"وسط الضلمة لسة فيه نور.. وسط الراكعين فيه رافضين الركوع.. وسط الخنوع لسة فيه رافضين الخنوع.. في بلد ما بتحبش اللي بقول لأ وممنوع.. إحبس وإحبس كمان وكمان.. إنت نظام نهايتك قربت.. مهما عمل حظر للكلام وطالت قائمة الممنوع"، بهذه الكلمات وصف ناشطون حال مصر بعد حبس المستشار، هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، الذي يبدو أنه رغم محاولات إخضاعه، سيظل يمثل "صداعًا" لنظام الرئيس، عبد الفتاح السيسي.
رفض جنينة دفع الكفالة، التي فرضتها عليه نيابة أمن الدولة، وأصر على الحبس كي لا يعطي شرعية للتنكيل برئيس أكبر جهاز لمحاربة الفساد في مصر، ليؤكد للمصريين أنه ما زال هناك من يرفعون شعار "السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه".
وفي رسالة نقلها عنه محاميه، علي طه، عدّد جنينة أسباب رفضه دفع الكفالة وقال: "فوجئت بتحريات ملفقة تمت بناءً على اتهامات كيدية، وانتهى الأمر إلى إلزامي بدفع كفالة، وعليه بات دفع الكفالة تسليمًا مني بصحة هذه الاتهامات، وحتى لا أضع سنّة للتنكيل بأي رئيس للجهاز المركزي للمحاسبات، إذا ما قام بواجبه لحماية المال العام، فإن قيامي بسداد الكفالة بعد تلك الاتهامات الكيدية والتحريات الملفقة، يعطي دلالة على تسليمي بها".
Twitter Post
|
موقف جنينة، جاء تزامناً مع عدة مواقف مماثلة، تحدى كثيرون فيها النظام القضائي المصري، بداية من الناشطة، سناء سيف، التي سلمت نفسها، ورفضت الاستئناف على حكم حبسها، إلى نقيب الصحافيين، يحيى قلاش، وعضوي مجلس النقابة، ليصبح شعار المرحلة "نرفض قضاءك وإن لم نجرؤ على رفض نظامك" وفق ناشطين.
واللافت في أزمة جنينة، شماتة مواقع مؤيدة للنظام في حبسه والتنكيل به، خاصة موقع وصحيفة "اليوم السابع"، عبر وليدها "برلماني"، على غرار شماتتها في مالك "المصري اليوم"، صلاح دياب، وبنفس العنوان تقريبا، والذي يقول: "كواليس ترحيل المستشار هشام جنينة إلى قسم شرطة القاهرة الجديدة.. مدرعة وكلابشات"، مما اعتبره ناشطون منطقيا نظراً إلى أن إعلاماً ممولاً من جيوب رجال أعمال محسوبين على نظام المخلوع، وتحوم حولهم الشبهات، يشمت في حبس من حاول محاربة الفساد.
وكتب رئيس تحرير "وورلد تريبيون"، محمود رفعت: "إحالة المستشار #هشام_جنينة لمحاكمة عاجلة بتهمة نشر أخبار كاذبة عن الفساد في #مصر تأكيد سواد مرحلة بتاريخ مصر لم تشهد مثيلها عبر كل تاريخها".
وخاطبت الناشطة، منى سيف، شقيقها علاء عبد الفتاح، المحبوس أيضًا: "نفسي في اللحظة دي جدا يبقى ينفع أرفع سماعة التليفون وأكلم علاء وأشاركه، شوفت المستشار هشام جنينة عمل إيه؟ شوفت القوة؟ آه ياني". وتساءل رئيس تحرير "المصريون" جمال سلطان: "من هو رئيس الجهاز الرقابي الذي سيتجرأ بعد ذلك على ملاحقة فساد (الكبار) بعد أن يرى رأس #هشام_جنينة الطائر لإصراره على حماية المال العام؟!".
Twitter Post
|
واعتبر محمد ما فعله جنينة ضربة لنظام العدالة في مصر، قائلاً "المستشار هشام جنينة وجه ضربة قاصمة لنظام العدالة في مصر، برفضه دفع الكفالة. ضربة من واحد خبير في القانون".
وسخر علاء: "قالك تهمة هشام جنينة إنه بالغ في حجم الفساد، عايز يقوله يقول في فساد بس متسيحش علشان الأشرار".