارع القريبة من سفارة فرنسا. وأضاف أنهم يعرفون جيدًا المشاكل التي تسبب فيها وجود سفارة فرنسا بوسط العاصمة، لأنّ مقر حزبهم ليس بعيدًا عنها.
ودعا زهير المغزاوي، والي تونس علي منصور، إلى الإسراع والمطالبة بتغيير مقر سفارة فرنسا في تونس، مفسرًا ذلك بأنّ الحماية الأمنية المكثفة والسياج الشائك الدائر بمقر السفارة الفرنسية يوحي وكأن البلاد في حالة حرب، حسب تعبيره، وأنّ "المكان غير آمن، في حين أن شارع الحبيب بورقيبة شارع رمزي ويزوره يوميًا آلاف السياح الأجانب".
وطالب النقابي قيس بن أحمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بإخراج السفارة الفرنسية من وسط العاصمة إلى مكان آخر، وأن يستغل مقرها كمتحف يوثق لجرائم الحقبة الاستعمارية الفرنسية".